جمعيّتا “الرياضيون والإعلاميون” توصيان بأرشفة “الإصدارات” لحماية الإرث الإماراتي

 

أحمد الشريف: التوثيق الإعلامي ضرورة لحفظ التأريخ للأجيال ومنع “التضارب”

محمد الجوكر: مجلات الأندية لعبت دورها في انطلاقة الموسيقى والمسرح

عبدالله صقر : تكامل الرياضة مع الثقافة أساس بناء الشخصيّة المُستنيرة

كاظم محمد: مجلة “النصر” طرحٌ قويٌّ أثرى الساحة الرياضيّة

الدرمكي: مُشكلتنا في الإمارات أن تأريخنا الرياضي “شفهي”!

بصمة لحمصي وسالمين  و”الشقيقان عطا” وممدوح وبحيري في الإصدارات

 

دبي / فوز

أوصت الندوة الرمضانيّة التي عقدتها جمعيّة الرياضيين بالتعاون مع جمعيّة الإعلام الرياضي في دولة الإمارات العربيّة المتحدة بعنوان “دور الإصدارت الرياضيّة وتأثيرها  في مسيرة الإعلام والرياضة بالدولة” بضروة تعظيم الاستفادة من الإصدارات الرياضيّة التي رافقت مرحلة بدايات الرياضة الإماراتيّة لتكون إرثا للأجيال خاصّة المشتغلين والباحثين في الشأن الرياضي، كما دعت الجهات المعنيّة بالرياضة في الدولة لتبني توثيق وأرشفة الإصدارات الرياضيّة من صُحف  ومجلات ونشرات دوريّة عاصرت رياضة الإمارات منذ قيام الدولة لتكون مرجعيّة في المكتبة الرياضيّة تستفيد منها أجيال الوطن باعتبارها جزءًا من الحركة الرياضيّة والثقافية بالدولة بما تشكّلهُ الرياضة من دور أساس في المشهد الرياضي العام، وأوصت بتجميع نماذج من مجلات وإصدارات مرحلة البدايات في مكتبة واحدة على أن تحدّد بالتنسيق لتكون مقصدًا للباحثين الأكاديميين وذوي الاختصاص والمهتمين برياضة الإمارات.

وشهدت الندوة التي عُقدت في مجلس الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعيّة الرياضيين، والتي أدارها الإعلامي والمؤرّخ الرياضي محمد الجوكر،حضورًا رفيع المستوى لنُخبة من المؤسّسين والمُعاصرين وأصحاب البصمة في الإصدارات التي رافقت الحركة الرياضيّة منذ قيام دولة الإمارات العربيّة المتحدة.  

وافتتح الجوكر الندوة بقوله أن النشاط الثقافي للأندية كان مكثفًا في دولة الإمارات العربيّة المتحدة منذ قيام الاتحاد من خلال مجلات رياضيّة أصدرتها معظم الأندية من خلال منتسبيها في فترة السبعينيّات مُستشهدًا بمجلّتي ناديي الأهلي (شباب الأهلي حاليًا) والنصر والزمالك (الوصل حاليًا) على سبيل المثال، والتي ركّزت على الجوانب الاجتماعيّة والثقافيّة والقضايا المختلفة ما أسهم في تشكيل الثقافة على خلفيّة وجود لجان ثقافيّة لعبت دورها أيضًا في تشكيل فرق الموسيقى والمسرح لتمارس نشاطها في الأندية.


أخبار دبي والأزمنة العربيّة

وقدّم الجوكر عرضًا شاملا تضمن محطّات إصدار المجلات في الأندية ومنها أخبار دبي التي كانت أوّل دوريّة على مستوى الدولة برئاسة تحرير كمال حمزة 1965، وشكر الدكتور أحمد الشريف على استضافته الندوة في مجلسه،  منوّها بدورهِ في دعم العمل الإعلامي الرياضي حيث أصدر كتابًا موسّعًا عن الرياضة في دولة الإمارات، علاوة على سلسلة من الإصدارات العلميّة المختصّة في التربية البدنيّة والرياضة، كما نوّه الجوكر إلى دور شخصيّات بارزة عملت في مجلة النادي الأهلي التي توقفت ثم شُكّلت لجنة أصدرت مجلة الأزمنة العربيّة، وتطرّق الحديث إلى جريدة أبوظبي الرياضيّة التي كانت تصدر من نادي أبوظبي وغيرها من الإصدارات التي أثرَت الحركة الرياضيّة في الدولة.

 


حفظ الإرث يمنع التضارب

عقب ذلك تحدّث الدكتور أحمد الشريف مُرحّبا بالحضور ومؤكّدًا على أهميّة عقد الندوات واللقاءات الفكريّة التي تلعب دورًا في تشكيل الوعي لاسيما تلك التي تخصّ الجانب الإعلامي باعتباره الأساس في عمليّة التنوير والتثقيف بمجالات الحياة والرياضة منها على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن مجلس صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومجالس أصحاب السموّ الشيوخ “الرمضانيّة” العامرة تعدُّ القدوة في مناقشة القضايا الاجتماعيّة الهامّة على تنوّعها، واستلهمت منها الكثير من مؤسّسات الإمارات في استثمار الشهر الكريم في طرح ومناقشة القضايا الفكريّة والثقافيّة التي تخدم مسيرة التنمية المُستدامة في الدولة عمومًا والقطّاع الرياضي على وجه الخصوص.  

وأشار الشريف إلى أن الهدف من عقد الندوة هو التأكيد على أهميّة التوثيق في حفظ “الإرث الرياضي” لدولة الإمارات على اعتبار أن الإعلامَ جزءٌ لا يتجزّأ من الحركة الرياضيّة في دولة الإمارات من خلال الأجيال التي عاصرت مرحلة البدايات، وليساعد طلبة الجامعات والباحثين من أجيال الوطن المُتعاقبة الذين يتناولون التأريخ ما يفرض الحاجة لوجود معلومات صحيحة ومؤكّدة من مصادرها الأصليّة تلافيًا للتضارب حتى لا تظلم أجيال ساهمت في نشر الثقافة والفكر في مختلف المجالات، ما دعا لتنظيم الندوة وتبنّي الفكرة من خلال النُخبة التي عملت في فترة الستينيّات.

وتناول رئيس جمعيّة الرياضيين إسهاماته الشخصيّة من خلال رئاسته اللجنة الثقافيّة في نادي الشباب عام 1987 ثم عمله وكيلًا لقطّاع الأنشطة في وزارة التربية والتعليم، والذي ترأس خلالها تحرير ثلاثة مطبوعات اهتمّت بالشأن الرياضي وهي: مجلة أجيال، نشرة الرياضة المدرسية ومجلة الأنشطة الطلابيّة.

 

 

وتحدّث الأديب والقاص والروائي عبدالله صقر المدرب الأسبق لمنتخب الإمارات الأوّل لكرة القدم عن تجربتهِ في مجلة نادي الشباب، مبيّنًا أن بدايته كانت من خلال مقالات نشرت في مجلة نادي النصر التي بدأت في صورة نشرات ثم تحوّلت إلى مجلة، ثم ساهم مع مجموعة من الأصدقاء أصحاب الشغف بالكتابة في تأسيس نادي دبي وتم إطلاق مجلة الشباب الفصليّة التي صدر منها 14 عددًا، مشيرًا إلى أنه كان يجمع بين ممارسته لكرة القدم كلاعب ثم مدرب وككاتب نظرًا لتكامل الثقافة مع الفكر والرياضة في بناء الشخصيّة الإنسانيّة المُستنيرة القادرة على خدمة الوطن.

وتحدّث عبدالله بلهول أحّد الأقطاب التي أسهمت في دعم العمل الثقافي وظهور مجلة نادي النصر عن تجربته، منوّها لدور نادي طلبة عمان ” المدرسة الأحمديّة في الراس ” في العمل الثقافي حيث تأسّست فيه مكتبة لعبت دورها في التثقيف والاطلاع،  مشيرًا إلى أن أوّل لجنة ثقافيّة تشكّلت في نادي النصر.

وتناول المهندس كاظم محمد سعيد، أحّد الشخصيّات البارزة التي أسهمت في خروج مجلة نادي النصر إلى النور والتي تحوّلت فيما بعد إلى جريدة ذات تأثير قوي في الساحة الرياضيّة، تناول موضوع الدعم الذي أولاه الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم للعمل الثقافي، ودور حميد الطاير وجمعة جعفر وسالم صالح في إثراء مجلة نادي النصر التي انطلقت عام 1972 واستمرّت حتى 1978، كما نوّه بدور محمد عبد الكريم جلفار في تأسيس مجلة نادي النصر، كما أشار إلى تجربته مع مجلة أولمبياد التي كانت تصدر عن اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة الإماراتيّة.

وتحدّث الإعلامي أحمد ممدوح عن تجربته كأحّد أعضاء أسرة تحرير مجلة الهدف التي صدرت في بدايتها على نسق الصحف البريطانيّة الخاصّة بالنجوم عام 1992، ثم تطوّرت وأصبحت ذات بصمة خاصّة حظيت بانتشار واسع في الشارع الرياضي، كما استعرض تجربته مع المجلات الخاصّة بعالم الرياضات البحريّة.

 

إسهامات محسوسة لـ “عيناوي”

وتحدّث عوض بن حاسوم الدرمكي، الإعلامي والأديب ورئيس تحرير مجلة عيناوي، عن تجربتهِ، مؤكّدًا أن المجلة قدّمت منذ انطلاقتها إسهامات محسوسة في دعم أنشطة النادي وعرض الرؤى والأفكار التي تخدم تعزيز الأنشطة ودعم ممارسة الرياضة في إمارة أبوظبي بشكل خاص والدولة على وجه العموم، ومرّت بتسميات عدّة حيث تحوّلت إلى “الرياضة اليوم” ثم “نادينا” ثم “الزعيم”، مجلة “عيناوي” وثقت فترة مهمّة ومميّزة بالدراسات ومشكلتنا في الإمارات أن أغلب تأريخنا الرياضي شفهي، وهذا يذهب بذهاب الأشخاص، ويجب التوثيق للإرث الرياضي بدون تأخّر للحفاظ عليه.

وتناول الإعلامي عامر سالمين تجربتهِ مع مجلة “الرياضة اليوم” التي عمل فيها مديرًا للتحرير عام 1978 ثم أسهم في إصدار نشرة نادي الجزيرة التي اهتمّت بالجانب “الثقافي الرياضي”.

الشقيقان والفروسيّة

كما استعرض الإعلامي صلاح عطا تجربة “الشقيقان بهاء وصلاح” مع رياضة الفروسيّة على امتداد 40 عامًا قدّما فيها العديد من الإصدارات التخصّصيّة في رياضة الخيول، كما أعدّا 25 كتابًا لمواكبة كأس دبي العالمي منذ انطلاقتها عام 1996 ووصل هذا العام إلى نسختهِ الثامنة والعشرين.

 


4 عقود كرة سلة

واستعرض الإعلامي محمد حمصي الذي خدم الإعلام الرياضي الإماراتي لمدّة 40 عامًا في جريدة الاتحاد من خلال الكتب التوثيقيّة التي أصدرها في الفترة من 2012 إلى 2024  بالتعاون مع مجلس الشارقة الرياضي واتحاد كرة السلة منها ثلاثة مع مجلس الشارقة وهي :(كرة الشارقة والزمن الجميل) و(كرة الشارقة بطولات وإنجازات) و (رياضة الشارقة بطولات وإنجازات) وهناك كتاب يخصّ (سلّة الإمارات في 40 عامًا).

وتناول الإعلامي رفعت بحيري الذي خدم الإعلام الرياضي الإماراتي لمدة تجاوزت الأربعة عقود منذ صدور جريدة “البيان” حيث أسهم خلالها في صدور مجلة “الرياضة والشباب” التي أظهرت في إبراز جوانب هامّة من حياة اللاعبين، قبل أن تتحوّل إلى مُلحق في صورة مجلّة داخل العدد أواخر عام 1984، كما استعرضَ مساهماته مع الرياضات البحريّة وما صاحبها من إصدارت متنوّعة.

ممثلو الإعلام

واختتمت الندوة التي حضرها إلى جانب المتحدّثين رجل الأعمال عبدالرحيم العوضي صاحب محلات “ليدر سبورت” والإعلامي عبدالله الكعبي وعدد من ممثلي وسائل الإعلام، بكلمة لمحمد غراب المُحلّل في قناة أبوظبي أكّد فيها أهميّة الحفاظ على كُل الإصدارات من مجلات ونشرات وصُحف في مرحلة البدايات نظرًا لدورها في إثراء الحركة الرياضيّة بالمعلومات والمعارف المرتبطة بالنشاط الرياضي.  

 

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

الأولمبيّة تحقق في قضيّة تناول سجاد غانم للمنشّطات!

  بغداد/ فوز أوعز رئيس اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة العراقيّة الدكتور عقيل مفتن بتشكيل لجنة تحقيقيّة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *