ضياع الفرصة الذهبية 

 

رعد العراقي

عام آخر مضى وأحداث ومواقف دوِّنت في ذاكرة التاريخ لتصبح شاهدة على رموز وشخصيّات تصدّت لمهمّة قيادة وإدارة الرياضة العراقية منهم من ترك أثرًا وبصْمَة تشهد له بالنجاح وأداء الأمانة والوفاء بالعهد ومنهم من زاد بعمر تربّعه على كرسي المنصب وحاله لازال ينطبق عليه مثل (إن حضرَ لا يُعد وإن غابَ لا يُفتقد).

لا نريد أن نُشخِّص بالاسماء من كان متميّزًا بعمله، ومن كان فاشلاً حدّ اليأس من تصحيح مسارهِ، إلا أن الحُكم سيكون ملموسًا أكثر من دون إثارة أو اتهام بمحابّاة أحّد حين يستعرض كل مسؤول مهما صغر أو كبر منصبه ما تحقق من إنجازات أو خطوات حقيقيّة باتجاه إحداث طفرة نوعيّة بالحداثة والتطوّر خلال عام ٢٠٢٣ ويعرضها على أنظار الجماهير ووسائل الإعلام لتكون شاهدة على منحه الاستحقاق الفعلي بالنجاح من عدمه، وليأخذ كلٌ حقّه بالدليل والحجّة عندها سنعلم من يستحقُّ البقاء، ومن عليه أن يرحل بهدوء لا مأسوف عليه.

نتذكّر جميعًا في فترة ما بعد ٢٠٠٣ حين شهدت ميزانيّة الرياضة العراقيّة وفرة ماليّة غير مسبوقة كانت تستهدف إعادة نشاط الألعاب الرياضيّة والتوجّه نحو إنشاء البُنى التحتيّة في محاولة لإحداث طفرة بالإنجازات والمنافسة بعد مرحلة من السُبات والتراجُع نتيجة الأحداث الأمنيّة التي اجتاحت البلد، إلا أن الجميع أيضًا يتّفق على أن تلك الأموال لم توظّف بشكل علمي دقيق وتسبّب سوء الإدارة في هدر الكثير منها من دون تحقيق شيء يُذكر، ومعها ضاعت فرصة ذهبيّة كان يمكن أن تُحدِث انتقالة كبيرة للرياضة العراقية على مستوى تطوير الألعاب، وكذلك المنشآت الرياضيّة فتحوّل مع الأسف الدعم المالي الكبير إلى سبب في تراجع وظهور شُبهات فساد مالي لازالت ملفّاته طيّ الكتمان!

فرصة جديدة قد تكون أمام الرياضة العراقيّة بدأت ملامحها عام ٢٠٢٣ حين توجّهت الحكومة إلى دعم القطّاع الرياضي وفتح مجالات واسعة ومهمّة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وهي خطوة يمكن أن تصحّح المسار لو عمل المسؤولون على استثمارها نحو مقاصدها الحقيقيّة وأغلقوا منافذ الهدر والإسراف غير المُبرّر، ووضعوا نُصب أعينهم هدف الارتقاء بالرياضة العراقية انطلاقًا من عام ٢٠٢٤ ليكون عام الإنجاز الحقيقي، وأن لا يتكرّر مشهد الحسْرة على ما ضاع منّا بسنوات النعيم والتُخمة المالية! 

أنشر عبر

شاهد أيضاً

ديوان الخليج

  محمد الجوكر تنظّم الكويت ندوة إعلاميّة قبل انطلاقة خليجي 26 وبمشاركة 100 شخصيّة إعلاميّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *