درجال.. أنت المسؤول عن دانيلو!  

 

يعقوب ميخائيل

ربما كثيرون انتظروا أن نتحدّث عن مباراة منتخبنا الأخيرة مع اندونيسيا خصوصًا وأنها شهدت أحداث مختلفة بين شوطي المباراة التي نجحنا في حسمها في الشوط الثاني، إلا أننا أرتأينا أن (نؤجّل) الحديث عن تلك المباراة لحين انتهاء مباراتنا المُرتقبة مع فيتنام لسبب نعتقدهُ في غاية الأهميّة أن الحديث لا يمكن أن يقتصر على مباراة واحدة فقط، وإنما عن (مسيرة) تصفيات بمرحلة متكاملة قد تحتاج إلى الكثير من المناقشة قبل الولوج في منافسات المرحلة الثالثة المؤهّلة التي لا تقبل حتمًا القسمة على اثنين كما يقولون!  

دعونا نترك الحديث عن مباراتنا مع اندونيسيا ونختصر كلامنا (اليوم) عن واحدٍ من المواهب التي غادرتنا دون عودة، بينما مازلنا نجهل أسباب تلك المغادرة التي تضاربت فيها الأنباء دون أن نصل إلى السبب، بل القناعة التي تجعلنا نتأمّل أن يكون اللاعب دانيلو السعد واحدًا من خياراتنا مرّة أخرى!

 قيل الكثير عن أسباب ابتعاد هذا اللاعب عن البعثة في المرّة السابقة منها،  أسباب نفسيّة.. وأخرى تأديبية.. ولربّما غيرها جعلت على أثرها تساورنا الشكوك بصحّتها خصوصًا وأن ما دار ويدور في وسائل الإعلام عبر منابره المختلفة يتفق إلى حدٍّ كبير على أن اللاعب دانيلو السعد عانى معاناة كبيرة وواجه (مُحاربة) غير متوقعة من قبل بعض اللاعبين وبالتحديد من حاول التنمّر بشخصه تعّذر مواجهته.. أي من قبل اللاعب دانيلو (وهو بهذا العمر) وفي نفس الوقت من الصعب أن يلجأ إلى إبلاغ إدارة المنتخب بمثل هكذا تصرّف (غريب) لم يتوقعه، بل لم يكن يومًا قد اعتاد عليه أو على شاكلته وهو يعيش في بلاد الاغتراب ممّا ولّد لديه صدمة كبيرة أدّت إلى مروره بوضع نفسي سلبي غير مسبوق بحيث جعله يطالب التخلّي والابتعاد عن المنتخب، بل مغادرة البعثة مع “سبق الإصرار والترصّد”!

قبل أن أدخل في تفاصيل هذا الموضوع سبق أن أشرت وفي مقال سابق أن الضرورة تحتم على الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يسعى لتوفير الأجواء المناسبة للكثير من لاعبينا المحترفين الذين عاشوا خارج العراق ليس القصد منها منح أفضليّة لهم على حساب لاعبينا في (الداخل) وبقدر ما تقتضي ظروف التنشئة التي تختلف كليًّا عن اللاعب الذي عاش وترعرع في البلد أي داخل القطر، (ويومها) عند الحديث عن هذا الموضوع كنا نمني النفس أن يتم الاستعانة بشخصيّة رياضيّة عراقيّة عاشت خارج العراق يتم اختيارها ضمن الكادر الإداري للمنتخب كي تستطيع أن توفر الأجواء (التوافقية) بين لاعبينا الذين عاشوا في الخارج وبين لاعبينا المحلّيين سعيًا وراء ردم الفجوة بينهم،ومن ثم العمل على توفير الأجواء المناسبة والصحية التي نُبعد من خلالها حالات (اللاارتياح) بين هذا أو ذاك قد تكون (المنافسة) لأجل الامساك بمقعد في تشكيلة المنتخب سببًا في حدوث مثل هذا (الشرخ) بين (طرفي المعادلة) إن صحّ التعبير! إلى حين اكتمال (النضوج) ويصبح الجميع (يشعر) أن المنتخب هو (مُلك) للجميع لا فرق بين من يلعب في (الجويّة) أو في (مرسيليا)!

بقدر ما يجب أن تُمنح الأفضلية لمن هو الأفضل عطاءً وأكثر قدرة على (خدمة) المنتخب! الوقت ليس متأخرًا.. وهي الجملة التي طالما ردّدها (الأجانب) في كُل مناسبة اقتضت الضرورة للاستعانة بها! ونحن بدونا نقول .. أن دانيلو يعد واحدًا من المواهب الجديدة التي يمكن أن (يخدم) مستقبل كرتنا لا يختلف عن مواهبنا الشبابيّة الأخرى كزيدان إقبال وعلي جاسم وكيفن يعقوب والكسندر أوراها.. جميعهم أبنائنا ونحن بحاجة لهم ولا بدّ من اتخاذ خطوة جادة من أجل اقناع دانيلو (عبر عائلته) من قبل الكابتن عدنان درجال وبالتشاور مع مدرب منتخبنا الإسباني خيسوس كاساس كي لا نفقد أيّة موهبة يمكن أن (تخدم) منتخبنا وتسهم في تطوير كرتنا العراقية .. والله من وراء القصد!   

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *