سعد المشعل
لابد من مشاهدة اللاعبين المعتزلين داخل المستطيل الأخضر قبل أي مباراة رسميّة سواء كانت للأندية أم للمنتخبات الوطنيّة تكريمًا لهم، وهي تعد وقفة احترام وإجلال للذين ضحّوا من أجل رفع اسم الوطن عاليًا، وكي لا تنسى الجماهير العراقيّة الأساطير الأوائل الذين ودّعوا الملاعب بسبب الاعتزال أو الإصابة أو الرحيل عن الحياة.
توقّفت مسيرة اللاعبين القدامى التي أمتدّت لسنوات طويلة حققوا خلالها الكثير من الإنجازات، نتمنّى أن يدّخر اتحاد كرة القدم وِسعًا لإبداء التقدير لأفضل اللاعبين القُدامى الذين حظيت بهم هذه اللعبة منذ تأسيس الاتحاد العراقي عام 1948 لأنهم رياضيون من الطابع الخاص، ونموذج يُحتذى بهم ولا يشقُّ لهم غبار على المستوى الإنساني وهُم النجوم الأبرز المعتزلين منذ فترة قصيرة أو منذ سنين أو عقود من الزمن.
احترام النجوم الرياضيون القدامى واجب ومهم جدًّا لأنهم يجدون أنفسهم في الملاعب وما زالت عواطفهم وذكرياتهم ملتصقة بالنجومية وإنجازاتهم وحكاياتهم.
إن معاناة بعض الرياضيين القُدامى لا يمكن اختزالها في سطور، ولهم حقّ على الوطن والحكومة والاتحاد، هُم أفنوا شبابهم وكرّسوا جهودهم في خدمة أنديتهم ومنتخباتهم والرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص ليحصدوا الكثير من الكؤوس.
لا يستطيع أحد انكار إنجازاتهم، وبالتالي فإن إصدار القرار وتكريم الرواد هي خطوة إيجابيّة تُحسب للحكومة كخطوة أولى لإنصافهم والآخرين يأملون خيرًا أن يشملوا بهذه الصفة.
نتمنّى من الأندية أن تتكرّم باعطاء اللاعبين السابقين الذين لم يُكرَّموا حتى بعد اعتزالهم حقّهم من التكريم البسيط! برغم مرور سنوات طويلة على اعتزالهم وأصبحوا من المُسنّين وعليهم أن يذكروهم في مباراة وديّة مع الأندية الكبيرة خلال فترات توقّف الدوري والكأس.
يجب على اتحاد الكرة النشيط الذي يُقدِّر هذه اللعبة ومن خدمها تشكيل بطولة رباعيّة تبدأ قبل انطلاق كُلّ موسم كروي كي لا يُنسى أبطالنا القدامى.
خلال حدث حافل بالمشاعر أظهر نادي النفط صورة حارسه الراحل مصطفى سعدون مُحاطًا بإدارته وزملائه في وسط الملعب وأمام الجماهير ووسائل الإعلام، فكم هي صورة جميلة أقدمت عليها الإدارة في مناسبات عدةّ، والأجمل أن تحمل جماهير الأندية صور لاعبيها القدامى لكُل مباراة صورة أو صورتين تذكارية لنجومهم.
يجب أن نستمع لآرائهم التي تخدم القطّاع الرياضي لما أكتسبوه من خبرة طوال السنين التي مارسوا فيها الرياضة من المهم أن تتاح للرياضيين القدامى فرصة العمل قدر الإمكان لأنهم مُقيّمين ومُرشدين للعاملين ومسؤولي القطّاع الرياضي لما يحملون من ودٍّ لهم ويتمنّون لهم التوفيق بروح طيّبة لمساعدتهم على نجاحهم كونهم يؤمنون بأن كرة القدم هي (الأوبرا) واحدة من أرقى أنواع الفنون التي تستهوي ملايين الناس.
كلّ ما كان يتقاضاه اللاعبون القدامى عبارة عن مبالغ بسيطة إذا ما تمّت مقارنتها بالمبالغ الخياليّة التي يحصل عليها نجوم الجيل الحالي، والآن يجب أن يعيشوا بكرامة مع ظروف الحياة الصعبة وغلاء المعيشة فيها من خلال منحهم رواتب خاصّة تسدُّ رمق عيشهم أو تخصّص لهم وظيفة يكملون بها كلّ احتياجاتهم أو تشكيل جمعيّة اللاعبين القدامى ليتم تخصيص 25% ممّا يحصل عليه الاتحاد من مبالغ التذاكر المخصّصة بدخول الملاعب أو ما تحصل عليه لجنة الانضباط في الاتحاد من غرامات ماليّة على الأندية واللاعبين يُّضاف عليه مبلغ يخصّص من قبل اتحاد الكرة لتقديم خدمات لهؤلاء الرياضيين الذين أسهموا في تكوين اللبنة الأولى للمشهد الرياضي العراقي، وقدّموا جهودًا رياضيّة عظيمة في بطولات خالدة.
البعض من الرياضيين القدامى وللأسف الشديد غادروا الملاعب أو الدنيا بلا تكريم، وبعضهم يعيش تحت وطأة الحاجة أو العلاج، وهذا أقلّ ما يُّقدم لهم في حياتهم، ويتذكّر الجميع بأن عدد من اللاعبين القدامى ضربوا مثالاً رائعًا يُّحتذى به في وقوفهم مع أنديتهم بشكل واضح ومع منتخبات الوطن بكافة فئاتها في خطوة محلّ وتقدير الرياضيين بمختلف أطيافهم وميولهم.