محمد حمدي
اعترفُ وأقرُّ بأن الدقائق الثمان التي أضيفت إلى مباراة العراق واليابان لازال صدى تأثيرها النفسيّ عالقًا إلى الساعة في داخلي وربما لست الوحيد الذي أحسّ بهذا الشعور الصعب فقد لمسته بعيون ووجوه الإعلاميين العراقيين الذين كانوا بقربي في ملعب المباراة، ولكن للحقيقة نقولها أنه مع انقضاء الدقائق الأولى لعُمر الشوط الثاني من المباراة زادت ثقتنا بالفوز وبالتطوّر في احتواء منتخب اليابان الصعب بكل المعلومات التي تدعم مسيرته الأخيرة التي استعد بها جيّدًا لكأس آسيا.
المهم من نتائج هذه المباراة التأريخيّة أنها مفصليّة رفعت من سقف أمنياتنا وصولًا للظفر بكأسها ولا أجد أن ذلك من الصعوبة بمكان، فجميع عناصر التفوّق متوافرة اليوم المدرب الخبير ومجموعة اللاعبين المنسجمة والدعم الهائل من الجماهير والإعلام، فضلًا عن دعم الحكومة الكبير وأولها رئيس الوزراء الذي تواصل مع البعثة بسرعة ورفع من الحالة المعنويّة للجميع، يُضاف لهم التواصل من وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع ورئيس اللجنة الأولمبية الوطنيّة الدكتور عقيل مفتن وحضورهما معًا إلى الدوحة والوقوف على تحضيرات المنتخب بما لم نره أو نلمسه مع أي منتخب آخر ضمن البطولة .
إن كل ما طرحناه هو من قبيل الإيجابيّات التي يعلمها الجميع، والحقيقة إن كل ذلك لا يلغي المفاجآت التي يجب أن نتحسّب لها حتى لا تحدث معنا في مشوارنا المقبل من التصفيات التي نتمنّى أن يكون ختامها مسك لأن الصدمة ستكون كبيرة لا سمح الله إن حصل العكس، وكرة القدم تعطي لمن يقدّم لها داخل المستطيل الأخضر.
هنا تكمن حنكة المدرب الذي قالها بصراحة إن الفرق المنافسة ستنظر لنا بمعيار آخر وتحضير أشدّ في المباريات المقبلة، وهي حالة منطقيّة فإن تهزم بطل آسيا والمرشّح الساخن للقبها ليس بالأمر السهل ووصول منتخبنا الى مستوى فرق آسيا الأولى يعني الكثير للآخرين، بالمقابل فإن الفوز على اليابان اليوم لا يعني الظفر بالبطولة، فالمشوار مازال في بدايته ومقابلتهم مرّة أخرى أمر وارد الحدوث، وإن كان في نهائي البطولة، وإن مردودات القوّة والرهان لدينا هو تصاعد الأداء من مباراة الى أخرى نحو الأفضل الأمر الذي يُعيد الى الأذهان مشاهد بطولة آسيا ٢٠٠٧ وما حصل فيها مع المدرب البرازيلي فييرا.
أخيرا تحيّة خالصة الى جمهور العراق ومهمّتهم النبيلة التي جسّدوها ببسالة، وننتظر منهم المزيد في مُقبل المباريات لأن اللاعب رقم 12 كان هو الأفضل والأكثر تأثيرًا.