عقوبات النجوم

 

رعد العراقي

نتحدّث دائمًا عن أسس النجاح في كرة القدم ونكتشف يوميًّا عوامل جديدة تشكّل جزءًا مكمّلاً لتلك الأسس وإن كان تأثيرها لا يظهر بشكل مباشر وعلني إلا أن التغاضي عنها وإهمال دورها ربّما يسبّب بهدم بناء كامل وجهود مبذولة وأموال مهدورة وخسارة لعمل منظومة متكاملة تبدأ بالإدارة والكادر التدريبي واللاعبين وتنتهي بحسرة المشجّعين!

لذلك، مفهوم الاحترافيّة الدقيق يُلخص بالبحث المستمر عن كُل ما يتعلّق بتعضيد النجاح والوصول إلى الأهداف المرسومة من خلال التعامل مع كُل المعاضِل والتفاصيل الصغيرة مهما كان حجمها بدقة وحكمة دون تركها أو إهمال الوقوف عندها ومعالجتها بسرعة قبل أن تكبر وتسبّب في إرباك خطط الوصول إلى الغاية.

ما ذهبنا إليه في بداية حديثنا يتعلّق بجانب مهم من عمل الأندية وخاصّة الجماهيريّة التي يبدو أنها لا تريد مغادرة حاجز الأداء الروتيني في معالجة المشاكل والانتقال نحو الفكر الاحترافي بالتعاطي مع كُل أزمة وفقاً لحسابات مصلحة النادي والوقت والأسلوب المُتبع في المعالجة بما لايؤثر على نتائج وموقف النادي في مسيرته بدوري نجوم العراق.

ليس من المنطق أن تتخذ إدارة أندية كالشرطة والزوراء قرارًا بإبعاد نجوم مثل علاء عبدالزهرة وحسين علي وعلاء عباس وإن كان بشكل وقتي في حين أن المنافسة على اللقب لم يتبق عليها سوى بضعة أدوار تحت ذريعة عقوبات انضباطيّة أو خلافات مع الكادر التدريبي وتفضّل المجازفة بمستقبل النادي وحظوظه في المنافسة دون أن تسارع فورًا في ردم فجوة الخلاف وفرض الحلول وتنقية الأجواء والانتصار لمصلحة النادي العُليا قبل التفكير بمفردة العقوبة التي لا تعني دائمًا هي الخيار الصحيح وخاصّة عندما تتقاطع وتؤثر على مسيرة الفريق وهو في الامتار الأخيرة.

بالتأكيد نحن لا نشجّع أو ندافع عن أي تصرّف أو تمرّد يصدر من اللاعبين وبنفس الوقت لا نريد أن تنحصر الحلول بالعقوبة والابعاد وخاصّة في وقت حسّاس ربّما يسبّب في ضياع جهود كبيرة بينما يمكن الركون نحو طاولة الحوار والاقناع وتفكيك أي اشكال ومن ثم تدوين كُل الملاحظات وتقارير التقييم الفني والانضباطي لكل لاعب ليكون متاحًا أمام الإدارة بعد انتهاء الموسم وقبل الإقرار على تجديد العقد معه إن ثبت عليه سوء السلوك وتعمّده إثارة المشاكل.

نقول .. تكرر الخلافات ومواقف تذمّر اللاعبين من الكادر التدريبي وخاصّة عند خروجهم من المباراة وإن كان البعض يفسّرها “حرص اللاعب” الذي يشعر بثقله كنجم وقدرته على العطاء، إلا أنها تبقى حالة مرفوضة تسيء لسُمعة الكرة العراقيّة في مشاهد تتناقلها كاميرات النقل خارج الحدود، وهو ما يفرض على الأندية اعتماد التعاقد مع كادر نفسي متخصّص يُسهم في معالجة الاختلال في التصرّف والتقليل من الضغط والشحن النفسي للاعبين داخل وخارج الميدان، ويكون مساعدًا في إيجاد الحلول السريعة لأي مُعضلة آنية، فوجود المعالج النفسي أصبح ضرورة لا بدّ منها وربّما أكثر أهميّة من بعض العناوين الفنيّة الفائضة ضمن الكادر التدريبي التي إن حضرت لا تعد وإن غابت لا تفتقد!  

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

مباراة الشراسة والدهاء!!

  رعد العراقي تترقب الجماهير الأرجنتينيّة لقاء منتخبنا الأولمبي لكرة القدم غدًا (السبت) في الجولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *