انتصار السراج
سؤال يطرح نفسه كثيرًا ويعاد مرارًا وتكرارًا رياضتنا النسوية الى أين؟ لماذا هذا التراجع والتأخّر والانحسار؟ كيف يغيب الاهتمام والتطوّر بتلك الرياضة الخاصة بالنساء مقارنة بمثيلاتها في الدول العربية المختلفة؟
لماذا كل البلدان الأخرى في المنطقة، وحتى الدول التي كانت هامِلة لهذا الجانب قد بدأت في السنوات القليلة الماضية تولي عناية خاصّة برياضاتها النسوية وفي مختلف مجالاتها؟
الرياضة النسويّة العراقية تعاني التراجع وعدم مواكبة دول العالم أو دول الجوار برغم وجود العديد من الاتحادات المعنيّة بها تزعم الاهتمام بتلك الفئة، وللأسف لا يتجاوز اهتمامها القول بلا فعل.
ومع تفاؤل الجميع بما طرحتهُ اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة بقرار إقامة (أندية الفتاة) في كلّ محافظات العراق، والذي استبشرت به الرياضيّات خيرًا خاصّة في ظلّ مفاضلة الكثير منهنّ للعمل مع النساء في أندية محدّدة إلا أن الواقع فرض عليهنّ معوّقات أكثر وأكبر، ولعلّ أبرزها عدم وجود مقرّات خاصّة لتلك الأندية! مع إن المُتعارف عليه هو وجود مقرّ لكلّ نادي رياضي، وكذلك هيئة إدارية خاصّة به، وأعتقد المسؤولون أن هذا سيتحقّق لاحقًا بعد تأسيس تلك الأندية، لكن الأمر لم يحسم لحد الآن وربّما لن يتحقّق.
ومن خلال مقابلتي عديد الرياضيّات في مختلف الألعاب، أجمعنَ على أن الاهتمام بالرياضة النسويّة شبه معدوم، والعديد من الموهوبات لم يتم اكتشافهنّ وتوفير الدعم والعناية بهنّ بأبسط مقوّمات النجاح، ولعلّ عدم توفير وسائل نقلهنّ هو أبسط مثال يدلل على الإهمال.
من خلال منبر (فوز) ندعو الى الاهتمام بالرياضة النسويّة من خلال الدعم المادّي ببناء منشآت رياضيّة خاصّة بالنساء وتعزيز مشاركاتهنّ في الأنشطة الرياضيّة من خلال زيادة الوعي الرياضي لدى الجميع، ورفع المستوى الفنيّ والإداري للنشاط النسوي في العراق بحدود الخُطط التي وضعتها اللجنة الأولمبيّة مع ضرورة وجود قنوات اتصال مع الهيئات والمؤسّسات الرياضيّة المحليّة والخارجيّة لتطوير رياضة النساء وتبادل الخبرات والمعلومات ودعم سُبل التعاون مع الجهات المعنيّة بشؤون الرياضة النسوية في الدولة من أجل أداء رسالتها وإزالة أيّة عقبة مُمكن أن تقف في طريقها.