في ذكرى ولادة عددها الأوّل..”الصقر” القطرية رحلة نجاح ونشوة خلود

 

كتب: صلاح الفتلاوي

“الصحافة كانت ، وستبقى، مرآة المجتمع، وروحه النابضة بالحيوية والتفاعل ، تتكالب عليها المحن، وتحاول أن تطمسها التكنولوجيا، لكنها سوف تنتصر، بإذن الله، لأن المجتمع الذي يفقد أيقونته وصحافته وكُتّابه وكُتبه، كأنّه يفقدُ شريانًا متدفقًا منذ عشرات السنين، روى قلوب وأنفس متعطّشة لكُلّ شيء جميل في هذه الحياة، لا اتخيّل، ولا أريد أن أتخيّله، عندما لا أجد أمامي صحيفتي العزيزة ومجلّتي الغالية، وأجلس على كرسي مكتبي أو في صالون منزلي من دون أن أمسك بمحبوبتي ومعشوقتي ..”
استعير هذه المقدّمة البليغة من مقالة رائعة للأستاذ الكبير سعد الرميحي الاسم الذي اقترن بمسؤوليّة اصدار مجلة ” الصقر ” القطريّة ذائعة الصيت، وأنا أقفُ اليوم اجلالًا واكبارًا لهذا المطبوع الذي أثرى المكتبة الرياضيّة وتجاوز بريق انتشاره حدود المحليّة إلى النطاقين العربي والدولي، ولأن ” الصقر” إرث وثروة فقد إرتأينا في ” فوز ” أن نستذكرَ مع الرميحي ذكرى ولادة عددها الأول في هذه الأيام وتحديدًا في غُرّة مارس / آذار من عام 1977 ينتابنا الأسى والأسف لتوقّف المجلة عن الصدور بعد أن تركت أثرًا طيّبًا في نفوس القرّاء على اختلاف توجّهاتهم ومشاربهم .

العودة إلى الجذور
صدرت مجلة ” الصقر ” عن وزارة الدفاع في دولة قطر الشقيقة واسمها مأخوذ من رياضة صيد الصقور باعتبار أن هذا الطائر يُعد رمزًا للقوّة والشجاعة والصبر، وقد بدأ الإصدار شهريًّا تحت اشراف محمد كاظم واستمرّ على هذا المنوال لعدّة سنوات قبل أن يتحوّل الى إسبوعي، ومن أبرز المواضيع التي تضمّنها العدد الأوّل هي تغطية مصوّرة للبطولة العربيّة الأولى بكرة اليد التي ضيّفتها الاسكندرية بجانب عدد من الأبواب التي أصبحت فيما بعد ثابتة في المجلة، فضلًا عن الصفحات الأرشيفيّة وكتاب الشهر وكلمات لكُتّاب معروفين في الساحة الإعلامية ناهيك عن المسابقات الرياضيّة والفكريّة .

التحوّل الكبير
في تشرين الثاني من عام 1980 حدث التحوّل الكبير في مسيرة ” الصقر ” بعد تعيين الأستاذ سعد الرميحي رئيسًا للتحرير لتصبح إحدى العناوين الكبيرة في سماء الإعلام الرياضي العربي بفضل التطوّر الكبير الذي شهدتهُ المجلة، فباتت تواكب الأحداث الرياضيّة الكُبرى في العالم، كما استقطبت مراسلين متخصّصين في مختلف الدول العربيّة وغير العربيّة وبعد سنتين تحوّل الاصدار من الشهري الى الأسبوعي وارتفع معدّل التوزيع إلى أضعاف ما كان عليه سابقًا، ومن أبرز الأحداث التي تناولتها المجلّة بالتغطية الوافية هي بطولات كأس العالم ودورة الخليج العربي وبطولة كأس آسيا وبطولة كأس أفريقيا وبطولات الأندية والدوريات المحليّة والعربيّة والعالميّة بجانب الفعّاليات الرياضيّة الأخرى بعيدًا عن كرة القدم، ناهيك عن إصدار عدد من الملاحق بالتزامن مع المناسبات الرياضيّة الكُبرى .

 

توقف التوهّج
في أغسطس / آب من عام 1986 حصل ما لم يكُن في الحسبان إذ توقفت ” الصقر” عن الصدور في أعقاب 285 عددًا ازدانت بها المكتبة الرياضيّة العربيّة، لكنها عادت مرّة أخرى لترى النور في عام 2000 واستمرّت حتى عام 2007 قبل أن تتوقف مرّة أخرى إثر تكليف الأستاذ الرميحي بمهمّات إعلاميّة في أعلى سُلطة بالدولة لتفتقد المكتبة الرياضيّة العربيّة واحدة من أهم الاصدارات وأوسعها انتشارًا.

اسماء في الذاكرة
وتحتفظ ذاكرة القرّاء بعدد كبير من الاسماء اللامعة التي تركت بصماتها في ” الصقر ” نذكر منهم محمود السيد وفايز عبد الهادي ومحمد بنيس ومجيب المستكاوي ومجدي زهران وأيمن جادة وفيصل شيخ الأرض وفؤاد حبش وملكون ملكون ومنصور الشيخ ومبارك عمر سعيد ومحمد الجزولي وغيرهم ..
أما قائمة المُراسلين فضمّت الزملاء: صكبان الربيعي وعلي رياح في العراق وسلمان الحايكي وماجد سلطان في البحرين ومحمد بلفتوح ومصطفى الشليح وعزوز شخمان ومحمد النابلسي في المغرب وعصام سالم ونجم عبد ومعن تركاوي في الإمارات ومحمد جميل عبد القادر ومفيد حسونة في الأردن وعلي محمود وإبراهيم ربيع وطارق سمك في مصر وطارق الغرسلي والطاهر ساسي وعادل بوهلال وعبد الباسط ريدان في تونس ورشيد بوطلاع وديدا ميلود في الجزائر وجمال طربين في سوريا وتيسير جابر وأشرف مطر في فلسطين وعبد المولى الصديق في السودان ومعن نداف في سلطنة عُمان ومرزوق العجمي في الكويت ورضوان الحسن في لبنان وصلاح بالعيد ومحمود الغرابلي في ليبيا وفوزان آل يتيم وسليمان زاهر في المملكة العربية السعودية ومحمد العواقي وعوض محمد وحسين يوسف في اليمن وفيصل صالح في ألمانيا وعبد الأمير الهلالي في إيران وأحمد حجي في إسبانيا ورفعت النجار في إيطاليا .

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

باريس تفتتح الأولمبياد بمسيرة نهريّة وإجراءات أمنيّة مشدَّدة!

  متابعة – فوزعدسة / قحطان سليم  احتفت العاصمة الفرنسيّة باريس أمس (الجمعة) بإيقاد شعلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *