هزمنا إندونيسيا بالثلاثة ومنظومتنا الدفاعية هزيلة!

 

  • تطوير الحيازة والهجمات لم يرتق إلى العمل الصحيح
  • تغييرات غير مفهومة وتحوير مراكز اللاعبين بلا سبب!
  • اليابان محطة الاختبار الحقيقي للمدرب كاساس

 

كتب: د. كاظم العبادي

برغم من فوزه (3-1) على إندونيسيا في الجولة الأولى من بطولة كأس آسيا قطر 2023، إلا أن الفريق العراقي لم يكن موفقًا أمام فريق إمكاناته ضعيفة، وقدّم العراق شوطًا تفنَّن فيه بالحيازة على الكرة من دون تأثير هجومي، وعاد في الشوط الثاني إلى طبيعته ولم يستمرّ بهذا النهج.

أظهر الفريق العراقي في الشوط الأول أداء منظّمًا، وكان واضحًا أنه يسعى إلى حسم المباراة بشكل مبكّر، فلجأ إلى الحيازة وتمرير الكرات بين لاعبيه بعيدًا عن التمرير الطويل أو التشتيت إلا ما ندر، لكن الهجمات التي كانت تُبنى من الخلف لم تتطوّر في المناطق الهجوميّة، باستثناء محاولات فرديّة قام بها ميمي وعلي جاسم، لم يتم صنع هدف حقيقي يأتي من تبادل مكثّف بتمرير الكرات أو تمريرة قاتلة.

انخفض أداء الفريق العراقي في الشوط الثاني، فبعد أن كانت حيازة العراق على الكرة 72%  في الشوط الأول هبطت إلى 58%  في الشوط الثاني ليكون المعدّل العام للحيازة 65%!! 

الخلل الدفاعي عند العراق يظهر بشكل واضح مباراة بعد أخرى، والهدف الإندونيسي الذي سجّله فيردناند يؤكّد كلامي، علي عدنان لا ينجح في الدفاع واحد ضد واحد، ويتوقّف لتستمر الهجمة، ولا يُحسن ميرخاس قطع الكرة، ويفشل سعد ناطق في إبعاد الكرة لتدخل في مرمى العراق، هدف تسبّب فيه ثلاثة مدافعين!! وهذا الهدف ليس الحالة السلبيّة الوحيدة التي سُجّلت ضد العراق، بل كانت هناك حالات كثيرة أخفق فيها الدفاع أمام إندونيسيا.

غاب زيدان إقبال كلّيًا عن أجواء المباراة، لم يكن له أي دور ملموس، كان ضائعًا في الملعب، ونجهل السبب!

اعتقد أن كاساس قد قتل دور العماري الهجومي، بوضعه في مركز لاعب الوسط المدافع (المركز رقم 6) فهو ليس قصي منير، وتمرّد العماري أحيانًا على مدربه بالتقدّم للأمام إلى مكانه الطبيعي المركز رقم (8)، وسجّل هدفًا تم إلغاءه، كما أخطر مرمى إندونيسيا بكرة أخرى.

أهداف العراق، جاء الهدف الأول بجهود فرديّة من ميمي، وأما الهدف الثاني فقد حصل بجهود فرديّة من علي جاسم لترتدَّ الكرة من الحارس فيضعها أسامة رشيد في المرمى، في حين جاء الهدف الثالث أثر تحويلة من حسين علي إلى أيمن حسين الذي استغلَّ طوله وقوّته ليسجّل منه هدف العراق.

كانت تغييرات كاساس كلّها غريبة، كان يفترض أن يشترك فرانس بطرس منذ البداية فهو لاعب طبيعي بمركز قلب الدفاع، لكن وضعه في مركز جديد في الوسط، أما بشار رسن لم يكن منتجًا، ولم يكن يوسف الأمين مؤثّرًا.

الحسنة الوحيدة هي تسجيل أيمن حسين الهدف الثالث لكنه أيضًا لم يكن له دور غير هذا الهدف ، الغاية من وجود أيمن مع منتخب العراق هو المشاركة في مثل هذه المباريات ضد فرق شرق آسيا، حيث قد يحتاجه كاساس لتمرير كرات طويلة له داخل منطقة الجزاء للاستفادة من طوله، والهدف يوضّح سبب تمسّك كاساس به، ولا أعتقد يرسم له أي دور هجومي كهدّاف في مباريات مع فرق أخرى.

منظومة دفاع الفريق العراقي هشّة للغاية، يفتقد الفريق العراقي للاعب وسط مدافع وقلبا دفاع. وهذه المراكز أهملت من قبل كاساس!! التحوير مستمر، علي عدنان أصبح قلب دفاع، العماري أصبح لاعب وسط مدافع. السؤال، منذ أكثر من سنة ماذا لم يبحث كاساس عن لاعبين جُدد لترميم هذه المناطق؟

التزم علي عدنان في المباراة بعدم تمرير الكرات الطويلة، لم يكن دور يماثل دور “مالديني” الذي وصفوه فيه، أظهرَ ضعفه الدفاعي عدّة مرّات، حسنته الوحيدة أنه كان يتكلّم مع زملاءه باستمرار هو وجلال حسن وهو ما يحتاجه الفريق العراقي حيث هناك برود قاتل بين اللاعبين!  

الآن، أمام العراق مهمّة شاقّة في مباراة اليابان يوم الجمعة القادم، هذه المباراة هي الاختبار الحقيقي لكاساس!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

رحلة المواجهات العراقيّة – الأرجنتينيّة عبر أربعة عقود

  راضي شنيشل هزم الأرجنتين لاعبًا فهل يفعلها مدرّبًا؟ 3 لقاءات للوطني وواحدة للشباب .. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *