معكم دائمًا .. جامعة ” قطر “

 

محمد الجوكر 

رحل عنّا عامٌ، وأقبل علينا عامٌ جديدٌ، والرياضة بأبعادها وتطوّراتها المُختلفة، ما بين الأزمات والإخفاقات، والانتقادات، التي شهدتها السنة الماضية، واليوم نفتحُ صفحةً جديدةً، مملوءةً بالأحداث الجارية، والمُقامة حاليًا، فضلًا عن تعدّد الأنشطة والفعّاليات الاقتصاديّة والرياضيّة والاجتماعيّة والفنيّة، التي تشهدها المنطقة هذه الأيّام، ونحن نعيش معها انطلاقة السنة الجديدة، لتبرز أهميّة الدور الذي تؤدّيه الرياضة في تقارب الشعوب، بخلاف التسهيلات والإمكانات المُتوافرة في دولتنا، والتي ساعدت على الإقبال الكبير للدول والأفراد، الذين يتوافدون من مُختلف بقاع الأرض على المُشاركة والمُنافسة.

ولعل أبرز تلك الأحداث، الاستعداد للمُشاركة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، التي أصبحت على الأبواب، وما يُميّز هذه البطولة، أنها جديدة في شكلها وتنظيمها، لأنها ستُقام بعد مونديال الدوحة، وأصبحت الأمور تُقاس كأنها كأس عالم جديدة من ناحية الترتيبات والاستعدادات الجادّة للأشقاء، ومن يُتابع ما يجري في الساحة، بسبب كثرة الأحداث الرياضيّة، لمُختلف الألعاب، وشتّان الفارق بين أول مُشاركة للمُنتخب الوطني وأيضًا المُنتخب القطري الشقيق قبل 40 عامًا، في نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي استضافتها الكويت كان لي شرف تغطيتها وفازت بها كأوّل دولة نالت شرف اللقب والتنظيم، وحزين لغيابها هذه المرّة.

اليوم الصورة تغيّرت في أمور كثيرة، والدولة المُنظّمة قطر تمتلك مُقوّمات النجاح، حيث تُشرف على البطولة من كلّ النواحي ولديها التجارب العالميّة خاصّة المونديال الاستثنائي الذي شرّفتنا به، وأصبح اليوم الوضع مُختلفًا تمامًا، لأن قطر أصبحت “جامعة” في التنظيم الرياضي ويقودها بنجاح سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني ولديه من المناصب الكُرويّة التي تقود اللعبة إقليميًّا وقاريًّا ودوليًّا، فالرجل يمتلكُ من الخبرة والعلاقات ما جعلهُ رجل المهمّات الصعبة، يعملُ بهدوء بعيدًا عن الإعلام، وهو من الشخصيّات النادرة، يتمتّع بالتواضع والفَهم والإدراك الكُروي خاصّة بعد إشادة العالم بمونديال قطر 2022 التاريخي، كُلّنا يفتخر بها ونتذكّرها، وكُلّنا ثقة بنجاح جديد لبلد البطولات والأحداث والمناسبات، وفقكم الله لتنظيم حدث رياضي كبير استعدّت لها دوحة الخير.

نفتح اليوم صفحةً جديدةً، وعامًا جديدًا، راجيًا أن يكون عام خيرٍ علينا، وأن تُحقّقَ مُنتخباتنا العربيّة طموحاتنا وآمالنا.. والله من وراء القصد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *