قطر جامعة العرب الرياضيَّة

 

إياد الصالحي

ما إن تأذنَ قطرُ بافتتاح بطولةٍ خليجيّةٍ أو إقليميّةٍ أو قاريّةٍ أو عالميّةٍ في مسابقة كرة القدم، حتى تستعدَّ لاحتضانِ بطولةٍ أخرى سواء أنتهت من تحضيراتها لها أم تُعلن عن بدء تشكيل لجانها وتخصّص الميزانيّة الكافية لإنجاحها، مستمدّة الثقة الكبيرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم المُشرف العام على جميع البطولات المنضوية تحت لوائهِ أم الاتحاد الآسيوي الحريص على تميّز الدول الأعضاء لإخراج نسخ المنافسات بالصورة المُشرِّفة.

أمس، وفي خضمِّ تحضير الإصدار الرابع لجريدة (فوز) الخاص بتغطيتها كأس أمم آسيا الجارية أحداثها هنا في العاصمة القطريّة الدوحة، لم تشغلْ مباراة أسود الرافدين الثالثة والأخيرة مع فيتنام ضمن دور المجموعات اليوم الأربعاء حيّزًا كبيرًا من الاهتمام في الوسطين الجماهيري والإعلامي نظرًا للفارق الواضح في المستوى بين المنتخبين، بقدر ما أثار الانتباه حديث رئيس اللجنة المنظّمة لكأس آسيا في قطر الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني لجمعٍ من الإعلاميين، وكشفه عن استعداد قطر لتضييف بطولة كأس العرب بنسخة استثنائيّة، منوّهًا بأنه ليس الشخص المخوّل للحديث عن تفاصيل ما يتم مناقشته من آليّات تنظيم البطولة، لكنّه أكّد أن كلّ شيء سيكون في متناول الإعلام قريبًا.

من يعرف قطر عن قُرب ويتعايش مع أهلها يدركُ سرّ التحدّيات التي لا تنتهي في مشاريع تضييف البطولات الكُبرى، فالخبرات التي اكتسبها شبابها منذ زمن طويل قد نضُجت في الدورة الآسيوية عام 2006 ثم توالت النجاحات في عشرات الفعّاليات التي توِّجت بدُرّة بطولات كأس العالم 2022 النسخة العربيّة التي أحرجت بقيّة الدول الكبرى المُتهيّأة لإقامة النُسخ القادمة منها، بل ستعجز عن تنظيم يُضاهي ما تركته قطر من إرث عظيم سيذكرهُ التأريخ على مدى العقود.

لذا ستكون كأس العرب المُقبلة أكثر تميّزًا من النسخة التي شهدتها الدوحة كانون الأول عام 2021 والتي قهرت الظروف غير الطبيعية حينها بسبب جائحة (كوفيد 19) ومع ذلك فقد أقيمت النسخة تحت مظلّة الاتحاد الدولي لأوّل مرّة بمشاركة 16 منتخبًا عربيًّا ونال لقبها المنتخب الجزائري، ومن المؤمّل أن تستكمل جميع الإجراءات الخاصة بتنظيم البطولة بما تتناسب مع أهميّة لقاء العرب فوق أرض قطر تأريخيًّا واجتماعيًّا بعدما غدت جامعة العرب الرياضيّة في هكذا كرنفالات يسهم الجمهور العراقي والسعودي والمغربي والأردني والعُماني والبقية في التلاحم مع الجمهور القطري، مثلما ترتقي هِمَم الإعلاميين العرب إلى مستوى المسؤوليّة الأخلاقية والمهنيّة لمساندة الزُملاء في قطر بالنشر والتصوير لكلّ الفعّاليات داخل وخارج الحدث الرياضي.

قريبًا تدخل بطولة كأس آسيا 18 تأريخ قطر والقارّة عامّة، فقد أبدعت الكوادر القطريّة والعربيّة العاملة في مراكز التنظيم الفني والإعلامي والأمني والمنشآت بضبط الأمور ودعم الاحتياجات، وتفقّد الفرق، وتأمين وسائط النقل لتحقيق انسيابيّة توافد الجماهير الى المدرّجات بلا متاعب أو معرقلات، ومبارك لمن يستأثر بلقب البطولة الأغلى في ملاعب المونديال الأبهى.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

من الباشا إلى السوداني.. من ينتفض للصحافة؟!

  إياد الصالحيلا أحّد يكترث، حتى حُرّاس المهنة من جيل المُخضرمين الذين لم يُغادر بعضهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *