يعقوب ميخائيل
هناك من قال لم تكن ركلة جزاء صحيحة والآخر تساءل كيف اصبحت المفرقعات (تصطاد) حتى اللاعبين وحارس المرمى؟! ناهيك عن قناني الماء الفارغة التي (تطايرت) من على المدرجات بأتجاه الملعب الذي تحوّل الى “هرج ومرج” ؟!! بل حتى ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم تأخّر في تنفيذها أيمن حسين بعد أن (انشغل) الحكم باعتراضات لاعبي فريق النجف وبالبطاقات الصفراء .. ومن ثم البطاقة الحمراء التي لم (ينجُ) منها حتى مدرب فريق النجف أيضاً!
ذلك ما حصل في مباراة فريق النجف وضيفه القوة الجوية في الجولة 12 من منافسات دوري نجوم العراق التي جرت يوم الأحد 31 كانون الأول 2023، ولا نختلف في الرأي أيضًا فهناك الكثير من الشكوك حول صحّة ركلة الجزاء المحسوبة للقوة الجوية، إن لم نقل لم تكن صحيحة بالمرّة! بل أن الأخطاء التحكيميّة باتت تتكرّر وأصبحت مؤثّرة على النتائج أيضًاً وهو الشيء الذي يحتاج الى أكثر من وقفة من قبل لجنة الحُكّام في اتحاد الكرة برغم وجود تقنية (Var) التي مازال حُكّامنا يفتقرون الى الخبرة الكافية في (التعامل) معها! ولكن في المقابل الخطأ التحكيمي لا يعني منح بعض المحسوبين على جمهور النجف (الحقّ) باللجوء الى تصرّفات مرفوضة وسلوكيات هي بعيدة عن الخُلق الرياضي الذي طالما عرف به جمهورنا من خلال تحويل الملعب الى فوضى!
** لا أبداً ..لا يصحُّ أن نرى تلك المشاهد المؤسّفة التي رافقت المباراة بعد احتساب ركلة الجزاء والمحاولة لإيذاء اللاعبين من خلال استعمال المفرقعات أو تكسير المقاعد في المدرجات.. وكأن (المقاعد) هي السبب في احتساب ركلة الجزاء!
** لا هذا .. ولا ذاك، أي لا يمكن القبول بالأخطاء التحكيميّة التي تتسبّب في قلب النتائج رأسًا على عقب برغم القناعة المُطلقة التي تفيد بأن الحكم (بشر) يُمكن أن يتّخذ قراراً خاطئاً! وفي المقابل لا يمكن أن نرى المُفرقعات وتصرّفات بعيدة عن السلوك الرياضي يمارسها بعض المحسوبين على جمهورنا بحيث تعكس هذه التصرّفات صورة سلبيّة عن دورينا وجمهورنا لاسيما وأن مباريات الدوري باتت منقولة لأكثر من دولة والأهم من كلّ ذلك أن ملعب النجف أو أي ملعب آخر هو مُلك الجمهور.. أي أنه ملعبكم!! وهو جزء من ممتلكات الدولة.. وإن الواجب يُحتّم عليكم كجمهور وعلينا جميعاً المحافظة على هذه الممتلكات، بل أنها من صُلب مسؤوليّتنا كجمهور قبل أن تكون مسؤوليّة الحكومة والدولة!
أحبّتي الأفاضل .. المسألة لا تتعلّق بالوقوف (مع أو ضد) هذا الفريق أو ذاك وإنما (هدفنا) هو عكس صورة جميلة عن التشجيع الحضاري الذي طالما عُرِفنا بهِ.. ومن ثم لا نريد أن نُدخل رياضتنا في نفق مظلم آخر (لا سمح الله) فيكفي ما عانيناه لسنوات طوال في ضوء الحظر الدولي المفروض على ملاعبنا من دون مُبرّر!
وهنا بات يراودنا أيضًا أكثر التساؤلات إلحاحً: يا ترى أين دور أمن الملاعب أوّلًا .. والأجهزة الأمنيّة ثانيًا من كُلّ الذي حصل! أم أن مسؤوليّتهم باتت مجرّد شكليّة وليس بإمكانهم السيطرة أو الحِفاظ على أمن الملاعب؟! بدليل هذا الكمّ الهائل من المُفرقعات التي تم إدخالها من قبل الجمهور الى الملعب من دون مُساءَلة أو محاسبة .. أم هناك رأي آخر؟!