متابعة – إياد الصالحي
اِبتلى الإعلام الرياضي في العراق – منذ تشكيل قواعده التنظيميّة حتى يومنا هذا – بعدم وجود قادة حقيقيين يتملكّهم الاحساس بالإعلامي إذا ما تعرّض إلى نكسةٍ صحيّةٍ قاهرةٍ، يهرعون لإيجاد الحلول الرسميّة الناجعة بدلًا من تركهِ يستنجدُ عون هذا المسؤول وذاك بلا نتيجة، مع أن طوال عمل الإعلامي في المُحيط الرياضي لديه شراكة وأصالة بالمُنجز، لكن ما يجري يُثير الشجن لعدم توقف الاستغاثة بمسؤولي الحكومة لإنقاذ الإعلاميين من الأمراض والمصائب والحرمان من الحقوق!
منذ سنين عدّة، ينام المصوّر الرياضي الكبير داخل حمد على ظهره “مُجبرًا” نتيجة آلام الإنزلاق في الفقرات الثالثة والرابعة والخامسة، ولم يترك طبيبًا عراقيَّا إلا وخضع لفحوصات شاملة تحت يديه من دون أن ينجح في إنهاء آلامهِ المؤذية للنفس بشدّة وباتت لا تطاق ودعتهُ ليستنجد عبر جريدة (فوز) بمستشار الحكومة الدكتور إياد بنيان ( الرياضي السابق ) لعلّه ينقل بعُجالة معاناتهِ إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، ويساعدهُ على المُعالجة الشافية وعودة بهجة الحياة التي يصارع ظُلمتها بعدما أصابتهُ باليأس والعجز التام.
إضافة إلى آلام الفقرات، فقد حمد السمعَ والقدرةَ على الحركة، ولم يعد يستطيع التعايش مع وضعه الصحّي المتدهوِر كُل يوم، بل كُل ساعة، كما لا يتمكّن من توفير مبالغ باهظة لعمليّات جراحيّة كُبرى كونه مُتقاعد براتب مُحدَّد، ولديّه أسرة كبيرة تقاوم بشرف متطلّبات المعيشة الغالية لتهيئة أثمان أدويته والنفقات اللازمة لبقيّة شؤون الحياة كأي أسرة عراقيّة ملتزمة بالأعراف الإجتماعيّة ووفية للأرض والوطن.
حمد “الجندي المجهول” في رحلات المنتخبات الوطنيّة ومنافسات مسابقة دوري كرة القدم وبقيّة الرياضات خلال عقديّ الثمانينيّات والتسعينيّات وما تلته من سنين التغيير في النظام السياسي للبلد ما بعد 2003، نقل كثير المشاهدات الرياضيّة المُفرحة داخل الملعب وخارجه برؤيته المُحترفة، ووثق تأريخ الرياضة العراقيّة والعربيّة بكاميرا محمولة على كتفه، رفيقة عمله، لأكثر من 30 عاماً بثُقلها الذي لم يشعرهُ بالتعب وهو يتلذّذ بزهو تماهيه مع مطاردة الحدث وإسعاد الجمهور العراقي بلقطات ذكيّة تصطاد النجوم ووقع إبداعهم ورقصاتهم وبكائهم مع كُلِّ هدفٍ ومُماحكةٍ مع الكرة وصفارةٍ حاسمة، فكان حمد المصوّر رقم واحد في التوثيق المتنقل بهمَّته المهنيّة.
ترى أين العدالة في منح الحقوق ونحن نرى عشرات الرياضيين في ملاعب الكرة وأكثرهم صغار السن لم يكملوا خدمتهم للرياضة سنتين أو خمس ينالون الاهتمام من اتحاد اللعبة واللجنة الأولمبيّة ووزارة الرياضة إذا ما تعرّضوا للإصابة أو المرض أو أي حادث عارض، بينما تجاهلت كُل هذه المؤسّسات “داخل حمد” في وقت كان عديد مسؤوليها يمارسون التشجيع في المدرّجات أو يلعبون في الدوري أو المنتخبات، يتحيّنون الفرص كي تصطادهم عدسة حمد في لقطات فريدة وحركات لافتة؟!
رسالة ( فوز ) إلى المستشار الرياضي للحكومة الذي نتوسّم خيرًا في تلقفه هكذا مناشدة ليُبلغ الرئيس السوداني عن “داخل حمد” الذي يستحقُّ الوقفة الإنسانيّة العاجلة بما تتناسب مع خدماتهِ المؤثرة في الرياضة بشهادة أجيالٍ من أزمنة البطولات يقرّون بنموذجهِ البهيّ “عراقيّ مُبدع .. ورفعة رأس”.