يعقوب ميخائيل
أكثر من تساؤل ورأي قد أصبح متداولاً في الوسط الرياضي بعد التغييرات التي حصلت في سُلَّم المسؤولية باللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة، وتحديدًا بعد أن تولّى الدكتورعقيل مفتن رئاسة اللجنة الأولمبيّة التي حتمًا بحاجة إلى تغيير جذري، بل وجوهري جرّاء ابتعاد الرياضة العراقيّة عامّة عن التخطيط وبرمجة العمل لأكثر من 14 عامًا بحيث أصبحنا بعيدين عن المُنجز الذي يليق بالعراق كبلد يزخر بالمواهب والطاقات الشبابيّة (الاستثنائيّة) ولكن دون جدوى!
لا نريد أن نفتح دفاتر قديمة كما يقولون، لأنها ستؤلمنا حتمًا!! ولكن نجد أنفسنا مضطرّين للعودة إلى تلك (الحُقبة) خصوصًا عندما نشعر بأننا أهدرنا (زمنًا) من حياة العراق والعراقيين دون (انتاج)!
إن الضريبة التي دفعتها الرياضة العراقيّة ليست فقط بسبب اخفاق الكابتن رعد حمودي في مهمّته باللجنة الأولمبيّة، بل حتى بسبب سكوت الكثير من أعضاء المكتب التنفيذي والهيئة العامّة المتمثلة بالاتحادات الرياضيّة، سكوتها عن الأخطاء المتراكمة التي رافقت العمل! ولذلك فأنها تتحمّل هي الأخرى جزءًا كبيرًا من المسؤوليّة عن الفشل الذي لحق سواء بعمل الأولمبيّة أم في عمل معظم الاتحادات الرياضيّة التي بعضها أصبحت (طابو) بأسماء بعض الشخوص التي مازالت تتبوّأ مناصبها دون أي منجز ودون أي مسوّغ قانوني يمكن من خلاله أن يجبرها على المغادرة كي تمنح الفرصة للعشرات من الكفاءات التي ربّما كان بإمكانها تحقيق الأفضل إلا أنها ظلّت مغيّبة عن المشهد الرياضي الذي ما برح يقترن بغياب القوانين الرياضيّة التي تحمي رياضتنا من اللاهثين وراء المناصب والمنافع الشخصية!
لا نريد أن نطيل الكلام، ولا نرغب أيضاً في إعادة (القوانة المشروخة) التي للأسف أصبحت حقيقة قائمة نتلمّسها كل يوم من خلال متابعاتنا لإعلامنا الرياضي الذي سيظلّ (مُنهمكًا) بكرة القدم دون أن يفكّر ولو للحظة بأن مسؤوليّته لا تقتصر على لعبة واحدة مهما تمتعت بشعبيّتها المعروفة!
واضح جدًّا أن الإعلام الرياضي يتحمّل جزءًا كبيرًا من مسؤوليّة الاخفاق الذي لحق برياضتنا (وبشراكة) مع اللجنة الأولمبيّة، بعد أن أصبحت الأضواء تسلّط بنسبة شبه متكاملة على لعبة كرة القدم فقط دون الرياضات الأخرى التي مازالت تعاني من التهميش والإهمال سواء من المسؤول أو الإعلام حتى تراجع مستوى رياضتنا في معظم الألعاب وهو السبب الرئيس الذي يدعونا للمطالبة بضرورة إيلاء أهميّة استثنائيّة لهذه الألعاب إن كنّا فعلاً نبحث عن البطل الأولمبي أو عن منجز أولمبي غاب عن العراق منذ دورة روما الأولمبيّة 1960 بعد أن اكتفينا ببرونزيّة الرباع المرحوم عبدالواحد عزيز أي قبل 64 عامًا بالتمام والكمال!
من المهم جدًّا أن نستفيد دائمًا من أخطائنا! وفي ذات الوقت يجب أن نعرف أن العراق قادر على استيعاب كُل أبنائه، وهو بحاجة إلى كُل كفاءاته دون أن يلزمنا الأمر اللجوء إلى (محاربة هذا وتهميش ذاك) من أجل مصالح شخصيّة ضيّقة! (فالبناء) يُحتِّم علينا نكران الذات، والعمل (بروح) الفريق الواحد سعيًا وراء استقطاب كُل كفاءة من اصحاب الخبرة لتقويم العمل على وفق مسارات صحيحة تعتمدها (العقليّة) العلميّة التي تسهم في إعداد البطل الأولمبي أو تحقيق المنجز الأولمبي على اختلاف الفعاليّات الرياضيّة!
ليس صحيحًا التفرّد بالقرار! وليس صحيحًا ايضًا إبعاد الكوادر الأكاديميّة من اصحاب الخبرة والاختصاص كما فعل الكابتن رعد حمودي من قبل، لأنهم جميعًا يسهمون في انجاح العمل والوصول إلى ما نتمنّاه جميعًا، وهو السبب الرئيس الذي يدعونا إلى مطالبة الدكتور مفتن بضرورة الاستعانة بلجنة خبراء يتم اختيارها وفق الكفاءة التي تسهم في بلورة افكار وطروحات جديدة تتماشى مع ما نطمح إليه جميعًا ولا بأس، بل من المهم جدًّا أن يكون من بين الاسماء المطروحة الدكتور باسل عبد المهدي (الموسوعة) والخبير الذي نراه يستحقُّ أن يكون (الذراع الأيمن) لرئيس اللجنة الأولمبيّة من أجل أختيار العناصر التي تستحقُّ أيضًا أن تضمّها اللجنة المذكورة (الخبراء) وفي نفس الوقت إعداد ورقة عمل أو خطط مستقبليّة عسى أن نرى العراق يعتلي منصّات التتويج في الدورات الأولمبيّة هذه المرّة.. والله من وراء القصد .