معاناة أندية وجماهير الدوري!

 

سعد المشعل

يجب أن نتحدّث بصراحتنا المعهودة على التطور الكبير والتخطيط المُبرمج لكرة العراق بعد أن قادها درجال ورفاقه إلى تطوّر غير مشهود أو مسبوق خصوصًا بعد اتفاقهم مع “الليغا” الإسبانيّة، حيث بَرزت الرياضة العراقيّة الاحترافيّة إلى المقدّمة بعد مجموعة من التطوّرات، وذلك في إطار سعي الاتحاد لتطبيق المفهوم الاحترافي، وتوفير بيئة رياضيّة تخدم منظومة لعبة كرة القدم.

من هنا انطلق القلم الذي تحمله أنامل الإعلاميين، وبانت منشوراتهم ومقالاتهم ولقاءاتهم وجلبت على أثرها أعداد كبيرة من الجماهير لتحقق بذلك الأندية والفرق المتبارية دخلاً كبيراً. والتعاون الكبير من الصحفيين لمساندتها وقدّم الإعلام نظرة شاملة على حال كرة القدم الاحترافيّة فلا يوجد أحّد ينكر أن الاتحاد العراقي وعمله المميّز الاحترافي شهد تطوّراً ملحوظًا في مجال إصدار التراخيص للأندية إلى أنها تطبَّق أحّد أشكال الأنظمة أو اللوائح بمثابة أداة معياريّة لأندية ودوري المحترفين ولم تقتصر الإجراءات الجديدة على أحّد بل شملت كُل مرافق كرة القدم وهدفها الأول هو تطوير وتحقيق بيئة تنافسيّة محترفة تعزّز مفهوم المنافسة الرياضيّة بما يكفل حقوق اللاعبين ضمن إطار قانوني تستفيد بالمستقبل القريب منها المنتخبات الوطنيّة لاستقطاب عدد مناسب من اللاعبين الشباب، واصدر اتحاد الكرة الإجراءات الجديدة تتضمّن وضع اللوائح والقواعد الخاصّة المتعلّقة بتسجيل وانتقالات اللاعبين وتنظيم احترافهم وفقاً لقواعد ولوائح الاتحاد الآسيوي والعالمي لكرة القدم. 

فائدة هذا المقال على تقديم نظرة واضحة على الحالة العامّة للعبة، بل يمثل بحدِّ ذاته محفزًا للتطوير المستقبلي في إطار الانتقاء لأفضل المهام المعمول بها في سابقة أولى في النظام الكروي وأعلن اتحاد اللعبة لائحة شؤون الاحتراف وحصر مشاركة اللاعبين في دوري المحترفين على المرتبطين بعقد احترافي مع الأندية العراقيّة، وكذلك المدرّبين وأوضاع اللاعبين المحلّيين وإنشاء الملاعب الكبيرة بحجمها والجميلة بأناقتها وتصميمها.

لكن لا ننسى دور الجماهير العراقيّة العاشقة لأنديتها ومنتخبات الوطن بكافة فئاتها التي أعتلت القمّة برقم قياسي ولعبت دورًا حاسمًا في نجاح أنديتها واستمرارها، بل في نجاح كرة القدم بشكل عام فهي بمثابة العمود الفقري لأي نادٍ، والمصدر الرسمي للإيرادات سواء من خلال مبيعات التذاكر أو المشاهدات التلفزيونيّة وتمويل النادي يعتبر أمرًا مهمًّا للغاية في كرة القدم، لكنه ليس المعيار الوحيد لتصنيف أفضل الجماهير في هذه اللعبة، فهناك معايير أخرى لا تقلّ أهميّة عن التمويل، منها الحضور الجماهيري داخل الملعب وأسلوب التشجيع والتفاعل مع أحداث المباراة ودعم الفريق في الخارج وعلى منصّات التواصل الاجتماعي.

هنا يجب أن ينظر اتحاد الكرة لمُعاناة الجمهور وكثرة المباريات خلال الأسبوع لأكثر من مباراة تقام في بغداد أو على ملاعب المحافظات والمصروفات التي تثقل كاهلهم وأغلب الجماهير المحبّة للرياضة العراقيّة تمثل الطبقات الكادحة والدخل المحدود ويصرفون من أجورهم اليوميّة البسيطة على تذكرة الدخول للملاعب لربّما تصل عشرة آلاف إضافة إلى التنقل من وإلى الملعب يا حبّذا لو نظر اتحاد الكرة عن قرب المباريات خلال الأسبوع الواحد واصدر جدولاً جديداً يبعد المسافات بين مباراة وأخرى ليتسنى للجماهير الحضور براحتها، كذلك الحال ينطبق على الأندية ذات التخصيصات الماليّة المحدودة إذ تعاني من ضيق الحال نفسه.  

أنشر عبر

شاهد أيضاً

غولف السعودية تطلق مبادرة “الأحد الوردي” في بطولة أرامكو   

  شينزين/ خاص بـ ( فوز ) حققت سلسلة أرامكو المقدّمة من صندوق الاستثمارات العامّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *