( فوز ) توثق رحلة الانتصار الخالد لأسود آسيا 2007

 

اتصال والدة هوار يطوي خلاف ولدها مع يونس  

حمود يتابع مع الصحفي التزام اللاعبين بالنوم المبكّر

كيف أمضى لاعبونا أوقاتهم في “بانكوك وكوالالمبور”؟

(الحلقة الخامسة)

كتب: كاظم الطائي*

لقاء منتخبنا الوطني مع نظيره التايلندي في افتتاح البطولة الآسيوية بنسختها 14 التي أقيمت عام 2007 والذي انتهى بتعادل الفريقين بهدف واحد لكلّ منهما، شهد خلافاً بين الكابتن يونس محمود وهوار ملا محمد إثر جملة كرويّة لم ترق لهما، وكاد أن يتطوّر الموقف داخل الملعب لولا حنكة الكابتن يونس الذي تجاوز الموقف وتفرّغ للعب، وسَجَّلت تلك اللقطة بعض كاميرات النقل المباشر.


اقتراح عُماني

تجاذبتُ أطراف الحديث أثناء تناول وجبة الفطور الصباحي مع موفدي قناة الكأس القطريّة الذين جاوروني السكن في فندق “ريدسون” ببانكوك، وتطرّقنا إلى خلاف يونس وهوار، واقترح الزميل الإعلامي العُماني علي أحميد موفد الكأس أن يجري لقاءً معهما، وطلب أن أبْلِغَ رئيس الوفد العراقي ناجح حمود بهذه الرغبة، وبالفعل أيّد الأخير الفكرة حال طرحها عليه.

لقاء قناة الكأس

اصطحبتُ في اليوم التالي من مباراة تايلند، الموفد والمصوّرة التونسيّة العاملة في القناة وزميل آخر عبر حافلة صغيرة مخصّصة لتنقل مراسلي قناة الكأس خلال البطولة، وتوجّهنا صوب مقرّ إقامة منتخبنا الوطني واستقبلهم ناجح حمود ناجح بالترحاب والتقدير، وتم إجراء اللقاء في غرفته عقب الانتهاء من تناول وجبة الغداء التي اعتذروا عن تناولها مع الوفد لارتباطهم بالتزامات مهنيّة بالرغم من إلحاح حمود على ضيافتهم، والجدير بالذكر أن الزُملاء رعد ناهي ورافق العقابي وأحمد قاسم حضروا معنا لقاء يونس وهوار التلفازي.

اتصال واعتذار

المبادرة الجميلة في الموضوع أن والدة اللاعب هوار التي رحلت قبل أعوام “رحمها الله” اتصلت بالكابتن يونس محمود وقدّمت اعتذارها نيابة عن ولدها، ودعتهُ بصفته كابتن المنتخب إلى الصُلح وتكريس المحبّة بين اللاعبين، ونسيان ذلك الموقف، ووعدها يونس خيرًا وشكرها كثيرًا على اتصالها، والحمد لله انتهى الخلاف بتفهّم اللاعبين لما جرى لهما أمام ملايين المشاهدين، وكشفت مباراة أستراليا عُمق العلاقة بين الاثنين بعد تسجيل أحّد الأهداف في المرمى الأسترالي وقيامهما بالاحتفال بصورة جميلة أفرحت الجميع.

إياك أعني واسمعي يا جارة!

في مباراة تايلند، وحينما سجّل يونس محمود هدف التعديل في الدقيقة 32 برأسيّة رائعة لكرة مُرسلة بإتقان من صالح سدير، احتفل نشأت أكرم وصالح سدير وباسم عباس وعلي حسين رحيمة مع يونس الذي طلب منهم أداء قفزات الكنغر كإشارة إلى سعي الأسود لهزيمة منتخب أستراليا في المباراة التالية، وهذا ما تحقق لهم.

جولة ليليّة مع حمود

تواجدي في مقر إقامة الوفد العراقي مساءً لمتابعة أخبار الوفد والخروج معهم في التدريب المسائي وتناول العشاء والمكوث في غرفة الضيافة التي تستقبل عادة رئيس الاتحاد الكابتن حسين سعيد ورئيس الوفد وكابتن الفريق يونس محمود وكاتب السطور والزميل وليد طبرة والإداريين حقي إبراهيم والراحل (أبو سجاد) صبيح محيبس والدكتورعبدالكريم الصفار أتاحت لي أكثر من مرّة أن أرافق ناجح حمود في تفقد غرف اللاعبين بعد الساعة العاشرة مساءً حسب الاتفاق المُحدّد لخلود اللاعبين إلى أسرّة النوم في تلك الساعة المُبكّرة، وأتذكّر لمرّتين وجدنا الكابتن يونس محمود أمام غرفته وحينها استغربَ رئيس الوفد عن سبب تأخره وعدم نومه ليأخذ قسطًا من الراحة والوقت يقترب من 11 مساء وهو يرتدي ملابس اللعب! فأوضح أبو ذنون أنه يبحث عن خيط وأبرة لرتق قميص اللعب وهنا دعاه أبو سلام أن يسرع بإنجازه.

فرح .. وتآلف

في بعض المرّات وخلال تواجدي في فندق الوفد العراقي أجد حالة المرح بين أعضاء فريقنا أبطالها نشأت أكرم وصالح سدير ومحمد ناصر وآخرين وضحاياها يتقبّلون المُزحة التي تزيد من التفاعل والرغبة في إضفاء أجواء مفرحة تبعث على التآلف الإيجابي وكسر رتابة المكان والتفاؤل بتسهيل صعوبة المهمّة.

“المطاولة” مع الكرة

أما أبرز الألعاب التي اعتاد بعض اللاعبين على مزاولتها هي “المطاولة” في تمرير الكرة من دون توقف في ممرّات مقرّ الإقامة وبيان من يسيطر على الكرة المشتركة وردّها بالقدم والرأس والصدر (أي معرفة مدى إمكانية اللاعب في توظيف مهارته لأجل الاستمرار بأداء تمرير الكرة أطول مدّة من دون خطأ) ومن لم يسيطر على الكرة يُعد خاسرًا! والمثير أن تلك المنافسة التي تابعتها بين عدد من لاعبينا ومنهم الكابتن نشأت أكرم وأحمد عبد علي كوبي وآخرين كانت من ضمن التدريبات اليوميّة لمنتخبنا الوطني في ملاعب بانكوك حيث يتم تقسيم التشكيلة إلى دوائر تضمُّ كُل دائرة عدّة لاعبين ويتم اختبار القدرات بالدفاع والهجوم والتركيز على إرسال الكرة بصورة متقنة للزميل الآخر مع محاولة الدفاع واقتناص الكرة وإحباط الإرسال الجماعي.

الرسائل الصحفية

الحارس الأمين نور صبري الذي لم يستقبل سوى هدفين في البطولة الآسيوية من تايلند واستراليا، حرص على متابعة بعض المواقع الرياضيّة والاطلاع على بريده الإلكتروني من خلال “لابتوب” لا أعرف هل جلبهُ معه أم اشتراه في بانكوك، وقد حفزني لأن اصطحب جهاز الحاسوب المحمول في المهمّة المقبلة تسهيلاً لعملي الصحفي، وكنتُ حينها انتظر زمناً ليس بالقصير كي أبعث رسالة صحفيّة لمختلف الصحف والمواقع في مركز أنترنيت الفندق، وعادة أكتب على الورق ما أريد إرساله قبل تحويله إلى الحاسوب، واضطررتُ في إحدى المرّات بعد انتظار حتى ساعة الفجر أن أكلّف الزميل رافق العقابي بإرسال ما أكتبه إلى الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية لاسترح بعض الوقت قبل النهوض الصباحي لمرافقة الوفد في تدريباته ومبارياته.

( يتبع )

————————-

* الموفد الصحفي مع المنتخب

 

أنشر عبر

شاهد أيضاً

غولف السعودية تطلق مبادرة “الأحد الوردي” في بطولة أرامكو   

  شينزين/ خاص بـ ( فوز ) حققت سلسلة أرامكو المقدّمة من صندوق الاستثمارات العامّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *