قراءة فنيّة وملاحظات تحذيريّة قبيل تصفيات الأسود الحاسمة

 

الملاك التدريبي بحاجة إلى متخصِّص في الخطط الجماعيّة الهجوميّة

كاساس لم يستوعب فلسفة برشلونة ولا جديد في أسلوب قيادته!

رسالة زيد للمدرب “لا تخش من إعطاء الثقة للاعبين الشباب”

الفلبين كشفت قدرات العماري كلاعب ( خط وسط مُهاجم)

دور هادي انتهى ويحتاج إلى قرار شخصي لإعلان اعتزاله

الكرات الطويلة لن تنفع المنتخب أمام منتخبات المرحلة المقبلة

 

كتب: د.كاظم العبادي

بعد (14) مشاركة لمنتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم لكرة القدم، بدأت في تصفيات 1974، وتضمّنت انسحاب وحيد من تصفيات 1978، يتأهّل المنتخب لأوّل مرّة إلى الدور النهائي من التصفيات في وقت مبكّر، وتبقى له مباراتين لا يحتاج إلى نتائجها، وهذا هو التأهّل السابع للعراق إلى هذه المرحلة، وأتمنى أن يُستثمر بشكل صحيح.
نأمل أن تكون مباريات المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم 2026 ميسّرة من أجل العودة إلى كأس العالم ثانية.

نهج حسم المباريات
عودة إلى مباراة الإياب مع فلبين، والتي انتهت بفوز العراق 5-0، فإنه يمكن لي أن اختصرها بالقول عن منتخب العراق: لا جديد يذكر ولا قديم يعاد!! فقد عاد المنتخب إلى أسلوبه السابق القديم والذي حدّثهُ كاساس بالاعتماد إما على الكرات الطويلة أو الجهود الفرديّة أو الكرات الثابتة (خاصّة الركلات الركنيّة أو الجزاء) لتسجيل الأهداف، وكنهج لحسم المباريات، والأهداف الخمسة في هذه المباراة تؤكّد على النحو التالي:
– الهدف الأول، أرسل حسين علي (الظهير الجناح) الكرة من مكان على الطرف الأيمن بعد منتصف الملعب بقليل، إلى علي جاسم الذي حاول الحصول على الكرة ليقتحم طريقه إلى الهدف، وتتم عرقلته لتحسب ركلة جزاء للعراق، نفذها أيمن حسين بتسديدة مماثلة كعادته إلى يسار حارس المرمى الذي كان متهيئ لردّها، لكنها ترتطم بيده وتدخل الهدف!
– الهدف الثاني، بعد أن صنع حسين علي الهدف الأوّل، صنع الهدف الثاني الذي أظهر فيه جسارته وزيادة الثقة بنفسه بدخول منطقة جزاء الخصم، وهو شيء إيجابي يُسجَّل له ليمرِّر كرة جميلة إلى علي جاسم والذي يسدّدها بقوّة، لكنّها تُصدّ من قبل لاعب فلبيني لترتدّ إلى أمير العماري ليسدّدها بقوّة من خارج منطقة الجزاء.
– الهدف الثالث، يختصر أسلوب كاساس التقليدي مع العراق في التسجيل، كرة طويلة، هذه المرّة من قلب الدفاع ريبين سولاقا الذي لعب بدور المدافع المسّاك إلى أيمن حسين ليسجّل منها هدفه الشخصي الثاني في المباراة.


– الهدف الرابع، لو كان لمدرب العراق كاساس بُعد نظر، لتولّى بناء منتخب العراق حول اللاعب زيدان الذي يمتلك مهارات فنيّة رائعة، فإن الهدفين الثاني والرابع هُما ليسا من ضمن تقليد أسلوب تمرير الكرات الطويلة، لكنهما جاءا بجهود فرديّة، وهذا الهدف فيه شيئين جميلين، أولهما كرة العماري الذكية (أسيست)، ثم مهارة زيدان وإبداعه في التسجيل. وأعتقد إن هذا الهدف مهمّ جدًّا لزيدان، سيعطيه ثقة أفضل لرفع غلّته في تسجيل الأهداف مع العراق.
– الهدف الخامس، مجدّدًا هدف عراقي من ركلة ركنيّة، لكن هذه المرّة من الجهة اليمنى، يسدّد لؤي العاني الكرة، ويتفوّق زيد تحسين بفضل طوله وقوّته الجسمانيّة على دفاعات الفلبين ليسجّل هدف العراق الخامس بضربة رأس، مشهد عراقي تكرّر في كأس آسيا.

أمور فنية وملاحظات عن أسلوب الفريق العراقي:
– واضح جدًّا أن المنتخب العراقي يعاني من نقصٍ فنيّ ومستمرّ في الشغل الجماعي الهجومي، حيث يفتقد الفريق إلى الخُطط الجماعيّة الهجوميّة لاقتحام وتفكيك خطوط دفاع الفرق المنافسة. وإذا كان كاساس قد ضمَّ عنصر جديد لفريقه التدريبي وهو محلّل ليرتفع العدد إلى 7 أعضاء، انصحهُ إذا كان فعلا جادًّا، ويريد التأهل إلى كأس العالم أن يضمَّ عنصرًا ثامنًا “مدرّب متخصّص لتدريب الفريق على الخطط الجماعيّة الهجوميّة لاقتحام دفاعات الخصم” أما بإسلوبهِ الحالي فإن منتخب العراق سيُعاني كثيرًا أمام فرق أفضل بكثير من فرق مجموعته الحاليّة الفلبين وإندونيسيا وفيتنام.
– مباراة الفلبين وأسلوب الفريق العراقي بوضع ثلاثة مدافعين في القلب (زيد تحسين – قلب دفاع متأخر، وكُل من سعد ناطق على اليمين وريبين سولاقا على اليسار كمسّاكين) أظهر هذا الأسلوب ضُعف خط الوسط العراقي، حيث نفذ الثلاثة كرات طويلة إلى الخطوط الأماميّة أو الأطراف من دون وضع أي اعتبار لخط الوسط (مُجبرين) والذي يتحمّل الأخير جزءًا من المسؤوليّة وخاصّة صفاء هادي الذي لم يسعَ للتراجع إلى الخلف لاستلام الكرة من المدافعين، وكان يقف متفرّجًا في مكانهِ في خطّ الوسط!!

فلسفة برشلونة التي أعرفها والتي تعتمدُ كليًّا في السيطرة على المباراة من خلال “خطّ الوسط” يبدو لي أن البرشلوني “كاساس” لم يستوعبها بشكل جيّد! فليس لها أي أثر مع منتخب العراق، لا وجود لعمل مماثل مع العراق في هذه المنطقة، فهو يلجأ إلى لاعبين لا يملكون القدرة على تنفيذ واجبات لاعب الوسط المدافع بالكامل وليس جزءًا منها!!
ربّما صدفة، الواضح في مباراة الفلبين، أن هناك تفاهم في الطرف الأيمن ما بين زيدان إقبال وعلي حسين، ووجود تفاهم مماثل في الطرف الأيسر ما بين علي جاسم وإبراهيم بايش!!

أداء الأفراد وملاحظات على أداء بعض اللاعبين:
– أمير العماري، بالتأكيد اكتشف كاساس أخيرًا قدراته الهجوميّة بدفعهِ في اللعب كلاعب (خط وسط مُهاجم) في المركز رقم 8 بعد أن حجّم قدراته كلاعب (وسط مدافع) في المركز رقم 6. لهذا لفت العماري انتباه مدرّبه كاساس بأمرين هُما قدرته على التسجيل من خارج منطقة الجزاء (الهدف الثاني) وقدرته على تمرير تلك الكرة التي تمّ منها تسجيل الهدف الرابع.
– زيد تحسين، وجّه هذا اللاعب رسالة إلى كاساس تنصّ على أنه لا تخش من إعطاء الثقة للاعبين الشباب، فهم بحاجة للمباريات قبل أن تتلألأ مهاراتهم. ارتفعت ثقة ومعنويات زيد بعد مباراة الفلبين فهو أحّد مكاسب هذه المباراة، وأتمنى أن يدفع كاساس بمجموعة أخرى في المباراتين الأخيرتين امام إندونيسيا وفيتنام وخاصّة في مراكز حارس المرمى وقلب الدفاع ولاعب وسط المدافع.
– صفاء هادي، أعتقد أن دوره مع منتخب العراق قد انتهى، يحتاج إلى قرار شخصي منه لإعلان اعتزاله دوليًّا.

المُعاناة قادمة!
أخيرًا وليس آخرًا، كسبنا مباراة مع تأهّل بوقتٍ مبكّرٍ في مجموعة ضعيفة نسبيًّا، لكنّنا بهذا الفريق سنُعاني في الدور النهائي من التصفيات، إذ سنواجه 5 منتخبات أفضل بكثير من فرق مجموعة العراق الحاليّة! وسنضطر وقتها إلى تغيير الفريق لأن عناصره الحاليّة لن تفلح في مرحلة الحسم، ونحتاج إلى خُطط اقتحام جماعيّة هجوميّة لأن الكرات الطويلة لن تنفع المنتخب الوطني في دور الحسم للتأهّل إلى نهائيّات كأس العالم 2026.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

ريال مدريد يتفوّق على أتلانتا في قمّة نارية بدوري الأبطال  

  متابعة: سمير السعد شهدت ليلة أمس (الإثنين) واحدة من أروع مباريات دوري أبطال أوروبا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *