حيّا الله قطر   

 

أحمد عباس*

بعد أيامٍ قليلة تنطلق من على أرض الدوحة نهائيات كأس آسيا بكرة القدم والتي تعتبر البطولة الأبرز في أجندة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وسيكون العراق العظيم أحّد الدول المشاركة في تلك النهائيّات بعد أن اجتاز التصفيات المؤهّلة لها.

وفي الحديث عن الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت لوحدها وبامتياز كبير أن تنظّم أكبر وأهم بطولة لكرة القدم على مستوى كرتنا الأرضيّة وهي بطولة كأس العالم 2022 التي شاركت فيها المنتخبات المتأهلة من القارات الخمس، نجد أن قطر فعلت ما لم تفعلهُ أي دولة سبق وأن نظّمت نفس البطولة، فالملاعب والفنادق والطُرق ووسائط المواصلات والبُنى التحتيّة وتهيئة الأماكن السياحية والترفيهية والأمور اللوجستيّة الأخرى كانت على أعلى مستوى ممّا جعل الدول الأخرى التي ستُكلّف بتنظيم هذه البطولة في موقفٍ لا تُحسد عليه.

ما قامت به قطر في مونديال 2022  وما سبقها من بطولات قارية أو عربية سواء كرة القدم أو في الألعاب الأخرى كان وسيظلّ موضع فخرٍ واعتزاز لكلّ عربي.

لقد زرتُ قطر كثيراً، وشاركتُ في أكثر من بطولة خليجيّة كانت أو قاريّة عندما كنت أمينًا عامًّا لاتحاد كرة القدم، وحتى بعد ذلك، وفي كلّ مرّة ألمس التطوّر الهائل في قطر، وخاصّةً في ما يتعلّق بالجانب الرياضي (الذي يهمّني هنا) وآخر تلك الزيارات كانت في بطولة كأس العرب الأخيرة التي شارك فيها منتخبنا الوطني الذي تم اسكانه في فندق دوست D2 وهو من الفنادق الحديثة جداً وبمواصفات عالية الجودة (كما هو موجود في معظم فنادق الدوحة) وهو نفس الفندق الذي سيسكن فيه وفد منتخبنا الوطني في البطولة الآسيوية.

أجزم أن فنادق الدوحة هي الأفضل قياسًا عن ما موجود في جميع دول المنطقة وهذا يعني بالضرورة أن أي تفتيش أو تدقيق من قبل أي مسؤول عن أي منتخب للفندق الذي سيكون سكنًا لوفد منتخبه لا مبرّر له على الاطلاق فمثل هذا الإجراء يمكن أن يحصل في الدول التي تفتقر الى بُنى تحتيّة مؤهّلة أو فنادق بمواصفاتٍ عالية!

أذكر إني سافرت الى أوزبكستان في منتصف تسعينيّات القرن الماضي رئيسًا لوفد نادي الطلبة المشارك في إحدى البطولات الآسيوية وكان معي الإخوة د. ساهر برهان، والأستاذ عبد السلام الكعود، والصحفي الكبير الأستاذ صفاء العبد، وقام الجانب الأوزبكي بإسكان الوفد في فندقٍ لا يليق به في أطراف بعيدة عن العاصمة طشقند، فطلبتُ مقابلة المسؤولين فوراً في المقابلة طلبتُ نقل الوفد الى فندق يليق بالوفد العراقي في العاصمة طشقند، وبعد أخذٍ وردٍّ وتهديدي بانسحاب البعثة من البطولة والشكوى لدى الاتحاد الآسيوي خضعَ المسؤولين هناك لمطلبي وتم نقل الوفد الى العاصمة واسكانه في أفضل الفنادق هناك.

هذه الخاطرة ذكرتها هنا لكي أؤكّد أن الدوحة ليست طشقند، والتنظيم والضيافة والبُنى التحتيّة في قطر لا يُقارن بما موجود في أوزبكستان أو غيرها..

كلمات على السريع

الحرص مطلوب.. والقيادة الناجحة هي تلك التي تترفّع عن الصغائر ولا تغوص في تفاصيل هي من مسؤوليّة وواجبات الحلقات الأدنى!  

* أمين السر الأسبق للاتحاد العراقي لكرة القدم

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *