باسم جمال
وسطنا الرياضي كان على الدوام مفقسًا صالحًا وملائمًا لحياة وعيش التماسيح، وخلال السنوات الأخيرة ظهرت عندنا مختلف الأنواع والأشكال والأحجام والموديلات منها الناعم اللطيف الذي تؤدي عضّته مباشرة إلى القبر، ومنها الذي يجرح.. وهناك من يخدش فقط!
وظهرت مع هذه التماسيح القياديّة مجموعة من صغار التماسيح دورها هو الهتاف والتصفيق وتدليك عضلات القادة المفتولة، نعم نمَتْ وترعْرَعَت كُلّ هذه الأشكال والأنواع في أغلب مفاصل الرياضة وتسيّدت الموقف، ورأينا لأوّل مرّة تماسيح أنيقة ترتدي أحدث البدلات المصنوعة في دور الأزياء العالميّة (ماركات) تتكلّم بطلاقة وحماسة شديدة عن الوطن وحُبّهم الشديد له، والتفاني في خدمتهِ، وأثناء حديثهم هذا رُبّما تدمع أعينهم وقد يبكي البعض من شدّة التأثّر خاصّة عندما يذكرون اسم العراق!
إنهم ينشدون (موطني) قبل نومهم، وعندما يتكرّم أحّد منهم ويتكلّم في إحدى وسائل الإعلام يتخيّل ببساطة أن الجميع (غِشمَة) ويعتقد أن ما يتفضّل به “قويّ ومؤثّر” خاصّة عندما يُحدّد أسس العمل الرياضي وكيفيّة النهوض به!
الكارثة الكُبرى، أنّهُم وَجَدوا إضافة لتماسيحهم الصغار ببغاوات من التي احترفت التبعيّة والتصفيق والهتاف حيث تقوم هذه المجاميع الطفيليّة بترديد وتبنّي طروحات التماسيح الكبيرة! وبرغم كُثرة الاختلافات بين هذه التماسيح فقد اتّحدوا جميعًا بشكلٍ أو بآخر ضدَّ كُلّ من يُريد وينشد الإصلاح الحقيقي، وصوّروا مُعارضيهم بأنهم حفنة من الجهلة الحاقدين وفئة مارقة مندسّة وبضعة (زعاطيط)! ومع ذلك لم يأخذوا هؤلاء (الزعاطيط) على (كد عقلهم) بل عاملوهم بكُلّ عنف وقسوة وأبعدوهم بالقوّة وأحيانًا بالمحاكم وهاجموهم في كُلّ المحافل ونعتوهم بأقذع الأوصاف والألفاظ !! أما الأقلام والشخصيّات الشريفة فقد تمّ تسقيطها ووُصِفتْ بأنها مأجورة! ولا ندري لِمَنْ ؟!
الكُلّ يعلمُ أن هناك أقلام ومواقع في التواصل الاجتماعي (مستأجرة) ومدفوع فيها (سرّ قُفلية) همّها الوحيد وواجبها رفع شأن تماسيحها الكبار والتسبيح بحمدهم!
المُلاحظ أن التماسيح وأعوانهم الصغار لا يكفّون عن إظهار الاستغراب من وجود من يُخالفهم في الرأي ويصفونهم بأنهم مجاميع (غير شفافة) ومُنحرفة لازالت لحدّ الآن تشكّك بإنجازاتهم العظيمة!
اعتقد أن الوقت قد حان للصراخ بوجه التماسيح وماسحي أحذيتهم أن “أنيابكم الحادّة قد آذتنا وجرحتنا وحطّمتْ ما تبقّى من معنويّاتنا” فمهلًا مهلًا .. بعد كُلّ ليل يطلع النهار، وهناك احتمال يتلاشى التمساح ويتحوّل رُبّما إلى سحليّة ورُبّما أصغر من ذلك!
دعوة لأمانة بغداد وبلديّات المحافظات لتشكيل فرق تفتيش للبحث في المناطق النائية والمهجورة عن أعشاش وبيوض التماسيح لإتلافها وتقليل الضرر ليس إلا، خشية من ظهور جيل جديد يواكب على العضّ ويُسهم في إدامة الرُعب والهلع في وسطنا الرياضي المُبتلى بهكذا نماذج!