محمد حمدي
طالما ارتبط اسم ملعب الشعب الدولي بالكثير من الأحداث الرياضيّة الخالدة، وكان بحقّ أيقونة بغداديّة أثارت شغف الجماهير منذ عهد الانطلاق الرسمي عام 1966، وظلّ هدفًا لجميع الرياضيين الكرويين من اللعب على أديمه في يوم من الأيام، وكان رسالة واضحة الى العالم على جماهيريّة كرة القدم في العراق بكلّ مباراة تشهد امتلاء الملعب عن آخره بأعداد مُضاعفة يوم كانت مقاعده من الخرسانة الاسمنتيّة وصولًا الى المقاعد الجميلة التي زادت من ألق الملعب وشكله الجميل .
ومع دخول الملعب عامه الثامن والخمسين، وتكاثر عمليّات الإعمار، وإعادة التأهيل فيه، كانت هناك أكثر من إشارة راسخة بأن العمر الافتراضي لملعب الشعب الدولي قد انتهى رسميًّا، وإن إعادة بناء الملعب مجدّدًا هي مجرّد مسألة وقت ليس أكثر، ولكن للأمانة فإن الطريقة التي شهدت تشييده كانت على درجة عالية من الاتقان، ليكون مدينة رياضيّة بملاعب متنوّعة من المُمكن تأهيلها، وإضافة الجديد لها في أيّ وقت، وهو ما حصل فعلًا وقولًا في حملة المائة يوم التي قادها الوزير أحمد المبرقع بشعار حكومة الخدمات والدعم المباشر من رئيس مجلس الوزراء ليكون الإعمار الجديد بمثابة ولادة حقيقيّة للملعب باحتفاليّة مهيبة على بساطتها أعادت بنا تاريخ نجوم كرتنا الكبار الراحلين والأحياء وأمجاد كرويّة نفخر ونتغنّى بها دائمًا، وكان إلهام ملعب الشعب الدولي وجماهيره هو من صنع ألقها وأوصلها الى القمّة .
تجديد بكل المُفردات سيكون إضافة نحتاجها اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى لنضاعف من رصيدنا وموجوداتنا في عالم المنشآت الرياضيّة التي تقرّبنا من استضافة البطولات التي نطمح لها بالتأكيد، وما نحتاجه هو أن نقابل ثورة الإعمار الجديدة بحسٍّ جماهيري كبير للحفاظ على هذه الموجودات مُلكًا للشعب والرياضة العراقية وبيتًا رائعًا يحتوينا بأوقات أكثر روعة مع معشوقتنا كرة القدم وزهوها الكبير.
دعوة أخرى نوجّهها لوزارتي الشباب والتربية معًا لإلتفاتة حقيقيّة نحو ملعب آخر في بغداد له مكانته وتاريخه وأقصد به ملعب الكشافة الذي يُعاني الإهمال والاندثار، وينتظر من يمدّ له ولجماهيره يد العون ليكون تُحفة تُضاف الى ملاعبنا الجديدة.