(فوز) توثق رحلة الانتصار الخالد لأسود آسيا 2007

 

كوالالمبور شهدت ملحمة عراقية بهزيمة “الشمشون الكوري”

تدريب سواريز اللياقي أذهل المُراقبين .. وركلة “حيدر ” حبَسَتْ الأنفاس!

مدرب كوريا بحث عن حافلة منتخبنا بعد نهاية المباراة!

الريان القطري يُكلّف أحمد راضي بتسهيل تعاقده مع هيثم كاظم! 

(الحلقة الثامنة)

كتب: كاظم الطائي*

الفوز على فيتنام في رُبع نهائي بطولة أمم آسيا بكرة القدم بهدفي الكابتن يونس محمود وضع كرتنا أمام عهد جديد سبق أن بلغتهُ من قبل منذ انطلاق المسابقة في العام 1956 ودخول العراق منافساتها لأوّل مرّة في العام 1972 إذ نال المركز الرابع في العام 1976 وكرّر ذلك المركز في العام 2015 في أستراليا وحظي ببلوغ رُبع النهائي في نسخ أخرى من بين 10 مشاركات لكرتنا في هذه البطولة وكانت نسخة العام 2007 هي السادسة في تأريخه.

تشكيلة فريقنا فقدت لاعبًا مهمًّا في لقاءات أمم آسيا في العام 2007 بسبب الإصابة، وغاب عن آخر مباراتي “أسود الرافدين” وهو الكابتن هيثم كاظم طاهر الذي شارك في لقاءات منتخبنا أمام تايلند وأستراليا وفيتنام وغاب عن لقاء سلطنة عُمان بسبب الانذارات ومنعته الإصابة من اللعب أمام كوريا الجنوبيّة في نصف النهائي وختام أمم آسيا مع المنتخب السعودي.

احتراف هيثم كاظم

وكان معلّق مباراتنا مع فيتنام في رُبع نهائي أمم آسيا الزميل رعد ناهي قد أشار في إحدى تعليقاته عن المباراة إلى أن هيثم كاظم طاهر يخوض اليوم مباراته وهو يحتفل بذكرى ميلاده بنفس يوم المباراة، وللأسف أصيب هذا اللاعب في الرُبع الأخير من اللقاء وغاب عن نصف النهائي والنهائي، وفقد فرصة تمثيل أحّد الأندية القطريّة المتقدّمة التي كلّفت الكابتن الراحل أحمد راضي للتمهيد باحتراف لاعب أربيل في حينها لتمثيل نادي الريّان أو نادٍ آخر، لكن بعد الاستماع إلى رأي طبيب المنتخب العراقي الدكتور عبدالكريم الصفار عن مدى درجة إصابتهِ وسلامتهِ أشار  إلى نوع الإصابة، فتم اختيار  جاسم محمد غلام وباسم عباس لهذه المهمّة، وتم توقيع عقد احترافهما وأضيفا إلى أسماء أخرى تواجدت في الدوري القطري مثل “نشأت أكرم ويونس محمود وكرار جاسم ومحمد ناصر شكرون وقصي منير ومهدي كريم وعلي حسين ارحيمة” فضلاً عن احتراف هوار ملا محمد وعلي عباس وصالح سدير ونور صبري وآخرون في دوريّات عربيّة وآسيويّة وأوروبيّة لما قدّموه من أداء جيّد ومستوى رائع في البطولة التي حملوا كأسها بجدارة.

لياقة بدنيّة عالية

اتسمت المشاركة العراقيّة في بطولة أمم آسيا باتساع مديّات اللياقة البدنيّة للاعبينا جرّاء تواجد مدرب اللياقة البرازيلي فرناندو سواريز في تشكيلة الملاك الفني المساعد للمدرب البرازيلي جورفان فييرا، وقد نقل لي أكثر من لاعب جديّة هذا المدرب في تهيئة اللاعبين بدنيًّا وأهدى أحّد الأجهزة بعد انتهاء البطولة للاعب هيثم كاظم الذي قال لكاتب السطور أنه استفاد كثيرًا من تدريبات سواريز ونصحهُ وحرص على تجهيز اللاعبين بصورة مُشرّفة بانت تفاصيلها بدقة في لقاء منتخب كوريا الجنوبيّة في نصف النهائي حيث خاض لاعبونا أكثر من 120 دقيقة بشوطين أصليين وإضافيين برتم واحد تصاعد مع تقدّم وقت المباراة للحظاتها الأخيرة فاق التوقع وقهرت لياقتنا تشبّث الكوريبن بأمل انخفاض عطاء فريقنا في الأوقات الحرجة، لكن هذا السلاح كان وبالاً عليهم.

كان عقد سواريز مع منتخبنا الوطني يبلغ 10 آلاف دولار شهريًّا، لكن نتاجه ودوره الفني أكبر بكثير من قيمته الرقميّة، وفي سنوات لاحقة وجّهت له دعوة لتدريب منتخبنا، لكنه رفض وأكّد ارتباطه بعقد احترافي يمنعهُ من العودة للعراق وتربطه مع لاعبينا علاقات متينة وتواصل دام لسنوات.

حسم ركلات الجزاء   

سألني أحّد الحاضرين في مكان تواجد الإعلاميين في ملعب “كوالالمبور” ويعمل سكرتيرًا لتحرير صحيفة إماراتية “مصري الجنسيّة” عن مدى قدرة حارسنا نور صبري على ردّ ركلات الجزاء بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، فأجبت (أن الأمر يعود إلى رعاية الباري عزّ وجلّ في ظل قدرات الفريق الكوري الجنوبي وتمتع لاعبيه بمهارات أكثر وخبرات دوليّة). وكاد حيدر عبدالأمير أن يضيّع ركلته التي حاول الحارس الكوري مسكها، لكنها هربت من يديه بصورة عجيبة وحبست أنفاس الجماهير العراقية للحظات، ومنحتنا الأمل لتحقيق فوز لم نحظ به في أيّة نسخة سابقة للبطولة القاريّة، وهكذا أجاد اللاعبون هوار ملا محمد وقصي منير وأحمد مناجد في تسجيل الأهداف بكرات واثقة، وتمكّن الحارس المبدع نور صبري من ردِّ كرة وأهدر اللاعب الكوري إحدى الركلات ليفوز منتخبنا بجدارة ويصل ختام البطولة. لاحظتُ الحزن على جموع مشجّعي “الشمشون الكوري” الأكثر عددًا في ملعب المباراة وهُم يرتدون قميص منتخب بلدهم.

تهاني فيربيك

المدرب الكوري الهولندي بيم فيربيك قدّم التهنئة للاعبينا والوفد العراقي خارج الملعب، وصعد إلى حافلة فريقنا وبارك للجميع التأهّل وأخذ يصافحهم بحرارة فردًا فردًا من بداية المقاعد الأماميّة حتى آخر مقعد في المؤخرة، وسط تصفيق أعضاء الوفد.

وبعد وصول الحافلة بوّابة الفندق أقام اللاعبون والملاك الإداري والطبي احتفالاً عفويًّا ردّدوا الأغاني الرياضيّة والوطنيّة وهتفوا للعراق.

أمسية احتفاليّة

نظّمت إدارة الوفد بالاتفاق مع السفارة العراقيّة في ماليزيا أمسية احتفاليّة في مطعم ومنتدى عراقي في العاصمة الماليزيّة كوالالمبور استمرّ حتى ساعة فجر اليوم التالي تضمّن تناول الطعام العراقي وأجواء تراثيّة مع أنغام الألحان الوطنيّة بحضور مستشار رئيس الوزراء لشؤون الشباب والرياضة بسام الحسيني، وأركان السفارة، والإعلامي الراحل سمير عوّاد ورئيس وأعضاء الوفد العراقي والكابتن حسين سعيد والدكتور عبدالسلام الكعود والمشجّعين الراحل قدّوري ومهدي الكرخي، ومواطنين عراقيين مقيمين في ماليزيا.

( يتبع )

* الموفد الصحفي مع المنتخب

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

باريس تفتتح الأولمبياد بمسيرة نهريّة وإجراءات أمنيّة مشدَّدة!

  متابعة – فوزعدسة / قحطان سليم  احتفت العاصمة الفرنسيّة باريس أمس (الجمعة) بإيقاد شعلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *