انتصار السراج
بعد أن تسلّم المدرب الإسباني خيسوس كاساس مهمّة تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم، ارتفعت أصوات كثيرة بين مؤيّد ومعارض كالعادة، فالبعض بأن وجوده قد أضاف الكثير من المُتعة لأداء منتخبنا الوطني في الفترات السابقة، والآخر يرى أن الأداء مازال باهتًا ويحتاج للكثير من الوقت والجهد لتحسين صورته النهائيّة إذا ما أراد منافسة كبار القارّة الصفراء في التصفيات الثالثة والحاسمة المؤهّلة لنهائيّات كأس العالم 2026، خاصّة بعد نجاح التأهّل بشكل رسمي لتصفيات أمم آسيا 2027.
ما يدعو للقلق حقا هو التذبذب الحاصل في أداء المنتخب الوطني والذي يولّد لدينا العديد من علامات الاستفهام، ما سبب الظهور بمستوى متواضع في بعض المباريات خاصّة “الذهاب” في ملعب البصرة ضد المنتخب الفلبيني، والذي حقق فيها منتخبنا فوزًا صعبًا بهدف واحد ليعود بعدها في ملعب الخصم بفوز عريض وأداء مقنع؟ مع ملاحظة بعض الهفوات الدفاعيّة المتكرّرة والتي ظهرت أيضًا في أداء الفريق ضمن نهائيات أمم آسيا 2023 التي أقيمت في قطر.
ماذا يحتاج منتخبنا الوطني في مرحلته المقبلة التي ستبدأ بمواجهة إندونيسيا يوم 6 حزيران 2024 ليكمل التصفيات بمرحلتها الثانية مع الكبار؟
مع استئناف مباريات دوري نجوم العراق بمرحلته الثانية، أجد أن الفرصة مازالت سانحة ومواتية لكاساس لمشاهدة بقية مباريات الدوري، واختيار أكثر من لاعب يُثبت نفسه وأحقيّته في تمثيل المنتخب ضمن مرحلته المقبلة، وبالجانب الآخر أصبحت لديه رؤية واضحة من أجل الاستغناء عن مجموعة من اللاعبين الذين أثبتوا بأنهم ليسوا مؤهّلين لتكملة المشوار مع المنتخب الوطني، لأن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة والتنافس فيها سيكون على أشدّه من أجل إثبات النفس وتحقيق نتائج تؤهّلنا لكأس العالم المقبلة.
حتمًا أن التحدّي الأوّل تمَّ بنجاح، لكن كُل هذا لا يمكن أن يكونَ مطمئنٌ بأن الطريق ستكون سالكة ومفتوحة للنهائيّات من دون أي منغصات، بل لابدّ من تكاتف الجميع، وأن يكون الجميع على قدر المسؤوليّة والتحمّل من أجل أن يكون التأهّل بجدارة واستحقاق، وأن يكون المنتخب وابوابه مفتوحة لمن هُم أهل له، ومن يملك الجدارة والاستحقاق للبقاء فيه، وعلى من يجد بأنه غير قادر على العطاء بأن يتنحّى ويترك الساحة للأفضل والأقوى لأن المراحل القادمة ستكون صعبة ومثيرة ولا تقبل أنصاف الحلول لإنجاز مشروع التأهل.