مانيلا مفتاح التأهّل

 

رعد العراقي

لقاء منتخبنا الوطني غدًا (الثلاثاء) الذي يجمعه مع المنتخب الفلبيني على ملعب “ريزال التذكاري” في العاصمة مانيلا، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهّلة للمرحلة الثانية لنهائيّات كأس العالم 2026 ونهائيّات كأس آسيا 2027 سيمثل مرحلة الحسم المُبكّر لضمان التأهّل القارّي وهو ما يمنح المباراة أهميّة كبيرة بغضّ النظر عن قوّة المنافس، وما ظهر عليه في اللقاء الأوّل الذي كان فيه ندًّا بدفاعهِ الصلب وروحه القتاليّة التي كان يُمنّي النفس فيها الخروج بنقطةٍ من “عرين الأسود” .

بالتأكيد فإن كاساس يدرك جيّدًا أن منافسه وبعد هزيمته في لقاء البصرة بهدف وحيد جاء بالدقائق الأخيرة سيطمح إلى المجازفة ومحاولة إحراج منتخبنا الوطني على أرضه ووسط جماهيره وخاصّة بعد أن اكتسب الكثير من الثقة وتحرّر من قيود التوجّس والخوف ولا ملاذ له إلا أن يحقق نتيجة تنقذ مسيرته وتعيد له الأمل في المنافسة على إحدى البطاقات المؤهّلة الأمر الذي سيضعه أمام خيارين إما البقاء على ذات أسلوبه طمعًا في نقطة واحدة أو الاندفاع إلى الأمام والضغط لاقتناص هدف، ومن ثم التفكير بالمحافظة عليه أملًا بأن تسير الأمور لصالحهِ حتى نهاية المباراة .

المباراة تحتاج إلى فكر احترافي عال المستوى بالتخطيط والإدارة، وكذلك بالتطبيق من قبل لاعبينا على أرض الميدان، فبغض النظر عن تفكير المدرب الفلبيني فإن فارق المستوى الفني بين المنتخبين لابد أن يوظّف بمهارة فكريّة تستند إلى تحديد أسلوب الأداء في ضوء ما يقدّمه الخصم وطريقة تفكيره سواء باعتماده على الدفاع الكامل أم تهوّره بالتقدّم لمناطقنا الدفاعيّة، وفي كلتي الحالتين سيكون ترويضه وفتح خطوطه من السهولة التعامل معها، وخاصّة نحن نمتلك من اللاعبين ممّن يجيدون اللعب في المساحات المفتوحة والاختراق والتفوّق في المواجهات الثنائيّة وألعاب الهواء التي يستغلها أيمن حسين ومهند علي بطريقة مثاليّة.

نقول…تحقيق السيطرة الميدانيّة والاحتفاظ بالكرة والهدوء والثقة بتناقل الكرة واظهار الشراسة عند الهجوم سيطيح بالمنتخب الفلبيني ويفقده التركيز وربّما زيارة الشباك مبكّرًا سيحسم النتيجة وسيفتح الشهيّة للاعبينا بالخروج بنتيجة كبيرة وخاصّة أن المباراة الأولى قد كانت بمثابة التجهيز الحقيقي لهذه المباراة بعد فترة توقف واستقطاب للاعبين جُدد لم تتاح لهم فرصة التأقلم والانسجام الصحيح وهو السبب الذي صعّب من مهمّة الخروج بنتيجة مُريحة وهي حقيقة لابد أن يدركها المدرب البلجيكي توم سانتفييت الذي توعّد بمفاجأة ويحذر جيّدًا قبل أن يشهد أمام عينيه نتيجة كارثيّة تطيح بفريقهِ على ملعب “ريزال التذكاري”!

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *