د. عبد القادر زينل*
مع اقتراب النسخة (18) من بطولة كأس آسيا في دولة قطر من نهايتها، برز موضوع المفاضلة بين المدرب المحلي (أو الوطني) وبين المدرب الأجنبي، في قيادة المنتخب. وقد شهدت البطولة صراعًا خاصًّا بين المدرب الوطني والمدرب الأجنبي.
الفرق بين المدرب المحلي الوطني والمدرب الأجنبي يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك الخبرة والمعرفة والثقافة واللغة، ومع ذلك، فإن الفرق الرئيس يكمن في الثقافة واللغة. يمكن للمدرب المحلّي الوطني أن يكون أكثر قدرة على فهم اللاعبين والثقافة المحليّة، ولكن المدرب الأجنبي قد يكون أكثر قدرة على تقديم نظرة جديدة ومنظور جديد على اللعبة، ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك تحدّيات في التواصل بين المدرب الأجنبي واللاعبين والمجتمع المحلّي، وهذا يمكن أن يؤثر على الأداء الرياضي.
البعض يرى أن المسألة مرهونة بالغاية فإذا ما كنا نلعب كرة محلّية خليجيّة فهذا يعني أن نكتفي بأيّ مدرب عراقي وإن كنا نتطلّع للعالميّة فعلينا التعاقد مع المدرب الأجنبي، لكن للمدرب الوطني مزايا يفتقدها المدرب الأجنبي، منها التعرّف على خريطة تواجد اللاعبين المحلّيين الأكفاء، والطبيعة المجتمعيّة للاعبين.
في نسخة آسيا الحاليّة لاحظنا أن المدرب المحلي، العربي الوحيد الذي ظلّ صامدًا طوال أربع مباريات للمنتخب الوطني الأردني هو الحسين عموتة الذي حقّق نتائج مُبهرة واستطاع أن يصل الى أعلى درجات الانسجام بين اللاعبين الأردنيين.
كنت أتمنّى أن لا يقتصر الحضور العربي لمدربي نصف النهائي على مدرب واحد والكرة العربيّة تواجدت بقوّة عبر عشرة منتخبات قويّة، ليس هذا فقط، بل أننا بحثنا عن المدرب المحلّي ليترك بصماته انطلاقًا من مزايا عدّة أهمها معرفته المُسبقة بمواهب ومزايا اللاعبين المرشّحين للعب في المنتخب الوطني، على عكس المدرب الأجنبي الذي يحتاج جهدًا ووقتًا طويلا للتعرّف على اللاعبين الوطنيين ومهاراتهم ومميّزاتهم، فضلاً عن أن المدرب الأجنبي المستورد يكلّف الاتحاد مبالغ طائلة يتمكّن المدرب الوطني من القيام بذات الواجب بأقل من مبلغ المدرب الأجنبي بكثير!
نكنُّ كُلّ التقدير للمدرب الأجنبي لكفاءته وخبرته ومنجزاته، وفي الوقت نفسه تبقى ثقتنا أكبر بالمدرب الوطني كونه الأقرب للاعبينا سواء المحلّيين أم المحترفين، ويستحقُّ الرعاية والاهتمام وعدم الإهمال مهما كانت الأسباب! فهو ابن البلد الحريص على نجاح كرة بلده، فهو يختار اللاعبين ممّن يعرف قدراتهم جيّدًا، ويواكب أدوارهم في أنديتهم أثناء منافسات الدوري، وهكذا لا يمكن أن نتغاضى عن اسماء محلّية كثيرة لديها الحضور اللافت في كُلّ مناسبات اللعبة.
- خبير كرة القدم العراقية