محترفو الدوري العراقي

 

سعد المشعل

تساؤلات كثيرة تدور في الوسط الرياضي العراقي بخصوص التعاقد مع اللاعبين المحترفين، هل هنالك فائدة تستفيد منها الأندية لتطويرها وتخدم تطلّعاتها في تحقيق ما تصبوا إليه من إنجازات سواء احراز لقب الدوري أم الكأس والمشاركة في البطولات الآسيويّة للأندية، وكذلك ما الاستفادة الحقيقيّة التي كسبها اللاعب المحلّي من خلال تواجد اللاعبين المحترفين معه؟

البعض يرى أنّ الاستقطابات والتعاقدات التي أنجزتها الفرق مع اللاعبين العرب والأجانب لا تلبّي الطموحات، ويختلف الرأي الآخر بالنسبة للقائمين على أندية الدوري بأن الكرة العراقية طريقها إلى مرحلة انتقاليّة متقدّمة وكسبنا الكثير من خلال تواجد اللاعبين المحترفين من كُل دول العالم.

أما الرأي الآخر المقيّم لمسابقة الدوري تقريبًا ينطبق مع رأي الجمهور العراقي الفاهم والداري بتفاصيل كرة القدم أن أغلب اللاعبين المحترفين لم يكونوا بذات المستوى للاعب المحلي والأخير قد يكون أفضل بكثير منهم، والمواهب متواجدة بكثرة في جميع محافظات البلد ويحتاجون إلى الفرصة، وطالبوا القائمين على الأندية بأن تكون استقطاباتهم أفضل بكثير ممّا هو عليه والتعاقد مع لاعبين نجوم كبار.

صحيح إنّ الآمال كبيرة في داخلهم، ولكن ينظرون إلى خزانة النادي البسيطة التي لا تُلبي الطموحات برغم أنها أفضل بكثير من الدعم المادي السابق، لأن اتحاد الكرة سعى جاهدًا لأن يُقدّم كُلّ ما يملك من أجل إنعاش الأندية بالأموال الكافية، وكان للحكومة دورًا كبيرًا في منح الأندية مبالغ جيّدة في الوقت الراهن كخطوة أولى للوصول الى القمّة.

بإمكان الأندية بدل التعاقد مع خمسة محترفين أن يختاروا اثنين بمواصفات عالية يستفيد منهم اللاعب المحلّي ومن خبرتهم وأسلوبهم وحتى بالثقافات الرياضيّة.

نرى إن الأندية الخليجيّة والعربيّة تعاقدت مع نجوم الكرة العالميّة واستفادت منهم ونجحت مساعيهم بضمّ نجوم لامعة في سماء كرة القدم العالميّة غايتهم وهدفهم الأسمى هو كيف يمكن أن يستفيد اللاعب والنادي والدوري والمنتخب منهم. وبكل تأكيد أن استقطاب النجوم العالميين هو تسليط مزيد من الأضواء العالميّة عليهم وسيتابعهم أكثر الجماهير من مختلف دول العالم.

نحن لا نتكلّم من الخيال، ونعلم أن سعر رونالدو وميسي يفوق إمكانيات الأندية والاتحاد لما هو مخصّص لها من أموال، ولكن البحث عن لاعبين مشهورين أقل منهم يضيفون شيئًا جديدًا وقيمة أساسيّة لملاعبنا وجماهيرنا ولاعبينا تستفيد منهم منتخباتنا الوطنية في المستقبل القريب.

الآمال كثيرة والأموال محدودة ودوري المحترفين في تقدم كخطوة أولى ليس العيب أن ندوّن كُل الأخطاء والسلبيّات التي تحدث في أي تجربة خصوصًا هي الأولى، وتصحيحها في المرحلة الثانية أو المسابقات القادمة لكي تظهر الكرة العراقيّة بأبهى الصور ويجب أن يتعاون الكل لإنجاح هذه اللعبة المعشوقة الأولى للجماهير العراقية وأن تعمل ببرامج عالميّة إضافة إلى استقطاب وتبادل الحكام بين دول الجوار هي خطوة إيجابيّة على الطريق الصحيح وتطوير الحُكّام مهاراتهم والتعايش مع دوريّات العالم العربي والخليجي، فالحكم العراقي له قدرة كبيرة على إدارة أي مباراة مهما كان حجمها، وبالنسبة لتواجد الحُكّام العرب والخليجيين في دورينا سيكون تأثيره إيجابي على الجمهور خاصّة بعدما حصل توتّر واضح في منافسات الأندية الكبيرة مؤخّرًا.   

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *