ناجح حمود يرفض الكشف عن مُرسل الرسائل المُحفزة للاعبين!
اختيار الوقت المناسب لقراءة الرسائل يُصعِّد حماسة المنتخب
قائد الأسود يونس محمود يتعهّد بنتائج تسعد الشعب العراقي
( الحلقة التاسعة )
كتب: كاظم الطائي*
في دور المجموعات ببانكوك، أبلغ رئيس الوفد العراقي الكابتن ناجح حمود اللاعبين والإداريين والملاك الفني وكاتب السطور بعد انتهاء وجبة الغداء في مطعم الفندق بأنه تلقى رسالة لن يُفصح عن مُرسلها يودُّ اطلاع الوفد عليها، ففيها وصايا للاعبين ودعوات بإسعاد الجماهير، وتحمل هذه المهمّة بأعلى قدر من المسؤوليّة والتضحية في ملعب المباراة، وتحقيق نتائج مُفرحة لشعب عانى كثيرًا ويتطلّع لأخبارٍ تسرّهُ.
روح الأمل والشجاعة
حقيقة كانت الكلمات والجُمل والعبارات التي تضمّنتها الرسائل المجهولة تهزُّ الوجدان وتزيد من حماسة لاعبينا، وكانت كافية لبعث روح الأمل والشجاعة والإقدام في نفوس الجميع، وأحسن “أبوسلام” في قراءتها بصوتٍ معبّرٍ ولغة سليمة وتفاعل كبير مع مفرداتها ما دعت كابتن المنتخب يونس محمود للسؤال عن مُرسلها ولم يجبهُ رئيس الوفد! ثم أعلن نيابة عن اللاعبين استعدادهم لبذل أعلى الجهود وتقديم كُل ما يُسعد شعبنا وأهلنا.
صراحة، لم تكن رسالة واحدة، فقد تعدّدَت الرسائل بعد أن أدّت مفعولها في النفوس والمعنويّات، وزادت من حماسة لاعبينا واندفاعهم بالتدريبات والمباريات، وهي من بين الجُرعات المعنويّة للاعبينا، رفعت من صلابة خطوط اللعب والرغبة في تقديم ما يُسعد شعبنا عبر الفوز في المباريات وتصدّر المجموعة الأولى بوجود أصحاب الأرض والجمهور منتخب تايلند والضيف الجديد القديم لمنافسات القارّة الصفراء “الفريق الأسترالي” ومنتخب سلطنة عُمان الأكثر تطوّرًا ويضمُّ ألمع نجوم الكرة العُمانية حيث أغلبهم يلعب في دوريّات الاحتراف في قطر والإمارات والكويت، ويقودهم المدرب الأرجنتيني غابرييل هامبيرتو كالديرون.
عودة أستراليا
وشارك المنتخب الأسترالي بقيادة المدرب غراهام أرنولد بطموح الظفر باللقب بعد غياب عن البطولة لسنوات طوال، وقدّم الأموال الطائلة للاتحاد الآسيوي عبر استثمارات ودعم لأنشطته مهّدَت لعودته مجدّدًا للقارّة بعد ارتماء في منافسات أوقيانوسيا وخوضه لقاءات في أماكن أخرى وضمّت تشكيلته أبرز لاعبي “الكنغارو” بينهم في دوريّات احترافيّة مثل مارك شوارزر مع ميدلزبره ولوكاس نيل في ويست هام وباتريك كيسنوربو في ليستر ستي وتيم كاهيل مع ايفرتون وكولينا في ايندهوفن وايمرتون يلعب مع بلاكبيرن وويلكشاير يلعب لنادي تفينتي الهولندي الذي مثله لاعبنا نشأت أكرم بعد ذلك، وأبرز المحترفين كيويل مع ليفربول والبقيّة مع أندية أوروبيّة متقدّمة.
مَن أرسل رسائل التحفيز؟
رئيس الوفد العراقي الكابتن ناجح حمود يرفض لغاية اليوم الافصاح عن مُرسل تلك الرسائل التأريخيّة والتي أتمنّى أن تكون واحدة من إرث البطولة تُحفظ في متحف خاص عن بطولة الأمم الآسيويّة في العام 2007 يضمُّ كُل ما لهُ علاقة عن هذا الإنجاز مع كتابة سير أعضاء الوفد بكامل طاقمه، وما كتب عنه، والكأس والقمصان والصور والمناسبات التكريميّة والكُرات والأفلام واللقاءات والاستذكارات وتشكيلة إدارة الاتحاد آنذاك، وصور الشهداء الذين ذهبوا ضحيّة التفجيرات الإرهابيّة أيام البطولة وأم الشهيد حيدر ولحظات تقديم الكأس لها بعد العودة إلى بغداد وغيرها من تفاصيل تخدم فكرة إقامة المعرض لتعمّ الفائدة بأن يكون إنجاز الوصول لكأس العالم في العام 1986 في المكسيك مُضافاً لمثل هذا المشروع التوثيقي إن شاء الله.
مَنْ كتب الرسائل؟
ثلاثة احتمالات توضع في محور الحديث عن مُرسل تلك الرسائل المجهولة التي كانت المُحفز لقدرات اللاعبين وتفاعلهم مع جُملها ومعانيها في ظلّ امتناع “أبوسلام” عن الإشارة لمن أرسل له تلك الرسائل التأريخيّة.
الاحتمال الأوّل
أنها مُرسلة من آية الله العظمى السيّد علي السيستاني أعزّه الله، فهذا الأمر وارد لأن الظروف القاسية التي كان يعيشها الشعب العراقي في تلك الفترة تدعو إلى وحدة الصفّ والدعوة لاستثمار الفوز في إسعاده وطرد ما يفضي لفرقته وتناحره وكرة القدم هي الأكثر ميلاً لملايين الناس للالتفاف في ميادينها ونبذ الطائفيّة وسيادة لغة العقل والمحبّة والسلام ووأد الفِتنة، وهذا ما حصل بعد تحقيق الإنجاز التأريخي.
الاحتمال الثاني
أن الرسائل كُتبت بعناية من قبل السيّد مقتدى الصدر الذي أفصح في مناسبات عدّة عن اهتمامه بالرياضة والرياضيين، واستقبل في مقرّه بالنجف الأشرف شخصيّات رياضيّة ومنتخبنا الوطني الفائز بكأس الخليج 25 العام 2023 وخصّهم بخطابات مؤثرة وتكريم مميّز، فضلاً عن استذكاراته في بعض لقاءاته لحالات رياضيّة تنمُّ عن معرفة دقيقة بتفاصيل الألعاب الرياضيّة ومنها كرة القدم، وأشار إلى دور الدفاع والهجوم وحراسة المرمى في تحقيق الفوز، ووصف الفريق غير المتجانس ويعاني من ضعف دفاعه بأنه سيصبح (هتيكة) ويقصد بذلك أن المرمى سيكون مشرعًا لأهداف الخصوم، كما تطرّق في إحدى المرّات لما تعرّض له مدافع منتخب كولومبيا أندريس إسكوبار من نقمة الجماهير بسبب تسجيله هدفاً خطأ في مرماه في إحدى مباريات المونديال في 22 حزيران 1994 ضد منتخب الولايات المتحدة الأميركية وأقصى بموجبه منتخب بلاده من البطولة ما أدّى ذلك إلى مقتلهِ ما يؤكّد أنه يتابع اللعبة الشعبيّة الأولى ويضعها مثالاً للأداء الجماعي المنظّم وعمل الفريق الواحد.
دليل آخر أضعه في أرجحيّة أن تكون الرسائل مُرسلة من السيّد مقتدى الصدر أدامه الله عبر تكليف السيد بهاء الأعرجي القيادي البارز في التيار الصدري آنذاك وشغل مناصب برلمانيّة وحكوميّة مهمّة لاستقبال المُنتخب في عمّان بعد إحراز كأس البطولة الآسيوية 2007 مع شخصيّات أخرى قدِمَت للأردن بطائرة حكوميّة ضمّت أيضاً الراحل محمد جاسم خضير وزير العمل السابق رئيس هيئة أمناء شبكة الإعلام العراقي في حينه، وقد التقيت بهما هناك وعدنا معاً بتلك الطائرة التي أقلّت المنتخب إلى بغداد.
والتوقع الثالث بشأن كاتب الرسائل لا يبتعد عن بصمات رئيس الوفد الكابتن ناجح حمود لأنه ضليع باللغة العربيّة ودرس العلوم الإسلامية في إحدى الكليّات المتخصّصة مع أنه تولّى مسؤوليّة إدارة معمل سمنت الكوفة، فضلاً عن مهمّاته في اتحاد الكرة والتدريب.
(يتبع )
* الموفد الصحفي مع المنتخب