خيارات كاساس واختلاف القناعات  

 

يعقوب ميخائيل

ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة أيضًا إزاء ما حصل من ردود أفعال سواء من قبل الجمهور أم الإعلام حول القائمة التي أعلنها مدرب منتخبنا الوطني خيسوس كاساس لمباراتي إندونيسيا وفيتنام برغم قناعتنا المُطلقة بأن القرار الفيصل يبقى للمدرب وهو المسؤول عن خياراته حتمًا!

هناك مقارنات كثيرة عن بعض اللاعبين الذين لم يتم استدعائهم، وتحديدًا محمد قاسم وحسن عبدالكريم قوقية وبسام شاكر، وربّما آخرين تجري مقارنتهم ببعض اللاعبين الذين اختارهم المدرب للمباراتين المقبلتين، ولكن في نفس الوقت يجب أن نعرف أن التشكيلة بغالبيّة عناصرها قد تصل النسبة إلى 90% أصبحت واضحة ومستقرّة على العكس من التكهّنات التي ظلّت سائدة من قبل بحيث امتدّت إلى التشكيك ليس فقط بقدرة المدرب، بل في عدم الاستقرار على التشكيلة بحسب ما يحلو للبعض وصفها !

لا اختلاف بأن المدرب هو المسؤول عن خياراته، وربّما يحاول المدرب (بحسب قناعاته) أن يمنح الفرصة لبعض  اللاعبين من جديد، ظنًّا منه (أي المدرب) أن ما حصل مع أيمن حسين قد يتكرَّر معهم أيضًا، بعد أن أثبت الأخير أحقيته في التشكيلة بعد عودته لمستواه المعهود وبقوّة والتأكيد على تلك الأحقيّة من خلال مباراة العراق واليابان (التأريخيّة) الأخيرة في بطولة آسيا بحيث أصبح أيمن حسين أوّل الخيارات حتى مع منتخبنا الأولمبي المتأهّل إلى الدورة الأولمبيّة المُرتقبة أيضًا!

قلنا رُبّما، أي لا يمكن حسم التكهّنات وما أكثرها خصوصًا عندما تُصدم بجزئيّات فنيّة في غاية الدقة تكون بعيدة عن (انظار) الجمهور ولا يتم تشخيصها إلا من قبل المدرب وطاقمه المساعد!

واضح جدًّا أن أكثر التساؤلات التي باتت تتردّد هنا وهناك:  لماذا بشّار رسن وصفاء هادي وليس (قوقيّة) ومحمد قاسم أو حتى بسّام شاكر؟ كما إن التساؤلات امتدّت إلى تفاصيل أخرى لربّما هي مقنعة لدى الكثيرين..هل من المعقول ليس هناك بدائل سواء من الدوري المحلي أو من لاعبينا المحترفين عن الاسماء سالفة الذكر التي (نعتقد) ليس بإمكانها أن (تخدم) المنتخب بعد أن مُنحَت الفرصة في أكثر من مناسبة!

قد تكون هناك بعض التكهّنات التي تدور في مخيلة الكادر التدريبي في جانب منح الفرص لبعض اللاعبين مختلفة عن قناعاتنا وقناعات الجمهور، خصوصًا أن مباراتي إندونيسيا وفيتنام قد تكونا الأنسب لمنح تلك الفرص كي يصل المدرب وطاقمه المساعد إلى القرارات الحاسمة حول التشكيلة النهائيّة قبيل الدخول في معترك المنافسة بالمرحلة الثالثة والنهائيّة من التصفيات، إلا أنه في الجانب الآخر يجب أن نعرف أن نتيجتنا في هاتين المباراتين ستؤثر ليس فقط على تصنيفنا، بل حتى على بقائنا ضمن كبار القارّة بحيث نتجنّب مواجهة بعض المنتخبات القويّة في المرحلة النهائيّة (الثالثة) من التصفيات المؤهّلة إلى كأس العالم وهو الشيء الذي يجب أن لا يغيب عن بال الكادر التدريبي أيضًا!  

عمومًا.. أهل مكّة أدرى بشعابها كما يقولون! ومهما تعدّدت الأسئلة والاختلافات فأنها تبقى مجرّد وجهات نظر تحتمل الخطأ أو الصواب.. ولكن في النهاية يبقى القرار للمدرب الذي لا تعلو على قناعاته وخياراته أيّة خيارات أخرى حتى إن أصبحت (بالملايين) لأنها ليست المسؤولة عن النتائج،  فالنتائج لوحدها هي التي تكون في الغالب سببًا في تغيير القناعات وبضمنها قناعاتنا أيضًا!

خلاصة القول .. سنبقى نحترم قرار المدرب ولا يمكن التدخل في خياراته التي لربّما تخضع إلى اعتبارات فنيّة أخرى نجهلها بضمنها عدم حاجته إلى بعض اللاعبين في الوقت الحاضر وسيصار إلى ضمّهم في المرحلة الأخيرة من التصفيات، أو قد تكون بسبب تعذر استدعاء بعض اللاعبين بسبب الاصابات التي غالبًا ما نرى المدرب يمنح اللاعبين المصابين الراحة والاستشفاء لفترات طويلة كي لا تعاود الاصابة ثانية وتكون سببًا في حرمانهم لسنوات.. كُل هذه الأمور وغيرها تبقى واردة، ولا يمكن التكهّن بـ (مفكّرة) المدرب الذي تبقى خياراته جزءًا مهمًّا من سُبل البحث عن النجاح طالما تمناه ويدرك أن (أدواته) هي الوحيدة التي تكون قادرة على تحقيق ذلك النجاح.. والله من وراء القصد.

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *