إكرام زين العابدين
حرب التصريحات الإعلامية تبدأ بشكل كبير قبل انطلاق صفّارة المباريات من خلال المقابلات أو المؤتمرات الصحفيّة، البعض يحاول أن يستفزَّ الآخرين بطرح الأسئلة المثيرة للجدل، فيما يحاول البعض الآخر أن يكون منطقيًّا في طرحه من أجل الوصول الى أجوبة قريبة من الحقيقة.
قبل كلّ بطولة يشارك فيها منتخبنا الوطني لكرة القدم يطرح السؤال التالي على الاتحاد العراقي والملاك التدريبي للمنتخب: هل الفريق العراقي قادر على إحراز اللقب في البطولة؟
أجوبة هذا السؤال تختلف من شخص الى آخر، لكن أغلبها يأخذ طابع التفاؤل والإيجابيّة من أجل دعم الفريق ومحاولة ايصاله رسائل مهمّة مضمونها أننا نسانُدكم وندعمكم ونقف إلى جانبكم.
من حقّ الجميع طرح الأسئلة وبمختلف الطرق والأساليب، ولكن ليس من حق أحد أن يفسّر الجواب كيفما يشاء، لأنه يحمل أفكار الشخص أو الجهة التي أجابت على السؤال.
في حوار مع إحدى الصُحف الخليجيّة، أكّد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الإسباني كاساس قائلا “لستُ أحمق لأَعِدَ العراقيين بكأس آسيا”.
البعض وصف التصريح والإجابة بأنه جاء في توقيت غير مناسب، خاصّة مع اقتراب انطلاق منافسات البطولة، وأنه يُظهِر عدم الثقة في اختيارات المدرب وعدم استقراره على التشكيلة المناسبة!
في حين اعتبر آخرون أنه تصريح ذكي من مدرب يهدف إلى تخفيف الضغط عن اللاعبين العراقيين، وتحفيزهم لتحقيق أداء جيّد في المباريات المُقبلة.
وبرغم جُرأة التصريح، إلا أنه تسبّب في زعزعة ثقة البعض بقدرات المدرب للوصول الى أبعد نقطة في البطولة، لاسيما وأن البعض يجهل أو يتجاهل قوّة الفرق المشاركة في البطولة، وإننا لم نكن في أغلب البطولات مُرشّحين لنيل اللقب، ونعرف كيف وصل العراق لنهائي كأس آسيا 2007 وأحرز لقبها.
وهنا نذكر بتصريح مماثل للمدرب قبل انطلاق كأس خليجي 25 بالبصرة عندما قال ( لو نجحنا في التتويج بخليجي 25 سيكون أمرًا جيّدًا، لكنها لن تكون أزمة لو لم يحدث هذا، فمنافسينا أيضًا هدفهم الفوز، نحن لا نملك أفضليّة ضد أي منافس) لكنّه أكمل البطولة وفاز بلقب خليجي 25 وأعاد الكأس الغائبة إلى خزانة العراق منذ عام 1988.
لذلك نؤكّد أن المدرب كاساس كان منطقيًّا في طرحه ولا يسعى الى الإثارة وتقديم الوعود الفارغة لاتحاد الكرة وللجمهور العراقي المتعطّش لإحراز اللقب القارّي في نسخة الدوحة 2023.
وفي نفس الوقت يخطّط مدرب منتخبنا ويعمل بصمت من أجل الدخول في المنافسات القاريّة بقوّة من أجل إثبات أحقّيته بمواصلة العمل مع أسود الرافدين في المرحلة المقبلة، وصولاً الى خطف بطاقة التأهّل الى مونديال 2026 والتي من أجلها تم التعاقد معه.
نأمل من الاتحاد العراقي لكرة القدم إصدار أوامر صارمة بتقليل تصريحات الملاك التدريبي واللاعبين، وحصرها في المؤتمرات الصحفيّة فقط ، وأن يتم الاستعانة بالموقع الرسمي للاتحاد لنقل أخبار المنتخب واللاعبين في هذه المرحلة، من أجل منع الفوضى الإعلاميّة التي يسعى البعض من خلالها للتأثير على أداء الأسود في مباريات البطولة الساخنة.