صرعة جديدة في نظام تخسيس أصحاب الوزن الثقيل

 

مواد غذائية بسعرات حراريّة عكسيّة التأثيرات

 

ترجمها بتصرف عن الألمانية :

د. باسل عبدالمهدي*

تقول آخر التقارير العلميّة بأن عددًا من خُبراء التغذية قد توصّلوا عبر تجاربهم إلى ما يؤيّد بأن تناول عدد من المواد الغذائيّة المعروفة، يمكن أن يقودَ إلى إزالة بعض الشحوم المُتراكمة أو يمنع عمليّة تراكمها على الأقل.
يُطلق على هذا النوع من الأغذية بالمواد المحمّلة بالسعرات الحراريّة سلبيّة أو عكسيّة التأثيرات. فعمليّات الهضم والتمثيل الغذائي في الخليّة الجسميّة للمواد هذه تستوجب توظيف مقادير أكبر من الطاقة لأن مجموع ما تحمله من السعرات الحراريّة هو دون ما يستهلكهُ الجسم منها لإتمام العمليّات أعلاه. عمليًّا، يعني ذلك بأن الإكثار من تناول مثل هذه المواد مع وجبات الغذاء يُمكن أن يقود إلى تزايد في عمليّات استهلاك الشحوم المُتراكمة في الجسم لأجل توفير الطاقة المطلوبة لتسيير عمليّات هضمها وتمثيلها الغذائي. إنها تتحوّل نتيجة ذلك إلى شكل من أشكال الطاقة في الخليّة الجسميّة وليست إلى شحوم مُتراكمة فيها .

بحث علمي أم دعاية لمنتجات صناعيّة؟
قبل أن نسترسل في التفصيل والبحث عن إجابات منطقيّة على العديد من الاستفسارات نرى بأن جهود العديد من الخُبراء تنصرفُ بالدرجة الأهم إلى زيادة تسويق عدد من المُنتجات الغذائية المُصنّعة ضمن سياسة متواصلة في العديد من البدع والصرعات التي تزدحم بها الواجهات الإعلاميّة والدعائيّة لنُظم الحميّات الغذائيّة المتنوّعة في مواجهة أهم أمراض العصر الحديث المُتمثل بداء السمنة وسُبل التخلّص من الشُحوم المُتراكمة في البدن.

ما هي أهم هذه المواد المُنحّفة؟
قائمة المواد هذه تضمُّ العديد من الخُضار كالقثاء والكلم والفجل والسلق والهليون والأرضي شوكي، كذلك تضمُّ كُلّ أنواع ما نطلق عليه (الخضرة) كالمعدنوس والكُرّاث والرشّاد والكرفس وما شابه. كما تضمُّ القائمة بعض الفواكه الحمضيّة كالكريب والسندي والليمون حامض .
منذ مُدة اعتادت الناس على تناول هذه المواد بسبب فوائدها الغذائيّة والصحية إضافة إلى أن الأكثار من تناولها يؤمّن المحافظة على رشاقة القوام بسبب خلّوها من المواد الدهنيّة، إلا أن عُلماء التغذية في حججهم الجديدة يؤكّدون أن المواد هذه تعمل (مهدّمة ) للشحوم وهي تؤثر بفعاليّة حين تكون الخليّة قد اختزنت مواد دهنيّة فائضة على شكل (شحوم ) .

الشحوم وطرق مهاجمتها :
معلوم،  في جسد الكائن البشري ومنذ ولادته تتكوّن عدداً من الخلايا الدهنيّة التي تستمرّ بالتزايد مع الزيادة الطبيعيّة الحاصلة في نموّ البدن وفي زيادة الوزن أيضًا. ومعلوم أيضًا بأن كُلّ تباطئ أو ضعف في عمليّات التمثيل والتبادل الغذائي داخل الخليّة الجسميّة يساعد على تحويلِ عددٍ من المواد كالكاربوهيدرات، أي (النشويّات والسكريات) إلى مواد دهنيّة تتجمّع وتخزن على شكل شحوم في انحاء متفرّقة من البدن وخصوصًا في منطقة البطن وحولها وهو ما يسبّب الزيادة التي تحصل في الوزن !
من المستطاع القيام بمهاجمة كميّات الشحوم هذه وطرحها خارج الجسم عندما يلجأ إلى توظيف واحدة أو أكثر من الطرق التالية :

اتباع نظام حمية غذائيّة (ريجيم) بالاستغناء أو التقليل من تناول المواد الغذائيّة التي تتحوّل بسهولة داخل الخليّة إلى دهون ثم شحوم كـ (السكريات) مثلاً.
اللجوء إلى ممارسة الرياضة والتمارين البدنيّة بشكل متواصل ومتزايد وتوظيف قدر أكبر من الطاقة المطلوبة لأجل تهديم وطرد الشحوم والحدّ من تخزينها داخل الجسم .
زيادة الاعتماد على تناول المواد الغذائيّة ذات السعرات الحراريّة المُعاكسة في تأثيراتها مع وجبات الطعام اليوميّة المأخوذة .

استهلاك أم حداثة؟
إن الطريقة الأخيرة أعلاه هي بالتأكيد الأسهل في نظر مروّجي هذه النظريّة كونها لا تتطلّب أي جهود بدنيّة إضافيّة ولا تتضمّن أي مُعاناة من جوع أو الاستغناء الكُلّي مع ما هو مرغوب من تناولهِ من الأطعمة، ولا تستلزم أيضًا التقيّد بتعاطي أي نوع من الحبوب أو الاقراص والمشروبات الطبيّة الكثيرة المُصنّعة لمثل هذه الأغراض .
يبدو من الكلام أعلاه بأن فيه كثير من المنطق المبني على حقائق علميّة وعمليّة معروفة، مارستها مجتمعاتنا (بعفويّة) وبساطة منذ أمد طويل سبق ظهور نظريّات التغذية الحديثة ونتائجها وقبل أن تظهر وتنتشر صرعات الحميات الغذائيّة وألوانها في عالم المنافسات التجاريّة وتسابق مؤسّسات البحث العلمي وخبرائها في العمل على تكيّفها وإخراجها بما يتلائم والمتطلّبات الاستهلاكيّة بما يطلق عليه اليوم بالمجتمع العصري أو الحديث!

ضمانات غير محدودة :
نعود لنفتّش في توضيحات أصحاب هذه الفكرة عن الضمانات المتوفرة لما يمكن أن يفقده الجسم من أوزان عند اعتماد مثل هذه الطريقة في نظام الغذاء المستخدم !
في معرض أجاباتهم يؤكّد هؤلاء، أنه في حالة وجوب تخفيض ما مقداره ( 10 كيلوغرام ) من الوزن الكُلّي للجسم، فإنه يكون يسيرًا على الشخص المعني باستخدام الطريقة هذه تخسيس ( 2-3 كيلوغرام ) في الأسبوع الأوّل، ثم ( 1-2 كيلوغرام) في كُل من الأسابيع اللاحقة. ويؤكّدون أيضًا أنه بالمستطاع إجراء تخسيس أكبر من المعدّلات المذكورة في حالة وجوب تجاوز تنزيل وزن الجسم أكثر من ( 10 كيلوغرامات ).
أما في حالات البدانة المُفرطة وحين تتعدّى الأوزان المطلوب تخسيسها ( 20 كيلو غراماً ) من وزن الجسم فإن باستطاعة الفرد عند الالتزام باتباع الطريقة الغذائيّة المذكورة تخفيض ما يصل الى حدود ( 6 كيلوغرامات ) من وزن جسمه في الأسبوع الواحد .
الغريب في الأمر، بأن دُعاة هذه النظريّة الغذائيّة يؤكّدون بأن مستخدميها، لا يتوجّب عليهم استخدام أي من الحميات الغذائيّة ولا إحداث أي تغيير كبير في نظام تغذيتهم اليوميّة، ولا حتى أي تغيير في أسلوب ممارسة حياتهم اليوميّة المُعتادة. ما عليهم إلا الأكثار من إضافة المواد الغذائيّة ذات السعرات الحراريّة عكسيّة التأثير مع مكوّنات طعامهم اليومي المعتاد. كما ويؤكّدون بأن تكون نسبة الربع على الأقل من كميّة كُل الطعام المتناول من المواد المذكورة للحصول على النتائج المرجوّة في عمليّة تخفيض وزن الجسم .

من الطبيعي أن تكون العمليّات هذه أكثر فعاليّة وسرعة حين تزداد مقادير هذه المواد في الوجبات الغذائيّة. أما في حالة الاعتماد الكُلّي على تناول هذه المواد ( فقط ) في وجبات الطعام، فإن مروّجي هذه الصرعة من الخبراء يؤكّدون ضمان عمليّات تخسيس الوزن ويضيفون إلى ذلك أيضًا بأن الجسم لا يعاود الزيادة في وزنه إذا ما أستمرّ استخدام هذه الطريقة في تناول الغذاء، كما لا تحصل أي تأثيرات جانبيّة تذكر، خلافًا لما يحصل عند استخدام نظام الحميات الغذائية الأخرى .

* أكاديمي متخصِّص في ( السياسة الرياضيّة)

أنشر عبر

شاهد أيضاً

“العِلم والأخلاق والمسؤوليّة” مُرتكزات المدرّب لصناعة الأبطال

  كتب: بهاء تاج الدين أحمد* المدرب، في أي مجال رياضي أو تعليمي، هو قدوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *