(فوز) تنفرد بنشر مسودة الميثاق الوطني العراقي للتربية البدنيّة والرياضة

 

بغداد/ فوز

كشف الدكتور باسل عبدالمهدي، عن مسودّة الميثاق الوطني العراقي للتربية البدنيّة والرياضة، التي كُلِّف بإعدادها صُحبة المرحوم الدكتور لؤي المصرف .

كان مؤمّلاً أن تأخذ طريقها للتشريع في مجلس النواب لولا الظروف السياسيّة والأمنيّة التي عمّت البلد حينها وبسبب  تأثيرات التقاطعات السائدة في قوانين ولوائح ونظم مؤسّسات الرياضة إجمالا .

لقد حرص عبد المهدي خلال الحقبتين المنصرمتين في كتاباته ومقالاته التمسّك بنشر ثقافة بأفكار حديثة تحاول أن تحدّ من دابر التقاطعات والاجتهادات المصلحيّة وإدارة المؤسّسة الرياضيّة قانونيًّا ووضع قاعدة أو أحكام تمنع حالات التشظّي والمزاجيّة والتفرّد واحتكار الموقع مثلما هو سائد اليوم .

تنفرد جريدة ( فوز ) الرياضية بنشر نصّ مسودة الميثاق أعلاه ( للمرّة الأولى ) تزامنًا مع رحيل روح المرحوم الدكتور لؤي المصرف إلى باريها قبل أيام كما أكّد ذلك عبد المهدي .

إن الإيمان بحتميّة مواجهة التخلُّف السائِد في ظلّ غياب نصوص رصينة ضمن مدوّنة لميثاق يُعد مرجعيّة قانونيّة يركن إليها كخطوة جادّة نحو اكتمال وضع سياسة عراقيّة تتماهى مع متطلّبات الرياضة وبيئة المجتمع في هذا البلد .

آملين أن تتناولها أفكار وأقلام الباحثين والمتابعين من مختلف التخصّصات بالإفاضة والتقويم لتفعيلها بما يتواءم مع واقعنا الرياضي الفاقِد لأمور تنظيميّة تستند إلى حداثة فكريّة تمهّد وترشد إلى الرياضة وممارسيها ومؤسّساتها كافة الطريق القويم لتحقيق النتائج المرجوّة بدلاً من الإدعاءات الإعلاميّة والتكتلات المستمرّة وفضائحها، وكذلك الاستغلال غير المنتج للتخصيصات الماليّة التي تغلب على معظم مواقع القرار في رياضة بلدنا الحبيب.

 

فكرة تحرير مدوّنة الميثاق 

في مطلع عام 2004 ومع إعلان تشكيل ما أطلق عليه حينها “النُخب الرياضيّة في العراق “حرصت المجموعة على تنظيم العديد من الاجتماعات والندوات وورش العمل تخلّلتها حوارات علميّة وفكريّة أصدرت على أثرها بيانات تروم نشر ثقافة رياضيّة حديثة في بلدنا. نتيجتها أن انبثقت فكرة تحرير مدوّنة يطلق عليها: “الميثاق الوطني العراقي للتربية البدنيّة والرياضة ” كان مؤمّلاً أن تقدّم إلى الجهة المعنيّة في مجلس النواب لإقرارها كقانون يُعد مرجعيّة فكريّة يعود لها أطراف العمل الرياضي العراقي ومؤسّساته كافة لوضع حدّ لحالة التشرذم الفكري القائمة والسعي نحو بدايات جديّة في التفكير المؤسّساتي المُنظّم في إدارة وتنظيم شؤون الرياضة في البلد.

المجموعة كلّفتنا حينها والمرحوم “الدكتور لؤي المصرف” بإعداد مسودّة الميثاق المذكور التي انهيناها بنصوصها كما في تفصيلاتها أدناه .

اعتزازًا واحترامًا لفكر وجهود الأخ المرحوم المصرف نجد مناسبًا إعلانها ونشرها (للمرّة الأولى) ووضعها أمام المختصّين كمادّة للنقاش الساعي لتعزيز الفكر القانوني والعمل المؤسّساتي الرياضي في عراقنا الحبيب.
 

د. باسل عبدالمهدي*

أيار 2024 

 

الموجبات :

انطلاقاً من إيماننا بكرامة الإنسان العراقي وحقه في حياة مُرفهة وهنيئة واستنادًا إلى ما جاء في المادة 36 من الدستور العراقي الدائم، وإيماناً بأهميّة الدور الذي يمكن أن تمارسهُ التربية البدنيّة والنشاطات الرياضيّة في بناء وتعزيز شخصيّة الفرد بكُلّ جوانبها التربويّة والنفسيّة والذهنيّة والاجتماعيّة، إضافة إلى البدنيّة، وإقرارًا بحقوق المواطنين المدنيّة والسياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة دون أي تمييز على أسس عنصريّة أو دينيّة أو مذهبيّة وانطباقاً مع المبادئ التي أتى عليها الميثاق الدولي للتربية البدنيّة والرياضة شُرّع هذا الميثاق .

المادّة الأولى:

أهداف الميثاق  :

1- السعي الجاد لتمكين المواطنين ممارسة النشاط البدني المنظّم بما ينسجم مع رغباتهم وتبعًا لإمكانيّاتهم أفرادًا أو مجاميع وللجنسين على السّواء ولكُلّ الأعمار.

2- إجراء اللازم لتوفير الوسائل والخطط المطلوبة لتسهيل ممارسة التلاميذ وطلبة المدارس والمعاهد من الجنسين فرصة الاستفادة من الأنشطة البدنيّة والرياضيّة.

3- تمكين الأطفال كُل حسب رغباته وقدراته من فرص اكتساب المهارات الحركيّة والرياضيّة المتنوّعة ومساهمتهم الفاعلة في عمليّات قيادة الأنشطة واتخاذ القرار .

4- العمل على تفعيل دور الرياضة كواحدة من أهم الوسائل الموظّفة نحو تحقيق التفاهم والسُلم الاجتماعي، وكذلك نحو توطيد أواصر الصداقة والتعاون بين العراق والمجتمع الدولي .

5- السعي إلى توفير بيئة سليمة خالية من أي من أشكال العُنف والعدوان، وكذلك مُراقبة ومنع استخدام أي من المنشّطات والمواد المحظورة عند الممارسة الرياضيّة .

6- العمل على تشجيع وتطوير الدراسات والبحوث العلميّة والعاملين فيها من أجل بناء قاعدة سليمة ومتينة لتوسيع وتحسين نوعيّة وكميّة الممارسة البدنيّة والأنشطة الرياضيّة.

7- تشجيع وتنظيم مشاركة الأفراد في الأعمال والمهمّات الطوعيّة والمساهمة في إعداد وتنفيذ الخطط والبرامج والنشاطات الهادفة لنشر وتشجيع الممارسة البدنيّة والأنشطة الرياضيّة .

8- توسيع مدارك الأجيال الشابّة نحو ترسيخ ثقافة حماية البيئة ونبذ كُل الاستخدامات المُضرّة بهذا الخصوص.  

المادة الثانية:

المصطلحات المستخدمة وتعاريفها :

لاغراض  تنفيذ فقرات هذا الميثاق تعرّف المصطلحات المستخدمة فيه كالآتي :

– النشاطات البدنيّة: يفهم فيها ذلك النوع من الممارسة البدنيّة الحركيّة التي تهدف إلى تطوير مستوى اللياقة أو تحقيق حالة من الترويح لدى الممارس أو كوسيلة مساعدة للعلاج أو تحسين وتحصين مستوى الصحة العامّة للمواطنين في المجتمع .

– التربية البدنيّة: تمثل في محتواها عددًا من الفعاليّات البدنيّة الحركيّة التي تهدف إلى تنمية وتطوير القابليّات البدنيّة والذهنيّة والنفسيّة والاجتماعيّة للمشاركين فيها، كذلك اكتساب المهارات الحركيّة الرياضيّة وتمارس بإشراف منظّم من قبل المؤسسة التعليميّة التربويّة .

– الرياضة : هي النشاط البدني المُتسم بتوظيف المهارة عبر التنافس مع خصم بشكل فردي أو جماعي (فرقي) وتمارس بشكل منظّم وبإشراف مؤسّسة أو هيئة تحكمها قواعد وتعليمات مُعرَّفة ومُقرّة مُسبقاً لهذه الاغراض.

المادة الثالثة :

الحقوق  :

– إن ممارسة التربية البدنيّة والرياضة تعتبر حق طبيعي قانوني لكُلّ المواطنين العراقيين (كما جاء ذلك نصًّا في المادة 36 من الدستور).

– كما إن لكُلّ العراقيين ولكُلّ الأعمار وللجنسين الحقّ في الحصول على فرص متكافئة لهذه الممارسة البدنيّة في المؤسّسات الاجتماعيّة والتعليميّة الحكوميّة منها وغير الحكوميّة.

المادة الرابعة:

الأهداف  :

– تعمل التربية البدنيّة والأنشطة الرياضيّة على تنمية القدرات الذهنيّة والأوضاع النفسيّة والاجتماعيّة والحالة البدنيّة والصحيّة للفرد، الأمر الذي يستلزم ممارستها بشكل مستمر من قبل أوسع شرائح المجتمع العراقي .

– تعمل التربية البدنيّة والممارسة الرياضيّة على رفع درجات تمكّن الفرد من مواجهة متطلّبات وضغوط الحياة العصريّة ومشاكلها الأمر الذي يلزم المؤسّسات الحكوميّة وغير الحكوميّة على تقديم الجهد والدعم المعنوي والمادي للمواطنين لتسهيل مهمّة ممارستهم هذا النوع من النشاطات البدنيّة .

– تعمل المشاركة في الانشطة البدنيّة والرياضيّة على رفع مستوى اللياقة البدنيّة للمواطن، وذلك من خلال خطط وبرامج هادفة تعدّ وتنفذ لهذا الغرض.

– تسهم الرياضة العراقيّة في توطيد أواصر الصداقة والتعاون بين الشعب العراقي وشعوب العالم الأمر الذي يكفل تحقيق التفاهم والتعاون الدولي المشترك .

– اعتبار التربية البدنيّة رُكن أساس من أركان محتويات ومفردات المناهج الدراسيّة والتربويّة المُقرّة للمؤسّسات التعليميّة بكافة مراحلها ومستوياتها .

– تثبيت مادّة التربية البدنيّة والرياضة كمادّة تدريسيّة مُلزمة في مجمل مؤسّسات التعليم، وفي كُل مراحلها وتسهيل مهمّة ممارستها من قبل الأطفال والتلاميذ والطلبة بإشراف مدرّسين أكفاء تضمن لهم الاستفادة المباشرة منها داخل هذه المؤسّسات التعليميّة .

– تخصيص الوقت الكافي للحصص الدراسيّة الاسبوعية للتربية البدنيّة والبرامج الرياضيّة في نظام التعليم بكافة مراحله واعتماد برامج فاعلة ومؤثرة لهذا الغرض .

المادة الخامسة:

الرياضة :

– تتقيّد اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة مسؤوليّة تنفيذ مهمّاتها الأساسيّة في نشر الفكر الأولمبي وتأمين حزمة مفيدة من العلاقات الدوليّة الرياضيّة. كذلك تحرص اللجنة على إعداد المنتخبات الوطنيّة والأولمبيّة في مختلف ضروب الرياضة وتأمين مشاركاتها بشكل يكفل المحافظة على المُثل والقيم الرياضيّة، كما حدّد لها في الميثاق الأولمبي .

– كذلك تعمل اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة واتحاداتها إلى إعداد الرياضيين والفرق من ذوي المستويات العُليا وتهيئتهم للمشاركة في البطولات والمسابقات والدورات العربيّة والقاريّة والدولية والأولمبيّة بما يضمن تحقيق النتائج الطيبة لرياضة العراق بين دول العالم .

إن الإنجاز العالي في الرياضة وسُبل تحقيقه يعد واجبًا وطنيًّا ينبغي أن تلتزم وتساهم به بموجب تنسيق منظّم كافة الهيئات والاتحادات والأندية وكذلك معاهد ومراكز البحث العلمي .

– إن ممارسة الرياضة داخل المؤسّسات التعليميّة والتربويّة يجب أن يتماشى ويتناغم مع القيم والأهداف التربويّة للمؤسّسات هذه وبانسجام تام مع المُثل الأولمبيّة كما جاءت في ميثاقها وتحقيق روح المنافسة في ظلّ أجواء العدالة وتكافؤ الفرص للجميع .

المادة السادسة :

الواجبات والمساهمات  :

– تقوم المؤسّسات التعليميّة والتربويّة بوضع المناهج والبرامج اللازمة لتحقيق أهداف التربية البدنيّة والممارسة الرياضيّة المتجسّدة في بناء وتنمية شخصية الممارس بأبعادها المختلفة، إضافة إلى خلق قاعدة مشاركة عريضة للعديد من أنواع الرياضة وفعّالياتها وتمكين التلاميذ والطلبة فرصة اكتساب المهارات الأساسيّة لانواع الرياضات من خلال التصاعد المنظّم في أسلوب وطريقة ممارستها .

– تسعى الدولة وأجهزتها ومؤسّساتها التعليميّة والتربويّة على إعداد وتأهيل وتطوير وإعادة تأهيل الملاكات التدريسيّة والتربويّة والتدريبيّة في كافة حقول التخصّصات الرياضيّة والتربويّة والعلميّة المُصاحبة .

– تتكفل الدولة مسؤوليّة توفير كافة مستلزمات الممارسة الرياضيّة من أدوات وتجهيزات ومنشآت حديثة بضمنها الملاعب والقاعات والمسابح .

– تسهم المؤسّسات الأهليّة ومنظّمات المجتمع المدني في نشر ثقافة الممارسة الرياضيّة وفي تأمين تحشيد المواطنين وإعدادهم بما يكفل المساهمة الجماهيريّة المنتظمة في الأنشطة الرياضيّة .

– تلتزم أجهزة الدولة والمنظّمات غير الحكوميّة السعي لتأسيس مراكز للبحوث والدراسات العلميّة من أجل تولّي مسؤوليّة تشجيع المواطنين على المشاركة الفاعلة في النشاطات البدنيّة والممارسة الرياضيّة والارتقاء بمستوى الإنجازات الرياضيّة العراقيّة وصولاً إلى تحقيق غايات وأهداف حركة التربية البدنيّة والرياضة في المجتمع.

أخيرًا لابدّ من الإشارة إلى عنوانين غاية في الأهميّة يجب أن يتضمّنها الميثاق الوطني للعمل الرياضي في العراق لأجل أن تصبح مُلزمة التنفيذ:

أوّلهما: اختيار يوم مناسب من أيام السنة يُعد عيدًا للرياضة العراقيّة، تنظّم فيه فعاليّات ومهرجانات رياضيّة متنوّعة في كُلّ اطراف العراق، يتم فيه إعلان اختيار وتكريم رياضي ورياضيّة وفريق العام.

وثانيهما: السعي الجاد لتخليد وتكريم عوائل وأبناء شُهداء الرياضة العراقيّة من الأبطال أو الروّاد، والعمل على إطلاق تسمياتهم على المرافق أو الشوارع والساحات أو القاعات الدراسيّة والرياضيّة .

* أكاديمي متخصِّص في “السياسة الرياضيّة”

 
Virus-free.www.avast.com
 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

باريس تفتتح الأولمبياد بمسيرة نهريّة وإجراءات أمنيّة مشدَّدة!

  متابعة – فوزعدسة / قحطان سليم  احتفت العاصمة الفرنسيّة باريس أمس (الجمعة) بإيقاد شعلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *