قطر تُبهرُ آسيا برواية تأريخيّة ورسالة فلسطينية

 

  • عفيف والمعزّ يَمهُرانِ هديّة الافتتاح بالثلاثة
  • روابط مشجّعي المنتخبات تُلهبُ حماسةَ المدرّجات
  • إعلاميّو حفل لوسيل: أرض المونديال مُلهمة للأبطال
  • الأسود يواصلون تدريباتهم بعيدًا عن الأضواء  
  • فتاح نصيف يَعدُّ الحارس جلال صمام الأمان

 

الدوحة/ إياد الصالحي

عدسة : كريم جعفر    

كأنَّ مشجّعي منتخبات آسيا لم يغادروا عاصمة “مونديال العرب” مُذ أغمضوا عيونهم بعد ليلة العُمر في ملعب لوسيل الذي توّج فيه ساحر التانغو ليونيل ميسي بكأس العالم من يد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، فها هي الدوحة تُبهرهم ثانية على مستوى “مونديال آسيا” لتحوّل الملعب ذاته إلى كرنفال عامر بألوان روائع التأريخ واستحقاقات الحاضر المصيريّة.   

لفت معدّو الحفل الآسيوي الخاص بتدشين النسخة 18 إلى قَسَمِ البطولة الذي أدّاه كابتن منتخب فلسطين مصعب البطاط، بعدما ألقى كابتن منتخب قطر حسن الهيدوس كلمة مُقتضبة منح خلالها ترديد القسم إلى زميله البطاط.  

وكعادتها قطر عندما استحضرت التأريخ العربي المُشرق في حفل افتتاح مونديال 2022، جدَّدت السيناريو بتسليط الضوء على “الفصل المفقود من كليلة ودمنة” أحّد الكتب التراثيّة الأدبيّة في آسيا، مع فقرات الألعاب الناريّة والاستعراضات الغنائيّة الجميلة التي لاقتْ تفاعلاً كبيرًا من الجمهور الذي تجاوز عددهُ 80 ألف متفرّج تغنوّا وصفّقوا وهتفوا لفلسطين في رسالة دعم للشعب الشقيق في محنته الراهنة.

كان حفل الافتتاح البسيط الذي استغرق قرابة نصف ساعة “ملحمة” مُعبّرة عن وحدة آسيا والتعايش بين جميع مواطني الدول، في رسالة بليغة من مُنظّمي البطولة “أن كرة القدم هي الجامعة للشعوب” في ممارسة تنافسيّة بروحيّة عميقة أساسها التكاتف من أجل تحقيق الفوز بلعبٍ نظيف.

إن ما شاهدناه في الملعب من عروضٍ متداخلة في لوحاتها المسرحيّة المُدعمة بالتكنولوجيا والإنارة الباهرة مع الموسيقى المنوّعة بين الهادئة والصاخبة، يؤكّد قدرات التحدّي اللامحدودة التي اجتازها القطريون في إضافة نوعيّة أخرى تفوّقت على كثير من منظّمي البطولات القاريّة والعالميّة في المنطقة ودول العالم بشهادة عشرات الإعلاميين الذين حضروا كممثلي للمنتخبات الـ 24 المشاركة أو بقية الدول الآسيوية حيث أثنوا على روعة ما تضمّنه حفل الافتتاح والجهود العظيمة التي بذلها مسؤولوه من أجل تقديم النسخة الجديدة من بطولة كأس أمم آسيا في قطر، مثلما سبق لهذه الدولة، أن ضيّفت عديد المسابقات بتميّز كبير وخاصّة هذه البطولة عام 1988 وفازت بها السعودية على حساب كوريا الجنوبية (0-0) (رت 4-3) وعام 2011 حيث أحرزت اليابان كأسها بعد هزيمة أستراليا (1-0).

ويتّفق أغلب الإعلاميين على أن، أرض قطر التي ضيّفت مونديال العرب عام 2022 تُعدُّ مُلهمة للأبطال في الموقعة 18 ممّن يطمحون إلى نيل زعامة البطولة بجدارة حيث يمنح اللعب في الملاعب الموندياليّة التسعة، المشيّدة وفق أحدث المواصفات العالميّة لاستضافة 51 مباراة، الحافز والعطاء والأمل في تقديم أفضل العروض التكتيكيّة بهدف حسم المباريات بالنقاط الكاملة والتقدّم الى الأدوار التنافسيّة.

3 نقاط للعنابي

لم يكن صعبًا على منتخب قطر إدراك الفوز على شقيقه اللبناني الذي وضعته القرعة معه في أولى مباريات افتتاح المجموعة الأولى، وذلك بعد مضي 20 دقيقة ظهر الفارق البدني والتكتيكي لمصلحة العنابي الذي شنّ عديد الهجمات ضد حارس مرمى لبنان مصطفى مطر من دون أيّة خطورة باستثناء الهدف الذي سجّله المعز علي وألغي بداعي التسلل، حتى جاء أكرم عفيف بالهدف في نهاية الشوط الأول.

لا يمكن اغفال الجهود التي بذلها خط هجوم لبنان في دقائق الشوط الثاني في محاولة لتعديل النتيجة، لكن خبرة المعز علي ورغبته في التربّع على زعامة هدافي كأس البطولة تاريخيًا كانت بالمرصاد وسجّل الهدف الثاني برأسيّة قويّة بالدقيقة 56 لتتضاعف محنة اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم بين فكّي هجوم شرس للثنائي عفيف والمعز وبين العُقم الهجومي لفريقهم الذي اتخذ من جهة اليمين مسارًا لصناعة الفرص من دون أي تهديد حقيقي خاصّة من الثلاثي حسن معتوق وباسل جرادي عمر شعبان، والأخير أطاح بفرصة ثمينة (د87) بتسديدة متسرّعة، فجاء الرد القطري للمرّة الثالثة بهدف علي عفيف (د97) وأنهى حكاية اللقاء الافتتاحي.

مدرّب لبنان المونتنيغري ميودراج رادولوفيتش عزا النتيجة السلبية إلى، ضياع الفرص وعدم التركيز في المقدّمة وتراجع الفريق دون أي مبرّر، ووعد بتصحيح الأخطاء ورفع المعنويّات قبيل مباراتهم الثانية مع الصين يوم الأربعاء 17 كانون الثاني الجاري.

أما المدرب المنتصر الإسباني بارتولومي ماركيز لوبيز، فأفاد بأن جميع اللاعبين قدّموا العطاء بروحيّة الفوز وطبّقوا التعليمات منذ الدقيقة الأولى بالسيطرة الكاملة على المساحات، وشكر على وجه الخصوص أكرم عفيف الذي تميّز خلال شوطي المباراة.

وبالنسبة للمواجهة الثانية مع طاجيكستان الأربعاء القادم، أكد لوبيز أن طموح العنابي مضاعفة النقاط ومواصلة التقدّم نحو الصدارة.

الأسود جاهزون

برغم التدريبات المُغلقة التي يجريها منتخبنا الوطني في مركز التدريب الخاص بنادي الغرافة الرياض، وتعذّر المنسق الإعلامي عن الإدلاء بأيّ تصريح لأسباب علّلها بانشغاله في الترتيبات الإعلاميّة والإداريّة، فإن وتيرة الاستعداد تتصاعد للمواجهة الأولى مع إندونيسيا بعد غد الإثنين، بالساعة الثانية والنصف عصرًا بتوقيت بغداد، أملاً بانتزاع ثلاث نقاط في مستهلّ المشوار الآسيوي الصعب.

كُلّ الترشيحات هنا رجّحت انتصار أسود الرافدين الذين عليهم استعادة ذكريات جاكرتا عام 2007 والتحلّي بالإرادة من أجل كتابة تأريخ جديد للكرة العراقية وهي تتطلّع لمرحلة مُغايرة مع المدير الفني الإسباني خيسوس كاساس الساعي هو الآخر ليثبت أن كأس آسيا قطر ليست محطّة ثانويّة للوصول الى نهائيّات كأس العالم 2026، بل فصل مهمّ لرحلته مع الأسود، وهناك ملايين العراقيين الذين يترقّبون اختبار قدراته الفنيّة وسط عمالقة الكرة في القارّة، وبالتالي مازال هناك حديث طويل يمكن تناوله في الرسائل اللاحقة بعد التعرّف على مصير الجولة الأولى ومدى جاهزيّة المنتخب وأوراق مدرّبه التي خضعت للتمحيص أكثر من سنة!

تفاؤل نصيف

الحارس الدولي السابق فتاح نصيف، أعرب عن تفاؤله بإمكانيّة الفوز على إندونيسيا متى ما توفّر عامل الاستقرار الذهني، موضّحًا أن منتخبات البطولة تحسِب ألف حساب لمنتخب العراق باعتباره يمتلك التأريخ الزاخر ومقوّمات اللاعب المقاتل، داعيًا جميع اللاعبين إلى عدم التسرّع واستغلال الفرص بشكل أمثل.

ولم ينسَ فتاح أن يُشيد بالحارس جلال حسن، عادًّا وجوده كـ “صمّام أمان” لمرمى الأسود.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

باريس تفتتح الأولمبياد بمسيرة نهريّة وإجراءات أمنيّة مشدَّدة!

  متابعة – فوزعدسة / قحطان سليم  احتفت العاصمة الفرنسيّة باريس أمس (الجمعة) بإيقاد شعلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *