مُبارك يا أسود الرافدين

 

إياد ناصر*

أمتعنا، بل أدهشنا منتخب العراق الشقيق مرّتين: الأولى بالفوز على منتخب اليابان العالمي بهدفين لهدف، والثانية أنه أوقف ماكينة تسجيل الأهداف اليابانيّة والتي اعتادت أن تعدَّ الأهداف أربعة وخمسة وستة تجاه أي منتخب آخر رسميًّا كان أم وديًّا.

فعلها أسود الرافدين وحقّقوا ثاني انتصاراتهم الآسيوية وأمّنوا تأهلهم إلى دور الستة عشر.

تخوّفات قبل المباراة أزالها لاعبو العراق في المستطيل الأخضر بعطاء استثنائي وحماسة ورجولة في قمّة الروعة، ونجاح مميّز لمدرب المنتخب الذي بدأ بتشكيلة أثارت مخاوف الكثيرين، لكنّه كسب الرهان بجرأته ونوعيّة لاعبين كانوا أوفياء لثقة المدرب الفنية، مدرب أقلق عشّاق المنتخب بعدم ثباته على تشكيل وكأنه يقول ( لا تستعجلوا عليَّ ..وحاسبوني لاحقًا) نعم كسب رهان خياراته.

الدفاع الذي تباين أداؤه أمام إندونيسيا برغم فوز العراق، بدأ أمام اليابان منظّمًا، منضبطًا، فدائيًّا. وسط عُرف كيف يسند الدفاع والهجوم معًا، هجوم فعّال وتألّق استثنائي لأيمن حسين بذكريات (يونس محمود). وحارس يعرف كيف يعطي الأمان للاعبين.

فوز تأريخي، واستبسال يُدرّس أمام عراقة اليابانيين.

فوز العراق فوز لكلّ المنتخبات العربيّة لأنه قدّم لها حافزًا لبقيّة مبارياتها، وأنه لا كبير في عالم كرة القدم، والأهم ألا يدخل أي منتخب المستطيل الأخضر وهو يشعر أنه أقل من المنافس مهما علا شأنه!

قبل بطولة كأس آسيا أجرى معي الصحفي الأوزبكي “عبد البسيط بيكتيميروف” حوارًا حول البطولة ومنتخبنا السوري، وسألني مَنْ تتوقّع أن يكون “الحِصَان الأسود” في كأس آسيا، أجبته “منتخب العراق”.

حقيقة أنا سعيد جدًا بهذه الثقة بمنتخب شقيق يستحقُّ أن يذهبَ بعيدًا في المنافسة.

الفوزُ على المرشّح الأوّل للبطولة سيكون دافعًا كبيرًا لبقيّة مبارياته.

شكرًا أسود الرافدين على ( جمعة دموع  الفرح ) وسيبقى يوم الجمعة 19 كانون الثاني/يناير 2024 من أحلى أيام الكرة العراقيّة.

*رئيس القسم الرياضي في التلفزيون العربي السوري – رئيس لجنة الصحفيين الرياضيين السوريين 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *