واثق الخطوة يمشي ملكاً!  

 

يعقوب ميخائيل

شهدت الساعات القليلة الماضية وتحديداً بعد النتائج الأخيرة التي حُسمت في ضوئها المنتخبات التي ستخوض غمار المنافسة في دور 16 من بطولة آسيا ، شهدت الكثير من الأحداث التي اختلطت فيها الآراء، بل اختلفت حول النتائج التي آلت اليها تلك المباريات من جهة، ومن ثم الحديث عن الحوار التلفازي لبرنامج المجلس الذي ضيّف مدرب منتخبنا كاساس.. وقبل هذا وذاك لابد أن أخذت مباراتنا الأخيرة مع منتخب فيتنام مساحة واسعة من النقاش سواء عن التشكيلة أو الفوز الذي تحقّق بصعوبة.. كل هذه الأمور وغيرها التي أخذت حيّزًا واسعًا من المناقشة لم أجد لها عنوانًا أنسب من القول (واثق الخطوة يمشي ملكاً)!  

ربما يستغرب البعض من مثل هذا الطرح الذي باعتقادي يتفق معه الغالبيّة من متابعي هذه البطولة وليس الجمهور العراقي فحسب.. لأن ما حصل من (تقلّبات) إن صح القول في مسارات المنافسة إنما جاءت كلّها بسبب المنتخب العراقي الذي نجح وبامتياز في قلب كلّ موازين المنافسة بعد فوزه الرائع على المنتخب الياباني ، بحيث أصبحت بعض المنتخبات تبحث عن الخسارة وليس التعادل فحسب من أجل (تغيير) طريقها في المنافسة أملاً في الوصول الى أبعد ما يمكن دون مطبّات (صنعها) المنتخب العراقي.   

هناك اكثر من ملاحظة حول النتائج .. وهذه الملاحظات التي حتمًا سيكون لنا رأي في أحداثها في مناسبة أخرى والتي يتحمّل مسؤوليتها بالدرجة الأساس الاتحاد الآسيوي وتحديدًا لجنة المسابقات التي توجب عليها أن تكون حريصة على (سُمعة) المسابقة من خلال وضع لوائح ونظام للمسابقة (يحمي) من خلاله البطولة ومنافساتها والحفاظ على سُمعتها دون الرضوخ أو حصر (الأهداف) بالناحية التسويقيّة فحسب وتلك هي الكارثة!   

اختلاف آخر ربما شهد العديد من التباين في وجهات النظر وبرز حول ظهور المدرب كاساس في برنامج المجلس .. وهنا أود العودة الى رأي سابق طرحته حول مطالبة بعض البرامج الرياضية العراقية بتضييف المدرب كاساس للحديث عن أمور المنتخب وبالتحديد عن التشكيلة أو اللاعبين الذين يتم استدعائهم للمنتخب .. ويومها قلنا (لم نأتِ بالمدرب كاساس محلّلاً تلفازيًّا وإنما مدرّبًا)، لأننا لم نكن نرغب يومها أن تجري مناقشة المدرب عن خياراته، فالخيارات تبقى من مسؤوليّة المدرب، وليس صحيحًا أن يفاضل الإعلام بين هذا اللاعب أو ذاك بقدر ما تقتصر مسؤوليّته في التعبير عن رأيه، أما أن يؤخذ بذلك الرأي من عدمه فتلك هي قناعة المدرب أوّلًا وأخيرًا،  ولا يمكن أن يكون هناك تدخّلًا في الجوانب الفنيّة التي حتمًا تخضع لأسس وجزئيّات دقيقة هي من اختصاص المدرب وطاقمه المساعد لا غير.  

ما جرى بين الإعلامي خالد جاسم مقدّم برنامج المجلس مع مدرّبنا كاساس يختلف كليًّا عن مطالبتنا (بالأمس) بإبعاد المدرب عن البرامج التلفازيّة والإعلام! لأن المدرب ومعه منتخبنا يعيش حالياً بعيدًا عن الضغوط وليس هناك ما يدعو للقلق من قدرة المنتخب العراقي على مواجهة أي منتخب بالبطولة..  مضافاً الى كل ذلك فإن المدرب كاساس كان شجاعًا وذكيًّا أيضًا في الإجابة على الأسئلة خلال البرنامج وتحدّث عن (العموميّات) أما الجوانب الفنيّة أو ما يراه غير مناسب للطرح في وسائل الإعلام فقد احتفظ به وظلّ في طيّ الكتمان.   

لن نخشى أي منتخب بعد أن أكّدنا وباستحقاق على أننا من “كبار القارة” ولن تختلف مباراتنا غدًا مع المنتخب الأردني عن بقيّة المباريات التي خضناها من قبل ، من حيث التركيز أوّلًا ، ومن ثم احترام المنافس، والأهم من كل ذلك اختيار التشكيلة التي تقودنا للفوز.  

أنشر عبر

شاهد أيضاً

عاشق المنصب!

  محمد الجوكر “عشق الكرسي” هو شعار البعض، ذكرناه مرارًا وتكرارًا، ولخصناه أكثر من مرّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *