إكرام زين العابدين
نجحت دولة الإمارات في حجز مكانة مهمّة في ارجاء العالم نظرًا للانجازات التي قدّمتها للبشريّة خلال السنوات الأخيرة والعقود الماضية، ولم يأتِ ذلك من فراغ، بل من خلال العمل الجاد في ظلّ وجود قيادات تعمل بجدٍّ واخلاص من أجل بناء بلدانها .
ولم تغب إمارة الشارقة عن المشهد الثقافي والعلمي والرياضي، بل أن نجاحاتها كانت حاضرة من خلال معرض الكتاب والمؤتمرات والبطولات الرياضيّة العديدة .
هذه الإمارة الجميلة التي سُمّيت بالباسمة نظرًا للروح الإيجابيّة التي تحملها وأنها تزرع البسمة والفرح على وجوه كُلّ أبنائها والقادمين اليها.
ومن حُسن حظّ العرب أن هذه الإمارة الرائعة تهتمّ بالرياضة النسويّة وتسعى الى تنظيم دورات متتالية للألعاب العربيّة المخصّصة للنساء، حيث افتتحت الجمعة الماضية النسخة السابعة من هذه الدورة التي تعدُّ أكبر حدثًا نسائيًّا تُشاركُ فيه 560 لاعبة من 15 دولة عربيّة وتستمرُّ لمدة 10 أيام.
من خلال متابعتنا لمنافسات هذه الدورة التي شهدت مشاركة أندية عدّة ضمّت لاعبات متميّزات أسهمن في زيادة التنافس من أجل الوصول الى منصّات التتويج العربيّة، لاسيّما وأن اللجنة المنظمة للدورة الحالية اعتمدت شعار (لكلّ بطلة حكاية ترويها الملاعب) لنقل رسائل إيجابيّة عن البطولة وأهدافها وقيمها للجمهور.
إن اختيار هذا الشعار جاء ليُترجم الرؤية التنمويّة الشاملة لدورة الألعاب للأندية العربيّة للسيّدات، ويُشرك الجمهور بثقافتها وقيمها، ويُرسّخ التفاعل بينها وبين اللاعبات، من خلال التعرّف إلى قصص النجاح في الوصول للقمّة، وينعكس ذلك إيجابًا على مُجمل الثقافة الاجتماعيّة .
ويظهر جليًّا الجهد الكبير الذي تقوم به اللجان المنظّمة للبطولة وكذلك اللجان الفرعيّة التي تضمُّ متطوّعات من أجل انجاح هذا العرس العربي المتميّز والذي أسهم في الارتقاء بالرياضة النسويّة وامكانيّة وصولها للعالميّة من خلال الدعم المتواصل لها.
إن الفرق المشاركة في هذا التجمّع المهمّ تضع نصب أعينها التنافس الشريف المطرّز بالحُبّ والطاعة والاحترام هذا الشعار الذي يَسموا فوق الجميع، ويسعى الى زرع الروح الرياضيّة الحقيقيّة بعيدًا عن تحقيق نتائج بطرق ملتوية أو غير نزيهة، وبالمحصّلة النهائيّة فإن الجميع سيفوز وليس اصحاب المراكز الأولى فقط، وستذكر الجميع بعد العودة لبلدانهم أن هذه المنافسات تركت ذكريات جميلة ستبقى محفورة في قلوبهم.
ولم تقتصر الدورة الحاليّة على المنافسات الرياضيّة، بل أنها شرعت إلى تنظيم مؤتمر دولي للطب وعلوم رياضة المرأة الذي سيقام تحت شعار (رؤية مستقبليّة للتأسيس والتطوير والإنجاز) بالتنسيق والتعاون مع مؤسّسة الشارقة لرياضة المرأة، وبمشاركة نُخبة من العُلماء والخبراء والأكاديميين والباحثين في مختلف مجالات الطب وعلوم الرياضة، وبحضور جمهور من اللاعبات والمدرّبين والحُكّام، والمهتمّين برياضة المرأة من داخل الإمارات وخارجها.
وسيتمّ خلال المؤتمر استعراض آخر التطوّرات والبحوث العلميّة في هذا القطّاع، وتوفير مساحة لتبادل الآراء والخبرات من أجل تطوير رياضة المرأة نحو الأفضل.