مرحى للعنابي والنشامى

 

إياد الصالحي 

لم يبق لعربِ غرب آسيا غير أبناء قطر والأردن وهُم يمثلوننا في موقعتي نصف نهائي كأس آسيا اللتين تقامان اليوم وغدًا في الدوحة بعدما تدرّجا في سعيهما نحو منصّة الختام بصعوبة بالغة شهدتها الأدوار المُنصرمة ليكونا بمستوى المسؤوليّة أمام قيادتيهما الرياضيّة، والجمهور المتحفِّز للمساندة وكأنه يخوض هو الآخر صراع الوجود في أقوى منافسة قاريّة يتناصفُ في أداء الواجب الوطني مع لاعبيه بشرفٍ عظيم.

من جهتنا، كُنّا نودُّ البقاء في عاصمة مونديال العرب “الدوحة” حتى تسدلَ الستارَ على منافسات كأس آسيا 18 في العاشر من شباط الجاري لنشارك الزُملاء هناك حملات الدعم الصحفي ومواكبة الحدث مثلما تواصلنا منذ الحادي عشر من كانون الثاني الماضي، لكنّ ظروفًا خاصّةً دعتنا للعودة إلى بغداد – لا ترتبط بخسارة الأسود من النشامى في الدور 16 – وبالتالي فإننا نحثُّ الجمع العربي أينما يكون على شدِّ أزر لاعبي العنابي والنشامى أمام منافسيهما إيران وكوريا الجنوبيّة على التوالي، فالمهمّة ليست يسيرة عليهما وتُحتِّم على الجمهور أيضًا رفع الضغط عنهما وملء مقاعد مدرّجات ملعبي أحمد بن علي المونديالي والثمامة وزواياهما، والهتاف بصوت واحد ( كُلّنا العنابي.. كُلّنا النشامى ). 

يومان حاسمان للعرب سيدخلان في حسابات تأريخ البطولة التي ليس من السهل أن تُطرَقَ أبواب ختامها من دون تضحيات كبيرة بالجهود والإحساس العالي بقيمة الإنجاز وتأثيره الساحر على ملايين المشجّعين الغرقى بهمومِ معيشتهم، فـ “الشمشون” الكوري الشرس والمنتخب الإيراني “العنيد” يطمحان بالانتقال إلى نهائي “لوسيل” في العاشر من الشهر الجاري ولديهما الرغبة ذاتها بحسم مصيرهما في هذا الدور والتحضير لليلة القبض على الكأس المُنتظرة كُلّ أربع سنوات!

أمام المدربين (لوبيز وعموتة) عمل كبير ومراجعة دقيقة لشريط مباريات كوريا الجنوبيّة وإيران، فماتزال هناك نقاط ضعف عدّة في أسلوب إدارة مبارياتهما فنيًّا من قبل مدربيهما، وينبغي استغلال ذلك في مستهلِّ اللقاء ومحاولة تسجيل هدف السبق، وعدم تركهما يلعبان بحريّة ويلتقطان الأنفاس ويُحرجان الحارسين، فالمُراقبة وزيادة الزخم الهجومي، والتأنّي في بناء الهجمات، والتركيز على تهديد المنافس في الرُبع الأوّل من المباراة سيبعثُ على طمأنةِ اللاعبين ويُشجّعهم على مواصلة اللعب بلا حذر حتى يتمكّنوا من حسم النتيجة بثقةٍ عاليةٍ.

الإعلام العربي أمام التزام مفصلي في تأريخه المهني، ونأملُ أن يتناسى بعض مَنْ أُقصيَتْ منتخباتهم خارج البطولة كُلَّ ما جرى لها ويسجّلوا صفحات بيض في هذه المناسبة، ويعضّدوا مواجهة “العنابي والنشامى” لأصعب دور في مسيرتهما بحُكم أهميّة عبورهما إلى النهائي دفاعًا عن الكرة العربيّة وتحقيق آمالها بإحراز اللقب لا سيّما أن القطريين يريدون للكأس أن تبقى في اتحادهم بعد أن فازوا بها في النسخة السابقة.

أما الأردنيين فحكايتهم تستحقُّ أن تخلّدَ بأروع الكلمات والصور، لما مرّوا به من ظروفٍ سيّئةٍ في مرحلة الاستعداد غالَبَهُم فيها نحس الهزائم المريرة، لكنهم ثأروا لسنين طويلة من الحِرمان بالوصول إلى مُربع القمّة، وبلغوا عتبة الإبهار بحضورِهم الكرويّ المُدهِش، فآن الأوان أن يضعوا النهاية الأسعد في ليلة العُمر بقطر.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

من الباشا إلى السوداني.. من ينتفض للصحافة؟!

  إياد الصالحيلا أحّد يكترث، حتى حُرّاس المهنة من جيل المُخضرمين الذين لم يُغادر بعضهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *