سعد المشعل
بابان لا ثالث لهما في طريق منتخبنا الأولمبي لكرة القدم، الأوّل التأهّل مباشرة إلى أولمبياد باريس 2024 والابتعاد عن الحسابات المعقدة، والثاني هو الطريق الأصعب الذي يختاره ليوثنا في مسألة الحسم المُحيّرة وقد تضعهم في مجموعة أصعب ممّا نتوقع إلى جوار المنتخب الفرنسي مضيّف الدورة وهنا تحدث الصدمة! في كُل الأحوال سيقع الاختيار بأقدام “ليوث الرافدين” وهُم يقابلون الحصان الأسود للبطولة الفريق الإندونيسي المُرعب في مواجهة مصيريّة وحتميّة إما حجز التذكرة الثالثة لأولمبياد باريس أو الدخول في مباراة المُلحق!
السؤال هنا :هل أكّد الكادر التدريبي لمنتخبنا الأولمبي على قوّة الفريق الإندونيسي وشخّص مهارات كُل اللاعبين وتمريراتهم والغوص في أعماق الفرق المتبارية معه ودكّ شباكهم، هذا الفريق الذي أذهل العالم وأظهر بصورة ولا أروع من المهارات العالميّة وقد تكون خططهم وأسلوبهم في اللعب يُدرّس في عالم كرة القدم في المستقبل القريب.
كيف لنا أن نصف هذا الفريق؟ كيف أعِدَّ وما الأفكار التدريبيّة لمدربهم التي رسّخها في عقول لاعبيه الشباب الأقوياء؟
في بادئ الأمر، الفرق الثلاثة الأخرى التي أوقعتهم مع الفريق الإندونيسي كانت الفرحة على محيّاهم واضحة، وكانوا على يقين بأن تجاوز الفريق الأحمر سهل للغاية! والصدمة الكُبرى كانت كُل حساباتهم خاطِئة وصُدِموا وذُهِلوا لما قدّمه هذا الفريق في البطولة حيث أقصى الأردن بأربعة أهداف ولحق منتخب كوريا الجنوبيّة به برغم أن الفريق مُرشّح قويّ لنيل اللقب وتفوّق عليه باللعب والنتيجة!
من هنا أنطلق الخوف والحذر من هذا الفريق الذي لعب دورًا مهمًّا في الحياة الرياضيّة وأصرّ على أن لا مستحيل أمام إرادة اللاعب ومدربهم، فكان التعاونُ واضحًا والأسلوب الجميل ظاهر على أرض الملعب وحتى جماهير المنافسين هتفت لهم ونالوا من الأعجاب والتشجيع ما لم يحصل عليه أي فريق آخر مشارك في البطولة الحالية.
يجب على مدرّبنا الكُفء راضي شنيشل أن يحذر من قوّة وسرعة الإندونيسيين الفائقة واللياقة العالية والنفس الطويل والمهارات المُبهرة التي يمتلكها أغلب اللاعبين، عليه تغيير الاماكن وخطّة اللعب في لحظة لاستيعابهم الذكيّ وعقليّتهم الواسعة لاستقبال توجيهات مدرّبهم.
بإمكان شنيشل تغيير شامل لخططه السابقة بأفكار جديدة ما تختزنه ذاكرته من العِلم التدريبي كي يحدَّ من خطورة الفريق العنيد القويّ، فتدويره اللاعبين أمر لا بدّ منه كما فعلها المدير الفني لمنتخبنا الوطني خيسوس كاساس عندما زجّ علي جاسم في جهة اليسار أو خلف المدافعين أو في خطّ الهجوم ليوهم الفريق المنافس بالتجدّد والتغيير ممّا أجبرهُ هو الآخر أن يغيّر بعض من مراكز اللاعبين في خطوطه الثلاثة.
صحيح أن شنيشل سيفتقد خدمات صخرة الدفاع زيد تحسين والجناح الطائر الأيمن مصطفى سعدون لأسباب البطاقات الصفراء، لكن بالمقابل لديه لاعبين كفوئين على مصطبة الاحتياط، نذكر علّها تنفع في مباريات تصفيات كأس العالم 1993 كان شبيشل قائداً لكتيبة الأسود آنذاك، كيف غيّر المدرب القدير المرحوم عمو بابا تشكيلة المنتخب حينما زجّ الشقيقين “غسان وبسام” رؤوف في خطّ الدفاع ممّا صدم كُل المتابعين، لكنّهما أبدعا وتفوّقا كثيراً.
منتخبنا الأولمبي يحتاج الآن إلى المجازفة من قبل الكادر التدريبي وشنيشل هو قدير وعالم جيّداً بإمكانيّات كُل اللاعبين وتغيير أماكنهم وبإمكانه السيطرة على المباراة منذ انطلاقها بوسيلة الضغط على الفريق الإندونيسي وهي أفضل وسيلة للدفاع.
لم نفقد الثقة بكم، بل زدناها، ونأمل أن يحقق منتخبنا النتيجة المرضيّة التي تسعد جماهيره، وهو جدير بالثقة، وما عليهم إلا ان يقدّموا مستواهم الكبير الذي نعرفه عنهم، وأن يتجاوزوا ألم الخسارة القاسية أمام اليابان، كما تناسوا خسارتهم الأولى أمام تايلند، ومن ثم تصدّروا مجموعتهم، اليوم يومكم أيها الليوث ألعبوا وأرفعوا راية الوطن للعُلا أيها الأبطال، ولا يرهبكم أي فريق لأنكم الليوث وفيكم الأمل الكبير.