يعقوب ميخائيل
سؤال على قدر كبير من الأهميّة إن لم نقل أكثر ترديدًا على ألسنة الكثير من المتابعين والنقاد الذين حتمًا يتطلّعون لمشاهدة منتخبنا الأولمبي يظهر بأبهى صورة في الأولمبياد.
ماذا نحتاج .. وإلى أي مدى يمكن أن نوفر مستلزمات الإعداد التي تجعل منتخبنا الأولمبي يذهب إلى الأولمبياد منافسًا وليس مشاركاً تقليديًّا من أجل المشاركة؟
ومع كُثرة التساؤلات المتداولة باختلاف آرائها وتوجّهاتها أيضًا.. نرى أن بعض الطروحات غير منطقيّة خصوصًا عندما تذهب مع اللجوء إلى تغيير الكادر التدريبي خصوصًا وإننا لا يمكن أوّلاً أن نتفق مع هذه الطروحات لسبب بسيط مفاده أن المُدّة التي تفصلنا عن الأولمبياد لا تتعدّى سوى شهرين، وإن أي تغيير في الملاك التدريبي إنما هو تخبّط وارتجاليّة سبق وأن عانينا من الأمرين من قبل في أكثر من تجربة ولا يمكن أن نكرّر نفس التجارب الفاشلة مرّة أخرى!
منطقيًّا.. وعندما نتحدّث عن الفترة التي تفصلنا عن الأولمبياد يجب أن يتم خلالها التركيز على نقطة في غاية الأهميّة إلا وهي ضرورة تشكيل (خلية عمل) تتكوّن من الكادر التدريبي للمنتخب الأولمبي بإشراف الاتحاد (نتمنى أن تتمثل بلجنة فنيّة أو لجنة المنتخبات) إن وجدت، ومعها الكادر التدريبي لمنتخبنا الوطني الأوّل.. أي المدرب كاساس وكادره المساعد الذين حضروا البطولة وتحوي مذكّرتهم الكثير من التفاصيل الفنيّة عن البطولة وعن مستوى أداء منتخبنا بالبطولة كي يتسنى الوصول إلى خلاصة الإعداد التي سوف لن تقتصر على المنتخب الأولمبي فحسب، وإنما المنتخب الوطني أيضًا الذي تنتظرهُ مهمّة استكمال مراحل التصفيات المؤهّلة إلى المونديال المقبل.
في السياق ذاته وتحديدًا بعد تأهّل منتخبنا الأولمبي إلى أولمبياد باريس بدأت تتردّد الكثير من الآراء بخصوص اللاعبين الثلاثة الذين سيتم إضافتهم إلى قائمة (الأولمبي) من الذين هُم فوق سن القانونيّة .. وهذه الآراء التي لا يمكن أن تسير بوتيرة واحدة برغم قناعتنا المُطلقة بأنّ شقي الدفاع والهجوم بحاجة إلى تعزيزهما ببعض عناصر الخبرة كسعد ناطق في الدفاع وأيمن حسين في الهجوم (رأي شخصي) وليس تدخلاً في الشؤون الفنيّة كما يحلو للبعض تفسيرها، إلا أننا لسنا مع (تحجيم) الثقة بالحارس الشاب حسين حسن الذي لعب دورًا بارزًا ومؤثرًا في قيادة منتخبنا إلى الأولمبياد بحجم ومستوى لا يختلف اطلاقاً مع ما قدّمه علي جاسم من حيث (الجودة) سواء من خلال تتويجه كهدّاف البطولة أم في ضوء مستواه الذي يُثبت يومًا بعد آخر إنه واحد من نجومنا الشباب الذين نعوّل عليهم الكثير في مستقبل الكرة العراقية.
من المهمّ جدًّا أن لا تتغلّب (العواطف) على الواقع خصوصًا عند البحث عن مصلحة المنتخب لاسيما عندما نرى أن الضرورة تقتضي، بل تتوجّب أن نشخص كُل السلبيّات التي رافقتنا خلال البطولة الآسيوية ونسعى لكشفها وتحديدها (بشجاعة) بعيدًا عن المجاملات التي ربّما ستكون مُكلفة وباهظة الثمن خصوصًا عندما نواجه منتخبات رفيعة المستوى في الأولمبياد ولنا في تجربة (اليابان) الأخيرة خير دليل لا يحتاج إلى تفسير أو مجاملة!
أي بتفسير أدق: عندما نؤشّر مكامِن الضعف في أداء منتخبنا الأولمبي لا يعني الانتقاص من حجم الإنجاز المتحقق بالتأهّل إلى الأولمبياد بقدر ما نرغب في البحث عن حلول ناجعة تضع منتخباتنا وكرتنا العراقيّة على الطريق الصحيح في مشاركات مهمّة ورفيعة المستوى كالدورة الأولمبيّة.. وهو الشيء الذي نتمناه جميعًا حتمًا.