رَبْكَة آسيوية  

 

رعد العراقي

فوز أسود الرافدين في ثاني مبارياتهم في بطولة آسيا على الساموراي بهدفين لهدف أطاح بكلّ توقعات وخطط وأهداف المُحلّلين وعباقرة التدريب ممّن بصموا بتوقعاتهم بثقة على سهولة فوز اليابان في المباراة ومعه أجبر الكوادر التدريبية لبعض المنتخبات التي رسمت طريق وصولها إلى الأدوار المتقدّمة للبطولة بعيدًا عن مواجهة اليابان لمراجعة حساباتهم والتحضير ربما   لمواجهتهم وبقرار فرضه المنتخب العراقي.

ربكة آسيوية بصناعة عراقيّة خالصة أبهرت آسيا واستقطبت أنظار ودهشة منتخبات عالميّة فشلت في إيقاف المدّ الياباني الجارف الذي تلاعب بدفاعات منتخباتهم باختراقات وأهداف غزيرة من دون أن يجدوا الحلول في ترويضهم حتى بلغ الأمر إلى ترشيحهم بلا منازع لخطف اللقب الآسيوي، بل والذهاب نحو توقّع أن يكونوا أحد المنافسين لكأس العالم القادمة 2026.

ببساطة الأمر ليس بذلك التعقيد لو أننا راجعنا شريط المباراة وأمعنّا النظر في تفاصيل المواجهة فنيًّا ونفسيًّا سنجد أن الطرفين دخلوا أرض الملعب أحّدهم كان واثقًا من الفوز ومسترخيًا إلى حدود الإفراط بالثقة، وهو يقارن المنافس بمنتخبات عالميّة كالمانيا وتركيا والبيرو  وغيرها وفريق استنهض كل عوامل الثقة بالنفس والثبات وتسلّح بالتحدّي وأدرك أنه سيواجه منتخبًا صعبًا وعليه أن يحترمهُ وبنفس الوقت يظهر لهُ شراسة ونديّة في التحكّم بالكرة والتحرّك بسلاسة من دون خوف أو رهبة! فارتبك منتخب اليابان وانكشفت خطوطه الدفاعيّة واستقبل هدفين كان من الممكن زيادتها في وقت كان خط الهجوم الياباني لا يجد وسيلة لاختراق صلابة الدفاع العراقي .

درسٌ لن تنساه اليابان هكذا قال مدرّبهم (هاجيمي مورياسو) وأظنّ أنه كان صادقًا وجديًّا في تصريحه وسيعمل على معالجة الأخطاء وإيجاد الحلول لتفادي تكرار سيناريو الهزيمة الأمر الذي يجب أن تتحسّب له كُلّ المنتخبات التي يمكن أن تواجههم في الأدوار القادمة ولا نستغرب إن وصلت اليابان بعد درس العراق إلى المباراة النهائيّة بنتائج كبيرة لا ترحم بها المنافسين وهو خبر بالتأكيد غير سارٍّ ومُقلقٍ للغاية للمنتخبات الآسيويّة التي ستتأهّل للأدوار القادمة.

نقول..فوز الأسود كان بطعم الحصول على اللقب قبل أن تنتهي البطولة، ولابد أن يستثمر الكادر التدريبي واللاعبين تلك الدفعة المعنويّة نحو مواصلة المشوار بثقة وعزيمة صلبة تُربك المنتخبات التي ستدخل بتوجّس وحذر عند مواجهتها الأسود عطفًا على مشهد سقوط الساموراي!

نحتاج إلى التعامل باحترافيّة مع نشوة الانتصار وتحويلها إلى دافع بلا غرور لمواصلة السير نحو المباراة النهائيّة ونحن أكثر قوّة ورغبة في حصد اللقب حتى وإن شاءت الأقدار أن نلتقي اليابان في سيناريو سيكون مذهلًا لآسيا والعالم إن هزمناهم مرّة أخرى..  

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *