رعد العراقي
لم يكن خروج منتخبنا الوطني لكرة القدم، من بطولة كأس آسيا 2023 بالحدث السارّ، إلا إنه في ذات الوقت لا يرتقي إلى حدود الفاجعة نظرًا لعديد العوامل الإيجابيّة التي سُجّلت من خلال المشاركة ربّما تبعث في نفوس المتابعين والجماهير الكرويّة الارتياح والطمأنينة، وإن سادت الوجوه تعابير الحزن تحت مبدأ كان بالإمكان أحسن ممّا كان.
الحقيقة أن مستوى الأداء الفني بالمُجمل كان جيّدًا وإن ظهرت بعض الهفوات على مستوى خطّ الدفاع، وأظنّ أن حالة عدم الانسجام كانت متوقّعة عند أكثر المتابعين عطفًا على عمليّة التجريب وغياب الاستقرار التي شابت مرحلة الإعداد الطويلة دون الثبات على اسماء معيّنة يُمكن أن تُشكّل سدًّا من دون ارتكاب الأخطاء.
نتاج المشاركة تجاوز مرحلة الأُسس في البناء بعد أن ظهر المنتخب بشخصيّة قويّة فرضت وجودها بعد أن أجهز على المنتخب الياباني أقوى المُرشّحين في البطولة، وغيّر مسار المواجهات بشكل غير متوقّع ممّا آثار فضول وطموح بقيّة المنتخبات لمُقارعة الأقوياء من دون خوف!
تلك الميزة كانت على قدر كبير من الأهميّة تسهم في زرع الثقة لدى لاعبينا لما هو قادم من البطولات في تحدٍّ واجتياز أي فريق بغضّ النظر عن تأريخهِ ومكانتهِ في خارطة كرة القدم.
في المقابل، فإن جملة من الملاحظات الجوهريّة سُجّلت كعوامل سلبيّة أثّرت بشكل أو بآخر على أجواء المشاركة لابد من الوقوف عندها ومحاولة معالجتها لضمان عدم تكرارها مستقبلاً.
ولعلّ خطأ تجاهل مسألة تواجد أعداد من الصحفيين والإعلاميين وبعض الجماهير في نفس سكن بعثة المنتخب الوطني شكّل خرقًا في منظومة الانضباط والاستقلاليّة بعيدًا عن أي تأثيرات جانبيّة يمكن أن تفرضهُ عمليّة السماح باللقاءات الجانبيّة وما تنتج عنها من مشاكل ومضايقات كبيرة!
المسألة الأهمّ هو غياب التنسيق وفوضى اختيار العناوين الصحفيّة والإعلاميّة التي تمثّل واجهة البلد من دون أن يكون هناك ورشة عمل تثقيفيّة ورُخص عمل رسميّة يتم منحها قبل البطولة لكُلّ العناصر المرشّحة وبالتنسيق مع اتحاد الصحافة الرياضيّة من أجل ضمان التمثيل الصحيح والمهني ونقل صورة مثاليّة عن الواقع الصحفي الرياضي، وبخلافهِ يجري سحب الصفة من أي صحفي يتسبّب بالإساءة أو يُخالف ضوابط وشروط العمل المهني.
نأمل أن تُشكَّل لجنة متكاملة من الخبراء بمختلف التخصّصات الفنيّة والإداريّة والصحفيّة لتقديم دراسة متكاملة عن مُجمل المشاركة في نهائيّات كأس آسيا 2023 وتقديم المقترحات العمليّة لمُعالجة كُلّ الأخطاء لتكون منهاجًا وخطّة عمل لكُلّ المشاركات المستقبليّة لمنتخباتنا الوطنيّة.