قبل لقاء أولمبي اليابان.. إضاعة الفرص مُكلِفة هذه المرّة!  

 

متابعة/ يعقوب ميخائيل

عدسة / قحطان سليم

قد يُكثر الكلام عن مباراتنا الأخيرة مع فيتنام.. وقد تكون هناك آراء ووجهات نظرٍ مختلفة حول مستوى الأداء، ولكن تبقى النتيجة هي الأهم في نهاية المشوار مهما اختلفت أو اتفقت هذه الآراء لا سيّما وإن بمجرد الوصول إلى المُربّع الذهبي يعتبر خطوة هي الأخرى مهمّة على طريق السعي في التأهّل إلى الأولمبياد.  

نقرُّ بأن لكُلّ مباراة ظروفها.. كما لا نختلف عن التباين الذي يحصل من مباراة لأخرى برغم عدم قناعتنا بالمستوى، خصوصًا عندما نجد هناك فوارق فنيّة كبيرة ومساحات واسعة مختلفة اصبحت تظهر بالأداء وهي المشكلة الأبرز التي تجعلنا، بل تجعل جمهورنا يشعر بحالة (عدم الاطمئنان) قبيل مواجهة المنتخبات الكبيرة!

منطقيًّا.. عندما ننظر إلى حجم المنافسة في دور الثمانية، نجد أن منتخب فيتنام هو أضعف المنتخبات التي تأهّلت إلى هذه المرحلة.. والسبب واضح جدًّا كونه وقع في المجموعة الرابعة السهلة وتمكّنَ خلال منافساتها أن يتخطّى منتخبي الكويت وماليزيا الضعيفين كي يحجز لهُ مقعدًا (الثاني في المجموعة بعد أوزبكستان) برغم خسارته الموجعة أمام الأخير المتصدّر والذي أثقل كاهله بثلاثة أهداف كشفت للقاصي والداني عن الفوارق الكبيرة بين مستوى المنتخبين بحيث جاءت النتيجة هي الأخرى منطقيّة بلا مغالاة أو رتوش! 

في الجانب الآخر، نرى أن منتخبنا الذي أبلى بلاءً حسناً أمام السعودية، وقطف على أثرها ثمار تألقه ليس فقط بتحقيق الفوز والتأهّل إلى دور الثمانية فحسب، وأنما بتصدّر المجموعة أيضًا سارت الأمور لصالحه وهو يواجه المنتخب الفيتنامي (ثاني مجموعته) بالمقارنة مع منتخبي قطر والسعودية اللذين ودّعا البطولة معًا بعد خسارتهما مع اليابان وأوزبكستان على التوالي.. وهو الشيء الذي لم يكن يتمنّاه مدرب السعودية تحديدًا (أي التخلّي عن صدارة المجموعة) والذي استقتل من أجل تحقيق الفوز في مباراته مع العراق لأنه أدرك أن التأهّل بمركز الوصيف إنما هو (كارثي) بعينه، كونه سيواجه أوزبكستان القويّ والمتطوّر الذي يكون من الصعب تجاوزه وهذا الشيء حصل بالفعل، بينما لو تصدّر المجموعة لأختلف الأمر في مقابلة الفريق الفيتنامي.

كُل هذه السيناريوهات وغيرها أصبحت في خبر كان، ومعها طبعًا (سيناريو) مباراتنا الأخيرة مع فيتنام التي حتى وإن ارتضينا بنتيجتها وهو الشيء الأهم مثلما أسلفنا الذكر، إلا أننا لم نرَ أداءً بحدوده الدُنيا الذي لربما قد (نؤجّل) الحديث عنه في الوقت الحاضر لأسباب قد يتفق حولها الغالبيّة وهي ضرورة الوقوف مرّة أخرى مع المنتخب ومؤازرته من أجل ضمان التأهّل وخطف إحدى البطاقات الثلاث التي تقودنا لأن نكون بين كبار آسيا المتواجدين في أولمبياد باريس.  

تأجيل الحديث مثلما أسلفنا قد يكون لرّبما هو الآخر مهمًّا شريطة أن يقترن بمراجعة دقيقة للغاية عن مُجمل السلبيّات التي رافقت الأداء في مباراتنا مع فيتنام التي لم تخلُ من اللعب العشوائي والفردي الذي تسبّب في ضياع الكثير من فرص التسجيل إضافة إلى الأكثار من الكرات الطويلة التي غاب عنها اللعب الجماعي المُنظّم الذي يقود الفريق ليس فقط في الوصول إلى المرمى فحسب، وإنما في الكيفيّة التي تسهم في هزّ الكرة للشباك أيضًا.

لا يمكن أن يطغي الفوز على العيوب أبدًا.. ولذلك من المُهمّ جدًّا مراجعة كُل ما رافقنا في مباراتنا مع فيتنام بسلبيّات الأداء وإيجابيّات.. لأن مباراتنا المُرتقبة مع اليابان ستكون مختلفة كُليًّا، بل وجذريًّا، وتحتاج إلى تركيز أكثر لأن الفرص المتاحة ستختلف هذه المرّة، وستكون قليلة ولابدّ من استثمارها بالشكل الصحيح من دون التفريط  بها لأنها بلا شك ستكون مُكلِفة حتمًا.. والله من وراء القصد.

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

باريس تفتتح الأولمبياد بمسيرة نهريّة وإجراءات أمنيّة مشدَّدة!

  متابعة – فوزعدسة / قحطان سليم  احتفت العاصمة الفرنسيّة باريس أمس (الجمعة) بإيقاد شعلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *