د. باسل عبد المهدي *
تتواصل الانتصارات التي يحقّقها الرياضيّون من ذوي السحنة السوداء في العديد من ضروب الرياضة وفي سباقات الجري بكل اطوالها على وجه الخصوص.
في مراجعة لنتائج الدورات الأولمبيّة وبطولات العالم منذ انطلاقها والى اليوم تتوضّح حقيقة ذلك.. فالأمريكيون من ذوي الأصول الأفريقية يمثّلون الثقل الأكبر ( كمًّا ونوعًا ) في البطولات والأوسمة التي تحرزها فرق الولايات المتحدة. ولا يختلف الأمر في البلدان التي يقطنها من السكان من ذوي البشرة الداكنة أو تلك التي تمنح جنسيتها لأبناء أفريقيا لهذا الغرض، فتفوّق رياضيي دول القارّة السوداء في سباقات العدو المختلفة واضح عالميًّا.
يتساءل الناس ومتابعي الرياضة عن سرّ هذه الهيمنة وعن الأسباب التي تقف وراء ذلك؟ وهل أن أمرًا كهذا تقرّره الجينات الوراثيّة وحدها؟ أم أن هناك خفايا أخرى لم تُعلن؟
في أواخر تسعينيّات القرن المنصرم صدر في الولايات المتحدة كتابًا اختار له مؤلّفه ” جون انتين ” عنوانًا غريبًا اسماه: المحظور.. لماذا يُهيمن السود رياضيًّا؟ ولماذا نخشى الحديث عن ذلك؟
لقد حاول الكاتب أن يفسّر أسباب هذا التفوّق الرياضي الأسود وكرّس مُجمل موضوعاته في البحث عن أسباب هذه الظاهرة في سباقات العدو ( فقط ).
مُداخلتنا هذه تمثّل محاولة في قراءة متأنية لأهم وجهات النظر التي أتى عليها الكاتب وما أراد التوصل اليه من تفسيرات ونتائج قد تعينه في إيجاد إجابات مُقنعة على الاستفسارات التي طرحها على غلاف مطبوعه!
مهمٌّ أيضًا أن نأتي على سرد ومناقشة بعض من ردود الأفعال التي أثارتها الآراء الواردة في الكتاب..
القابليّات البدنيّة والذهنيّة
الوقائع تؤكّد بأن أحسن العدّائين في العالم هُم في غالبيّتهم من ذوي البشرة السوداء، في حين بأن حملة جوائز نوبل هُم في غالبيّتهم من البيض!
ماذا يعني هذا الكلام؟ وماذا يمكن أن يُستخلَص منه؟
هل يمكن أن نفهم من ذلك بأن البشر من ذوي الأصول الأفريقية يتمتّعون بقابليّات بدنيّة كبيرة، في حين يتمتّع أبناء الأصول الأوروبيّة بقابليّات ذهنيّة أكبر؟ وهل ترجع هذه الهيمنة السوداء في عالم الرياضة (الأمريكية) تحديدًا لأسباب تتعلّق بالحقول الاجتماعيّة الأخرى التي تحرم أو لم تفتح أبوابها أمام أبناء الأصول الأفريقيّة بتلك السعة المطلوبة؟
وبالقدر الشائك والعويص التي أتت عليها هذه الأسئلة إلا أنها جديرة فعلًا بالاهتمام والمتابعة. فالدراسات والبحوث في أمور كهذه تكاد أن تكون معدومة. لهذه الأسباب استقطب الكتاب حجمًا كبيرًا من الاهتمام !!
فالكاتب وضع وعرض محاولة جادة في امكانيّة توحيد أو التقريب بين وجهات نظر وحجج وفرضيّات كُل من المدرستين البيولوجيّة من جانب والاجتماعية من جانب آخر، وبكلام أدق بين الطبيعة والثقافة وأكثر دقة ، بين كل من “الفطرة الجينيّة “من جانب “والمحيط الاجتماعي ” من جانب ثاني.
انه في محاولته هذه ابتغى إحداث ردّة فعل ملائمة عدّها تتمّة للحديث (غير المنشور) الذي اطلقه العداء الأمريكي الكبير ( كارل لويس ) الفائز بتسعة أوسمة ذهبيّة في أربع دورات أولمبيّة متعاقبة الذي قال :
” أننا (السود) وكما يبدو وفي أغلب الأحوال أكثر تجهيزًا من الناحية البدنيّة مقارنة مع (البيض)”.
مزايا .. وفروقات
يعود بعد ذلك مؤلّف المحظور فيفترض بأن الجينات السوداء الموروثة توفر مزايا اضافية منها، رصيد مهم في عمليّات بناء العضلات وخزين الهورمونات، وكذلك في سرعة زمن ردّ الفعل، الأمر الذي يسهّل عليهم التمتّع في توظيف هذه المزايا، إلا أنه يضيف وبحذر بائن موضّحا، بأن الظروف الحياتيّة الفرديّة هذه، مهما صغرت، فإنها على مستوى رياضيي الإنجازات العالميّة المتقدّمة، يمكنها أن تفرز فروقات مهمّة مطلوبة شرطيًّا في الميدان الرياضي الدولي، إذ من دون التدريب الشاق والمستمر، تصبح الميزات البدنيّة هذه غير ذي قيمة تذكر.
لقد تقصّد الكاتب من خلال ذلك بأن يعطي للإنجاز الرياضي استحقاقًا كإنجاز وليس مجرّدًا (سؤال) يتعلّق فقط بالموهبة الفطريّة الموروثة بالجينات، حين يؤكّد القول بعد ذلك، بأن الطبيعة وحدها لا يمكن أن تصنع بطلاً أولمبيًّا!!
ولأجل أن يعزّز أساسًا لفرضيّاته، يعرض الكتاب أرقامًا شيّقة كما يُقدّم مجموعة من الملاحظات اخترنا منها التالي:
أن ٥٧ بالمائة من سكّان الكرة الأرضيّة هُم من الآسيويين، إلا أنهم وفي عدد كبير من ضروب الرياضة، وفي سباقات العدو تحديدًا ، لم يثبتوا إلا نادرًا نجاحات دوليّة كبيرة تستحقُّ الذكر.
ثم يُضيف … بالمقابل من ذلك ، فإن من بين كُلّ ثمانية أشخاص من سكّان الكرة الأرضية هناك فردًا واحدًا من ذوي السحنة السوداء، لكن أكثر من ٧٠ بالمائة من الأرقام القياسيّة العالميّة سجّلها عداؤون سود. إن آخر رقم قياسي عالمي في ركض ١٠٠م سُجِّل من قبل رياضي من أصول أوروبيّة بيضاء يرجع الى أكثر من نصف قرن مضى ( ١٠ ثانية ) سجّله الألماني ارمين هاري عام ١٩٦٠.
( يرجى ملاحظة بأن الأرقام والنسب المذكورة كانت مع نهاية القرن الماضي وقد حصل عليها تغييرات واضحة خلال الربع قرن المنصرمة).
التطبّع مع المحيط البيئي
يبدي كاتب المحظور في كثير من ثنايا مطبوعه ميلاً واضحًا للأخذ في تأييد وجهة نظر بعض علماء الأجناس البشرية، من الذين يدّعون في فرضيّاتهم واحتمالاتهم، بأن نشوء وقيام البشريّة، ابتداءً من آدم وحواء ، قبل ما يقارب (٢٠٠ الف سنة ) قد حصل على أرض القارّة الأفريقيّة، وقد تمّ من هناك نزوح الأقوام، كل منها في اتجاه آخر الى مختلف بقاع هذه الأرض، مبتعدين بتفاوت عن موقع مهدهم الأول ومغيّرين من طباعهم الأصلية بما يمكن أن يؤمّن لهم امكانية التطبّع أو التأقّلم المطلوب مع محيطهم البيئي المتغيّر الجديد !! ثم يستخلص من ذلك مُعقّبًا : “إذا ما تحدّثنا في هذا الأمر من الوجهة الجينيّة، سيبدو بأنه قد تمّ بموجب ذلك حصول (انشطار ثنائي خام ) بين أفريقيا وبقيّة العالم “!!
من خلال قناعتهِ بهذه الفرضيّة، حاول الكاتب أن يستعرض بالتفصيلات المتعلّقة بالقابليّات البدنيّة وسحب ذلك على القدرات الرياضيّة، مؤكّدًا ، بأن هناك تباين كبير في نوع المزايا البدنيّة للأفارقة فيما بينهم. ففيما نجد مثلاً بأن السود الذين من أصول تقع غرب القارّة، والذين يشكّلون مهد غالبيّة الأمريكيين الأفارقة، يتميّزون في الغالب بالفعّاليات الرياضيّة التي تتطلّب قدرة عالية في القوّة السريعة أو المتفجّرة، كما هو مشروط في سباقات الركض السريع القصيرة، على أساس من التجهيز العضلي الملائم لمتطلّبات هذه الفعّاليات، في حين يلاحظ بأن سكّان الشرق والشمال الأفريقي يهيمنون في فعّاليات العدو الطويل التي تتطلّب خزينًا حيويًّا كبيرًا في أداء عمل القلب والدورة الدموية لتسهيل الاستمرار في تحرير ما يطلق عليه بـ (الطاقة الأوكسجينيّة ) التي تشكّل الأساس في مواجهة الجهد وامكانيّة المطاولة أو الجلد أثناء ركض المسافات الطويلة.
إن هذه المميّزات والأفضليّة البدنيّة لا يمكن أن تحصل فقط من خلال ما تشترطه ظروف المحيط الخارجيّة، كالجو والارتفاعات مثلًا، وإنما من خلال ربط جيني جماعي يمثّل ويُعد أساسًا لاستمرار التوارث. هكذا يقول الكاتب، ويقدّم على ذلك دلائل عمليّة حصل عليها نتيجة اختبارات أجريت على أطفال رُضَّع من أصول أفريقيّة تشير إلى أن عمليّات النموّ البدني لهؤلاء الرُضَّع تحصل بشكل أسرع ممّا هي عليه عند مقارنة ذلك مع أمثالهم من ذوي الأصول الأوربية البيضاء. أنهم في المعدّل العام يتمكّنون من القدرة على تعلّم المشي بعد الولادة في موعد يسبقُ نظرائهم من البيض بشهر واحد على الأقل.
حملة إعلامية شديدة
وبالقدر الوافي والجيّد الذي بذلهُ المؤلّف في عرضِ وبحثِ موضوعة كتابه وفي حجم مناقشاته وسِعَة تجاربه ، إلا أنه بقي يطلقُ الحجّة بالدليل مؤكّدًا بأنه ظلَّ مُقصّرًا في تقديم البرهان الكامل والمقبول لأسباب تفوّق وهيمنة السود وذوي السحنة الداكنة رياضيًّا. لذلك تعرّض ( المحظور ) الى حملة إعلاميّة شديدة من ردود الأفعال والانتقادات بهذا الشأن.
صحيفة ( نيويورك تايمز ) الشهيرة كتبت ساخرة بهذا الخصوص موضّحة:
” أن الباحثين في علم الوراثة والجينات لا يعرفون بالكاد وإلى اليوم ، كيف يتمّ ويُجسّد جينيًّا حجم ووزن ( البراغيث ) فكيف يتمّ لهم، بأن يكونوا قادرين على ضوء ذلك، مَنْ حلَّ هذا الُلغز المُعقّد للطبيعة البشريّة؟ هذا ما نشرتهُ حرفيًّا.
وبشكل مجرّد خالي من التفصيلات نرى من خلال متابعة جانبًا من بعض ردود الأفعال هذه، بأنه رُبّما سيبدو قريبًا ، ضُعف أو وهن السؤال الرئيسي الذي إبتدأ وأسّس عليه الكتاب!
أما مجلة ( اوت سايد ) الأسترالية ، فقد حاولت في كتاباتها بهذا الشأن ، قلب المناقشات باتجاه آخر غير الذي قصدهُ ، السؤال الجوهري للكتاب مُعلقة:
” أن النتاجات الرياضيّة في قمّة المستويات العالية، لا يمكن تأسيسها بعد اليوم على نظريّات التطوّر والنشوء. مضيفة ، بأن البدن قد أمسى في قمّة التحفيز وإن الأرقام القياسيّة العالميّة عند تساقطها إنما تدين فقط لتأثيرات الطرق والإجراءات الماديّة والتدريبيّة الصعبة والمُعقّدة، أو تدين لاستغلال المعطيات الطبية أو العقاقير غير المعلومة ( لحدّ الآن ) وحين سيصبح مُمكنًا استخدام التنشيط بواسطة الجينات، آنذاك سيكون من غير المهم في التحليل لمن يعطي الأفضليّة للطبيعة “.
رؤيتنا
أما نحن من جانبنا فإننا على ضوء كلّ ذلك نرى:
أن مؤلّف كتاب ( المحظور ) وبرغم اعترافه في خاتمته، عدم تمكّنه الوصول الى جواب قطعي على سؤاله الأهم الذي افترضه على نفسه في موضوعة مؤلّفه ، إلا أنه وبلا أي شكّ قد قدّم جهدًا حثيثًا يستحقُّ مقابله كُلّ الثناء.
فالكاتب وكما نعتقد قد وفّق بالكامل في تحقيق مسألتين:
أوّلهما ، امتلاك الجرأة في التعرّض الى ظاهرة ، لا زالت شيفرة مفاتيحها غامضة ويكتنفها الكثير من التعقيد والسرية. أنها مبادرة ستجذب كثير من فضول الراغبين والمتابعين للتعمّق في الدراسة والبحث لتغطية ما تفتقر إليه المكتبة الرياضيّة عمومًا، لحدّ الآن ، لتفسير ومعالجة مثل هذه الحقائق الرياضيّة ( المحظورة).
وثانيهما ، وربّما يكون هو الأهم في نظر الكاتب، تعمّده في اختياره لهذا العنوان الجذّاب لمطبوعه، الذي وبلا أي شكّ سيعزّز السعي لإضافة صفحات أخرى إلى قوائم أرقام وأرصدة مبيعاته!
* أكاديمي متخصّص في (السياسة الرياضية)
قراءة تستحق القراءة بتمعن وذهنية مشعة ، هكذا قراءات بدراسات من هذا النوع تعتبر من المحطات المهمة والشجاعة في تحليل مؤثرات الرياضة في المجتمع ، وكذلك انتقالاتها من حالة اللعب الى كونها ظاهرة مجتمعية قد ترتبط إلى حد كبير في علم الاجتماع وتأثيرات فلسفة التمايز البشري على أساس القوة النظيفة كانعكاس طبيعي عانى منه اصحاب البشرة الداكنة من خلال اظهارهم بمظهر الضعف والتمايز على أساس لون البشرة.
🦋💯💪🏿🦋💯💪🏿🦋💯💪🏿🦋💯💪🏿🦋💯💪🏿🦋💯
التقرير يستحق القراءة والمتابعة وعلى درجة عالية من دقة البحث في مجال شائك هو الهندسة الوراثية والجانب البيولوجي للأداء..وازعم اني عرض مقالة بين تأثير العرق الافريقي على انجازات العاب الجري والركض..كذلك تأثير العرق الابيض على انجازات العاب السباحة وسيقانها..لم يتطرق الكاتب الاجنبي على تأثير الممرات العصبية..والقدرات الحسية في دعم الانجاز العالي..
دراسة 📚 رهيبة ولايوجد نتائج قاطعة حاسمة هي منظومات عصبية ونفسية وبايولوجية وفسيولوجية متداخلة ومتقابلة ومتقاطعة فالشفرة الوراثية لو اعتبرناها شريط من الDNA لغطى نصف الكرة الأرضية.. لاحظ الاستنتاج والاستنباط
كل ابطال الركض والجري سود مثل كارل لويس..بينما كل الفاىزين بجائزة نوبل للعلوم بيض او من العرق الأبيض
شكرا للكبير الاستاذ الدكتور🎊باسل عبد المهدي🎊المحترم دائماً وأبداً..على موضوع في غاية الاهمية للتشخيص العرقي في دوافع الإنجاز..العمر المديد والرأي السديد والتاريخ التليد…
هذا تعليقي شو رأيك..
اعتقد ان لا علاقة بالوراثة والجينات الخاصة بالبشرة السمراء إذا ما قورنت بالبشرة البيضاء فلم تذكر الأبحاث العلمية في هذا المجال من هناك فوارق في الخارطة الجينية بين البشرة السمراء والبيضاء ، هناك عوامل طبيعية واجتماعية ساهمت في القفزة النوعية بالأرقام لهؤلاء ، أولها الطبيعة الجغرافية حيث المناخ النقي والمرتفعات على شكل تلول وثانيها البيئة الاجتماعية التي أغلبها طاردة للتواصل الدراسي في مراحله الأولى خصوصاً في القرى النائية وان وجد فهو سيكون عامل مساعد للأطفال الموهوبين لصقل موهبتهم بالوصول ركضاً إلى مدارسهم التي تبعد عن بعض القرى بأكثر من 5 كيلو مترات ، وثالثاً التنافس الفطريّ بين الإطفال الذي يبدؤونه اول الأمر في السباق ، وبسبب الظروف الطبيعية ونقاوة المناخ حللت بعض من دول اوربا وأمريكا وشمال أفريقيا هذه الشفرة وإقامة معسكراتها التدريبية السنوية ( الإعداد) في دول أفريقية كأثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا، واعطت نتائج ملموسة على مستوى الإنجاز الرقمي..
موضوع جيد يفتح مجال للبحث والنقاش للوصول إلى نتائج فنية في الادارة الرياضية.
ملاحظة:هناك ابطال من ذوي البشرة البيضاء حققوا إعجازاً في التحمل في سباقات المسافات الطويلة والماراثون في دورة اولمبية واحدة كالجيكي أميل زاتوييك في أولمبياد هلسنكي ١٩٥٢ ولاس فيرن في أولمبياد ميونخ ١٩٧٢ كذلك رياضيي دول شمال أفريقيا المغرب والجزائر وتونس.
موضوع راقي وجدير بالملاحظة اولا الانسان هو ابن بيئته لو اخذنا فعاليات الركض المسافات المتوسطة والطويلة هو تأثير البيئة الواضح على الانجاز وخاصة بعد دورة مكسيكو ١٩٦٨عملوا دراسات كثيرة بسبب تراجع مستويات اركاض المسافات المتوسطة والطويلة بالنتائج وتقدم فعاليات المسافات القصيرة والرمي وحتى السباحه وسباقات الدرجات والقفز كون مدينة المكسيك فوق مستوى سطح البحر ٢٤٠٠ متر وبالتالي تؤدي الى انخافض الضغط الجوي والذي بدوره يوثر على نسبة تشبع الجسم بالاوكسجين والمسافات المتوسطة والطويلة فعالية مختلطة النظام أوكسجيني مع غير أوكسجيني وهذا النقص الضغط الجوي يوثر على تشبع الجسم وبالتالي ينخفض الانجاز واكبر دليل البطل الاسترالي رون كلارك صاحب الرقم العالمي بفعاليه ١٠٠٠٠متر قبل ٣ سنوات مسجل رقمي عالمي لم يستطع ان يحصل على اي مركز متقدم كون نقص الاوكسجين نتيجه الارتفاع اثر عليه وعلى كثير من ابطال اوربا وامريكا وتسيد سباقات المتوسطة والطويلة ابطال افريقيا ابناء بيئة الارتفاع عن مستوى سطح البحر وحقق ابطال المسافات القصير ازمان رهيبة كون الارتفاع عن مستوى سطع البحر يوثر على ضعف كثافة الهواء بالجو وبالتالي يقلل المقاومة وهذا مفيد لفعاليات الركض السريع والرمي والقفز وحقق ارقام قياسية عالمية وبالتال اصبح الانجاز هو استخدام البيئة بالتدريب والكلام كثير في هذا الموضوع اما بقية الالعاب السريعة وفعاليات الملاكمة بيئة التحدي لدى اصحاب البشرى الغامقة وتهميشهم في احياء هشة واحد من اهم مسببات زيادة التحدي والموضوع شيق ولكن التعليق محدود يحتاج كلام كثير يعني ملخص الكلام الانسان ابن البيئة وشكرا للعالم الجليل دكتور باسل على هذا الطرح العلمي الرائع.
مع الشكر الجزيل ، ان بعض مداخلات الاخوة من الاكاديمين او الرياضين الابطال تناقش وكأنني مؤلف الكتاب ولست بقارئ وجد فائدة في تعريف ما تناولته موضوعته كوسيلة لنشر ثقافة رياضية حديثة ..
للعلم ايضا فان ( المحظور ) قد صدر منذ ما يقارب الاربعين سنة ، حيث لم يكن معروفا آنذاك ما يطلق عليه اليوم بالذكاء الصناعي او الهندسة الجنية مثلما عليه الحال اليوم. فالمؤلف اعترف بشجاعة بانه لم يفلح في الوصول الى نتائج كاملة في بحثه وهو ما اشرنا اليه في خاتمة ما تم نشره.
مع ذلك نسأل الاخوة المتداخلين إن كان بالامكان تعريفنا بعدّاء او عدّاءة من غير اصول افريقية يحمل او تحمل ( حاليا ) رقما قياسيا عالميا في فعاليات من 800 متر عدوًا (عدا ما يُعد استثناءً 800 متر نساء) لغاية سباقات الماراثون بضمنها فعالية ثلاثة الآف متر حواجز للجنسين… تحياتي
اشكر الاخ د. باسل على حواره المنشور مع ما تضمنه كتاب ( المحظور ) من افكار . لم يعد امرا خافيا حول هيمنة العدائين من ذوي الاصول الافريقية على مجمل سباقات فعاليات العدو في العالم وبطولاته . قد يظهر هنا او هناك استثناءً بفوز عداء من اصول اوروبية بيضاء ببطولة عالمية ، لكنه يبقى استناءً لان ما اورده المؤلف حول التجهيز العضلي والبيئة الجغرافية والمناخات المرتفعة لأبناء افريقيا تلعب الدور الاهم في الانجاز المتحقق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتابة بهذا الموضوع هي محاولة جريئة بمعنى الكلمة وهناك العديد من الدراسات البسيطة التي تناولت هذا الموضوع لكن بحذر شديد جداً خوفاً من الدخول بموضوع العنصرية لذلك جاءت أغلب هذه الدراسات سطحية نوعاً ما.
وبالتأكيد توجد بعض الدراسات التي خاضت بالموضوع بشكل عميق حداً من خلال التحليل الجيني والهندسة الوراثية وكانت حبيسة المختبرات او النشر على نطاق ضيق.
أعتقد ومن وجهة نظري للدراسة اعلاه بأن المؤلف لم يتعمق بتأثير البيئة الشاملة (الثقافية والتعليمية والتربوية والسكانية وغيرها) على الافراد.
مثلاً الطفل الذي يولد وينشأ في بيئة فلاحية يتعلم مهارات حركية أساسية عديدة تختلف عن المولد في المجمعات السكنية ( الشقق او البناء العامودي) والاختلاف يكون بالكم والنوع وهو عامل مؤثر جداً في بناء المهارات الرياضية الاساسية وتطورها مستقبلاً.
والطفل المولود بالمدن والتجمعات السكانية سوف يمتلك قدرات عقلية متميزة نتيجة توفر متطلباتها والتي قد تتوفر بحد أدنى لأبناء الريف والذي يشكل أغلبيته ذو البشرة الداكنة.
ولا ننسى الدافع والحافز المالي لتطوير الذات لأصحاب البشرة الداكنة في بلدان افريقيا والأحياء الفقيرة في امريكا هو كبير جداً للتدريب والحصول على الاموال.
وبالتأكيد الموضوع شيق وحيوي ويحتاج الكثير من البحث والتحقيق وتبادل الأراء والافكار.
الدكتور طارق حسن النعيمي
المدير الفني للمنتخب الوطني للكرة الطائرة
قراءة وتحليل يستحقان الوقف عندهما لا شك بأن المحظور قد وصف الواقع في اكتساح رياضيي الدول الأفريقية والأمريكيين من الأصول الأفريقية للأرقام القياسية وحصدهم للأوسمة العالمية والأولمبية
وتجتمع كثير من الاسباب البيولوجية والبيئية والاجتماعية والتي في اعتقادنا ميزتهم حتى في القياسات الأنثروبومترية التي ربما أدت إلى تقدم ابناء هذا العرق على منافسيهم
حيث ان طبيعة البيئة الذي ينشأ فيها الفرد لها الدور الاكبر في هذا التأثير والذي نراه واضحا هنا فالذي ينشأ في البادية ليس كمن ينشأ في المدينة
وكما توصل علم الجينات بأن حتى التوأم المتماثل والذان يحملان نفس ال DNA قد تحدث فروقات بينهما تبعا لطبيعة البيئة وطبيعة الغذاء وحتى العلاقات الاجتماعية لها دور كبير في هذا التأثير حيث إن هناك الكثير من المتغيرات التي يجب ان تؤخذ في نظر الاعتبار .
أتقدم بجزيل الشكر للدكتور باسل لهذا التحليل الرائع ولفت الانتباه إلى هذا الموضوع الشيق الذي يحتاج إلى دراسات معمقة للوصول إلى السبب القطعي لهذه المفارقة ..
الدكتورة ايمان صبيح
شكرا جزيلا دكتور باسل لتحليلك كتاب هذا العالم المتعمق في دراسة الجينات للبشرة السوداء، معتمدا على انجازاتهم التي لا تقبل النقاش مثلما تطرق ناقديه في الصحف والمجلات للانتقاص من بحثه العلمي المثير متأثرين جدا بالتمييز العنصري الذي يسري بدماء العنصر الابيض.
انا متأكد ان شخصكم الكريم مر على هذا الكتاب وناقديه كثيرا لتخرج بهذه الحصيلة العلمية من وجهة نظرك الصائبة .. املا ان يستفيد منه طلاب الدراسات العليا بل واخوتنا الاكاديميين ويجعلوه مصدرا للتدريس العلمي الحديث من كل جوانبه.
عدنان الجابري/ أمين عام رابطة الرياضيين الرواد في العراق والعالم