هات وخذ مع يونس عبد علي: لا مغترب ولا محلّي .. حلاوة الفوز صنيعة “الفريق الوطني”

• نساند ونراقب ونحكم على اتحاد درجال بلا عواطف
• ابتعدتُ عن الإعلام لعدم قبول الآخر بمرارة قولي الحقيقة!
• إدارة نادي الشرطة تعمل باحترافيّة وأنا رهنُ إشارتها 
• ولدي “ذو الفقار” ذكيٌّ وفاهمٌ ومستقبلهُ مع كرتنا كبيرٌ

حاوره / سعد المشعل

ضيفنا شخصيّة رياضية جريئة لا تعرف التهاون في إبداء الرأي، يدافع عن حقوق أبناء اللعبة، ولم يتقرّب من مسؤولي مواقعها قط، توراى عن الأنظار منذ فترة طويلة، وترك عديد الأسئلة خلف باب غيابه.. التقتهُ (فوز) هاتفيًّا للاطمئنان عليه فكان كريمّا في البوح عن حقائق شخصيّة ورياضيّة نترك تقييمها للجمهور.     

 * ما سرّ غيابك عن الإعلام والجمهور؟

– أنا موجود في قلوب الجماهير المُخلِصة، بل في قلب الرياضة، أتابع كلّ صغيرة وكبيرة أتفاعل وأنتقد وأطمح من دون أن أُسْمِع أحّدًا، فالراحة بعض الأحيان تدفعنا للإنزواء برغم التحدّيات الكبيرة.

* أهي تحدّيات خاصّة أم عامّة؟

– كلا هي عامّة، وأنا أنظر لجميع الرياضيين أنهم قدّموا ما عليهم، ولم يدّخروا جهودهم لإعلاء شأن الرياضة العراقيّة، ولكن لم نرَ الاهتمام الكبير بهم كما تبادر دول العالم لتقدير عطاء رياضييها، نحنُ نُمنِّي النفس أن تكون هناك رعاية خاصّة للرياضيين من قبل حكومتنا بالشكل الأفضل، ونأمل فيها الخير والنظر لرموز الرياضة كونهم خدموا الوطن وأوفوا له.

منطق الحقائق

* لم تعاود اطلالتك التلفازيّة كالسابق ما السبب؟

– حقيقة أكنُّ كُل الاحترام والتقدير لجميع البرامج الرياضيّة ولكلّ الإعلاميين، بصراحة ابتعدتُ لأنني أتكلّم بمنطق الحقائق لا التسويف، وكنتُ ناصحًا لبعض الأمور التي تجري في قطّاع كرة القدم لأنني ابن هذه اللعبة، وأعرف الكبيرة والصغيرة ومَن يخدمها ومن يعمل لهدمها، لذلك شعرتُ بأنَّ قول الحقيقة مُرٌّ لا يُطاق من قبل البعض وغير مرغوب فيه، ففضّلتُ الابتعاد في الوقت الحالي.

*كثيرون توقّعوا أن تحظى بعمل في اتحاد درجال نظير دعمك له؟

– أنا أدعم أي شخص يطوّر كرة القدم في بلدي، وأساند من يهتمّ بالبُنى التحتيّة والملاعب والفئات العمريّة والمنتخبات، ويعتني بالنجوم القُدامى، أي أساندُ العمل الصحيح الجاد والمتطوّر وليس الشخص بعينه، وفي الوقت ذاته أنتقدُ أخطاء الموقع وليس صاحبه، كما لا أنتظر مكافأة أو تعويض من أحّد، ولا أسعى لأي منصب نظير مواقفي المُعلنة لمصلحة اللعبة، والأغلب يتذكّر كيف تظاهرتُ مع عشرات الرياضيين والإعلاميين من أجل التغيير، ومنحنا فرصة كبيرة لنجوم الكرة كي ينهضوا بواقعها، والفرصة قائمة تحت الاختبار لمدة 4 سنوات، نساندُ ونُراقبُ ونحكم بلا عواطف. 

إدارة الشرطة

* كيف تُقيّم عمل إدارة نادي الشرطة؟

– الشرطة بيتي الثاني، أتمنّى له الاستقرار والنجاح دائمًا، إدارته اليوم تعمل باحترافيّة تامّة على الطريق الصحيح، وبرامجها كبيرة وطموحاتها أكبر لا تقف عند حدٍّ في تطوير رياضة النادي، وأتمنّى لها التوفيق في مسيرتها كونها عملت المستحيل من أجل نهضة الفريق وإسعاد جمهوره، وبالنسبة لي جاهزٌ رهن إشارتها لأي خدمة أو واجب أكلّف به.

مستقبل “ذو الفقار”

* لماذا تأخّر ظهور نجلك “ذو الفقار” في الملاعب برغم موهبته؟

– أسّست لولدي الطريق الصحيح منذ البداية، ووضعتهُ على سكّة التميّز، وقدّمتُ له النصائح، وهو شاب ذكي وفاهِم جدًّا لكل توجيه، نعم لا أتدخّل في مستقبلهِ الكروي وأكتفي بنُصْحه لا أكثر، ويجب أن يعتمد على نفسهِ ويتّخذ القرارات المناسبة ليدرك أن الحياة تستمر بحلوها ومرّها، وعندما كنتُ بعُمرهِ سلكتُ طريقي بنفسي ووصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم، بصراحة أرى أن لولدي وأبناء جيله مستقبلٌ كبير مع الكرة العراقية.

* كيف ترى مهمة منتخب الوطن في البطولة الآسيوية 18؟

– صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، فمنهاج إعداد اتحاد الكرة والدعم الحكومي للمنتخب كان رائعًا ولم يناله أي منتخب آخر، فقد توفّر للكادر التدريبي كلّ شيء، وثقتنا كبيرة بلاعبينا وبالكادر، وأتمنّى لممثّل الوطن كلّ التوفيق.

* وماذا تتوقع للأسود في دور المجموعات؟

– لا توقّع في كرة القدم، المُجتهد هو من يصنع الإنجاز والنتائج المُطمئِنة، ولو كان للتوقّع دور في الحسم لكانت كلّ بطولات العالم باسم البرازيل.

المدرب المسؤول

* هل أن قائمة كاساس تشعرك بالثقة؟

– كل لاعب مرشّح لارتداء فانيلة الأسود هو محطّ ثقة لنا، ويبقى العطاء وتقييمه من مسؤولية المدرّب هو المعني بتحمّل تبعات ترشيح الأسماء.

* رسالتكَ لمن يثير الانقسام بين اللاعب المحلّي والمغترب في المنتخب؟

– لا فرق بين اللاعبين، هم يمثلون العراق ويدافعون عن اسمه وتاريخه، والجمهور مطالب برفع الحالة المعنويّة وإزالة الفوارق بين لاعبي المنتخب، فحلاوة الفوز صنيعة مجهودات مشتركة باسم “الفريق الوطني”.