تذكرتُ الدمام!

 

محمد الجوكر

سعدتُ وأنا أشاهد المنتخب الوطني الإماراتي يظهر ويلعب في الدمام التي ذكرتنا بالنتائج الطيّبة التي حققها منتخبنا للشباب أيّام المدرب مهدي علي وفوزنا ببطولتها، ليتحوّل اللاعبون الصغار من الدمام ويصبحون كبارًا، حيث فزنا ببطولة آسيا والخليج لفئة الشباب، وكسبنا فرقاً قويّة مثل استراليا وأوزبكستان عام 2009، وفاز أحمد خليل يومها بلقب أفضل لاعب في القارّة.

في تلك الأيّام، تكوّن المنتخب الأوّل بصورة سليمة برفقة رئيس الاتحاد محمد خلفان الرميثي “بوخالد” والذي حدّد شعارين المدرب والحكم الوطني وكانت لها تأثير طيّب عليهم ومن هنا لا بدَّ أن نذكر الأعمال الجيّدة وقد وقف مع المدرب مهدي علي “بوخالد” في بداية مهمّته وحقق العديد من النتائج المُشرّفة، منها كأس الخليج بالمنامة عام 2013 وثاني أسياد غوانزهو 2010 وثالث كأس الأمم الآسيوية بأستراليا 2015، وكانت الدمام نقطة الانطلاقة، وبالتأكيد لا ننسى أدوار الرؤساء الآخرين الذين جاءوا بعد الرميثي وأخصّ هنا يوسف السركال والذي تحققت في عهده إنجازات لا تنسى!

تذكرت تلك المشاهد الجميلة عندما وجدتُ منتخبنا بالأمس مواصلاً حصد الانتصارات، منها الفوز على منتخب النيبال بأربعة أهداف نظيفة، ضمن الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثامنة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المشتركة لكأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027.. لقد شاهدتُ منتخبًا قويًّا أثلج صدري بلاعبين في بداية مشوارهم الدولي، ما يجعلك تصرُّ على الجلوس أمام التلفاز وتتابع المباراة لأنّك ترى الجيل الجديد للكرة الإماراتيّة وهُم يقدّمون عرضاً جماعيّاً عزز صدارتنا لترتيب المجموعة بوصوله إلى 15 نقطة كاملة من 5 مباريات، وبرغم قلقي من أن عددًا من لاعبي المنتخب الحاليين لم يصبحوا من الأساسيين في صفوف فرقهم بأنديتهم محليًّا بسبب غزو اللاعبين غير المواطنين بصورة مخيفة!!، وهذه قضيّة فنيّة يجب أن يشارك الجهاز الفني للمنتخب الحالي في وضع الخطط والاستراتيجيّات للاعبي المنتخب مع مدرّبي الأندية، حتى نخطط وتسير أمورنا الإداريّة والفنيّة جنبًا إلى جنب، وهذه نقطة في غاية الأهميّة.

نعم حققنا العلامة الكاملة في التصفيات، وتنتظرنا مهام وفرق أقوى، صحيح فرحنا بالفوز الكبير وفرحتي الكُبرى بهذا الجيل الذي لو أعطيناه الفرصة الكاملة في دورينا سنحقق إنجازات كما حققنا أيام مهدي، لكن للأسف نظرتنا هي الفوز بالبطولات المحليّة والتنافس بين الأندية من أجل ذلك أقول لكم اهتمّوا بالمنتخب الحالي أكثر وأكثر وسلامتكم! والله من وراء القصد.

أنشر عبر

شاهد أيضاً

أنديتنا بلا ستراتيجيّة آسيويّة!

  انتصار السراج السِّمة الغالبة في جميع أندية العالم أنها مع بداية كُلّ موسم كروي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *