سيناريو الأسود الآسيوي.. 3 نقاط تحذيريّة والقادم أصعب

الدوحة / إياد الصالحي

لم يبذل لاعبو منتخبنا الوطني الجهود “فوق الطبيعيّة” في مباراة إندونيسيا التي جرت أمس الإثنين، في ملعب أحمد بن علي المونديالي، ضمن مباريات الجولة الأولى من المجموعة الرابعة لبطولة كأس آسيا المقامة في قطر، ووضعوا ثلاث نقاط في أوّل الطريق، وساروا بحذر نحو مواجهة “الساموراي” لحسم مصيرهم الجُمعة المقبلة قبل انتهاء الصراع على بطاقتي المجموعة الأربعاء 24 كانون الثاني الجاري بلقاء فيتنام.

امتلك مهند علي وأسامة رشيد وأيمن حسين كلمات السرّ الثلاث لفكّ شيفرة الكوري الجنوبي شين تاي يونج، مدرب إندونيسيا، الذي اعترف أنه لا يمكن لفريقه الشاب أن يُجاري منتخبات الشرق الأوسط، وانشغل بانتقاد الحكم الأوزبكي الجيز تاتاشيف متّهمًا أيّاه باحتساب الهدف الثاني للعراق برغم أنه جاء من حالة تسلّل حسب قوله!

التشكيل المتوازن الذي زجّ به خيسوس كاساس مدرب منتخبنا الوطني كان يفتقد إلى لاعبين مهمّين لديهما ميزتي السرعة والفطنة أحّدهما في المُقدّمة لاستغلال الكرات الطويلة خلف قلبي الدفاع الإندونيسي والآخر مدافع يسار يمكنه من قطع الكرات بسرعة والاندفاع للأمام دون تهوّر.

تقييد بايش

تأثير إبراهيم بايش يقلّ بمرور الربع الأول من كلّ شوط، ويبقى يُشاغل المدافعين من جهة اليمين، لكن من دون توغُّل منتظم الى منطقة الجزاء والمناولة بدقة كما جرت العادة في مناسبات سابقة كان يؤدّي دوره متكاملًا، ونعزو السبب ربّما الى توجيهات كاساس بتقييد واجباته، بينما الصحيح منحه الحرية في المقدمة حتى لا نخسر جهوده بالعودة للمساندة الدفاعية كونه لاعبًا مُقاتلًا يُسبّب الإرباك في صفوف الغُرماء، ولابد من إعادة النظر في ذلك.

وبرغم الثقة الكبيرة التي يتحلّى بها زيدان إقبال وحريّة التحرّك التي منحها اليه كاساس في التوغّل والمناورة خارج منطقة الصندوق، واستغلال أيّة فرصة لتهديد مرمى الحارس إرناندو أري، إلّا أنه ظهر مُقيّدًا هو الآخر في حالات كثيرة لم يُقدّم نفسه بصورة مثاليّة برغم لديه الكثير من العطاء للمنتخب بحُكم أنّ سنّهُ صغيرة ومهارتهُ فائقة.

حسنًا فعل كاساس بمنح أيمن حسين 30 دقيقة كونه يحتاج إلى وقت مضغوط يُقنّن في جهده ويُركّز على فرصهِ لاغتنامها بنجاح قبل فوات الأوان، ولهذا قدّم أيمن واحدة من أجمل عروضهِ مع المنتخب توّجها بهدف ولا أروع من وضع لا يُجيده إلا كبار الهدّافين، فضلاً عن انطلاقاته مع الكرة وبدونها، واختياره المواقع الصحيحة التي تُسهّل على زملائه صناعة الفرص، وهو ما نحتاجه مستقبلًا للعب هذا الدور عطفًا على قدرات أيمن في التميّز خلال أوقات محدّدة بدلاً من استنزاف قوّته البدنيّة لـ 60 دقيقة أو الوقت كلّه.

طاقة مُبدعة

أما المكسب الكبير للكرة العراقية في بطولة آسيا قطر 2023 هو اللاعب (الموسيقار) أمير العماري الذي لم يفجّر طاقة مُبدعة مع منتخب الأسود مثلما قدّم لمحات مُدهشة في تعامله مع الكرة في الاستلام والتسليم والتخلّص بمهارة فذّة في جزئيّات صعبة أثناء الالتحام. العماري ذكي جدًا في تمرير الكرات الطوليّة والعرضيّة، بما يُذكّرنا بلاعبين قديرين هُما الراحل ناطق هاشم ونشأت أكرم، مع الفارق أنه يطبّق واجبات دفاعيّة صارمة في لحظات الهجوم العكسي ومن ثم العودة للمساندة وزيادة الضغط الهجومي حتى استحقّ رجلُ المباراة هذه، ومُرشّح للاستحواذ على اللقب في بقيّة المباراة إذا ما واصل أداء دوره وفقًا لتعليمات كاساس وتصرّفه الشخصي حسب ظروف المباراة.

ولم يعد التجهيزان البدني والنفسي الحاليان يسمحان لعلي عدنان الاستمرار في اللعب وهو يرتكب الأخطاء بفعل تقادُم الزمن، وعدم مجاراته منافسين أصغر منه خاصّة عندما يتصدّى لإنهاء لقطع الكرة أو محاولة إيقاف هجمة سريعة من جهته. الإرباكُ والتظاهرُ بالثباتِ بعد الخطأ أمران ينبغي أن تتحرّك الإدارة الفنيّة للمنتخب بإيقاف علي واستبداله لئلا يزداد الأمر سوءًا في مباراتي اليايان وفيتنام، أما خبرته فلا تنفع في ظلّ الخرق الحاصل من جهته، شكرًا لعلي على ما قدّمه مع المنتخب الوطني، فالبطولة كبيرة وعناصر اليابان وفيتنام تمتاز بالتكتيك الهجومي المُباغت لزعزعة صفوف المدافعين، ولابد من إيقاف خطورتهم بعناصر تماثلهم بالمؤهّلات.

مفاجأة فيتنام!

تابعنا مباراة اليابان وفيتنام التي انتهت لمصلحة الأول (4-2) وخرجنا بانطباع شبه مؤكّد أن فيتنام قادر على قهر إندونيسيا وسيُفاجئ العراق ويخطف البطاقة الثانية إذا لم يضبط كاساس خطّ الدفاع بما ينسجم مع لاعبي الوسط حتى يتفرّغ المنتخب في كيفيّة حسم المواجهة بنقاط كاملة تحسُّبًا لفارق الأهداف أو أي أمرٍ آخرٍ يدعو أسود الرافدين لحزم حقائبهم لمغادرة الدوحة -لا سمح الله- خارج السيناريو الآسيوي المرسوم لهم من قبل اتحاد كرة القدم والملاك الفني.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

“تحليل كأس آسيا 2023” في مؤتمر مدرّبي المنتخبات

  متابعة/ فوز افتتح في مقرّ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في العاصمة الماليزيّة كوالالمبور، اليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *