ما السلبيات التي يتحمّلها المنتخب بسبب المشاركة في الأولمبياد؟
خسرنا شهرًا كاملاً من الإعداد قبل انطلاق جولة أيلول الموندياليّة!
ماذا نريد من الاتحاد الآسيوي في قرعة الدور الثالث؟!
كاساس لم يستقرّ على تشكيلة معيّنة منذ بدء مهمّته!
كتب: د.كاظم العبادي
لم يتبق للعراق سوى مباراتين في الجولة البدائيّة الثانية من تصفيات كأس العالم 2026 أمام كُل من إندونيسيا على أرضها يوم 6/6/2024 ويوم 11/6/2024 في البصرة وهي أسهل مشاركة له من حيث جودة وقوّة الفرق في مجموعتهِ خلال مشاركاته الـ 14 في المراحل الأوليّة والتي امتدّت منذ تصفيات كأس العالم 1974 وحتى تصفيات 2026 ( بضمنها الانسحاب من التصفيات 1978 ) كذلك من ناحية النتائج، بإمكان العراق ولأوّل مرّة في تأريخه أن يصنع تأريخًا جديدًا بفوزه في جميع مبارياته وتصدّره مجموعتهِ بعلامة كاملة من النقاط بلا خسارة أو تعادل وهو ما لم يحدث سابقاً.
بهذه النتائج ضمن العراق التأهّل إلى الدور الأخير حيث ستتوزّع الفرق التي احتلّت المركزين الأوّل والثاني في مجاميعها الـ (9) إلى (3) مجموعات تضمّ كُل منها (6) فرق، حسب تصنيف الفيفا ومتوقع جدًّا أن يتصدّر العراق فرق المجموعة السادسة (F) فإن تحقيق ذلك، مسألة وقت لا أكثر.
أمر مهم: أجهل فيه إن كانت الفرق التي احتلّت المراكز الأولى في المجموعات وعددها 9 قد تعطى أفضليّة في القرعة لتوزيع الفرق على المجموعات الثلاث، بحيث تكون متواجدة أوّلاً قبل النظر إلى تصنيف الفيفا للمنتخبات وعدم معاملتها بتساوٍ مع الفرق التي تحتلّ المركز الثاني في المجموعات. هذه النقطة يجب أن نثيرها أمام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إن لم يبتّ فيها، أي أن تصنيف الفرق في الجولة الحاسمة يجب أن يقسّم إلى قائمتين/ خانتين:
القائمة الأولى: تضمّ الفرق التي احتلّت المراكز الأولى (9 فرق) وحسب تصنيف الفيفا تتوزع 3 فرق على كُل مجموعة حسب قرعة يتم ترتيبها (3 فرق الأفضل تصنيف تتصدّر المجموعات، 3 فرق متوسّطة في الترتيب تأتي في المرتبة الثانية وتوزع بالقرعة، و3 الأقل تصنيفاً يتم توزيعها تباعاً بنفس الأسلوب).
القائمة الثانية: بنفس هذا الأسلوب يتم توزيع الفرق التي احتلّت المراكز الثانية.
يتوقع أن تتأهّل (7) من أصل (9) منتخبات الأفضل في التصنيف كأوائل عن المجموعات. هناك احتمال في مجموعتين الرابعة D والخامسة E أن لا تتصدّر سلطنة عُمان المجموعة الرابعة بل منتخب قيرغيزستان، وكذلك قد تتصدّر أوزبكستان المجموعة الخامسة على حساب إيران (كلاهما حاليًّا بنفس الرصيد من النقاط، 10 نقاط لكُل منهما). لو حصل ذلك يجب أن يضع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كُل من قيرغيزستان وأوزبكستان في القائمة الأولى وكُل من سلطنة عُمان وإيران في القائمة الثانية ثم توزع الفرق بالقرعة حسب التصنيف دون إهمال نتائج الفرق في هذه الجولة – بدلاً من الاعتماد بشكل مباشر على تصنيف الفيفا. لماذا؟ سنوضح ذلك أدناه:
1- هذا الأسلوب سيعطي أفضليّة للمتصدّرين، بدلاً من قتل جهود فرق أبدعت واجتهدت في الدور الثاني من التصفيات.
في أمر آخر مختلف، كنت دائمًا ضد وجود فريقين في مجموعة واحدة في الأدوار البدائيّة ثم تكرار تواجدهما في الدور الأخير كما حصل للعراق والأردن في تصفيات كأس العالم 2014. لكن هذه المرّة لن اعترض ولن أنصح الاتحاد العراقي لكرة القدم بالاعتراض أو إثارة القضيّة لأنني سأقبل وسأكون سعيدًا جدًّا بوجود إندونيسيا أو فيتنام معنا ثانية في مجموعة واحدة في التصفيات الأخيرة لكأس العالم 2026.
* استعداد العراق لمباريات الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026.
* بعد أن ضمن العراق التأهّل إلى مباريات الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026، هل أن العراق جاد ومستعدّ للمشاركة في هذه التصفيات والتي ستقام مبارياتها خلال الفترة الزمنيّة من 5 سبتمبر/أيلول 2024، إلى 10 يونيو/حزيران 2025؟
* سنتعثر إذا لم نتدارك أمرين جوهرين، وهُما:
1- سيتأثر المنتخب العراقي سلباً لمشاركة عدد من لاعبيه لم تحدّد أسماءهم وعددهم بعد مع المنتخب الأولمبي في الدورة الأولمبيّة خلال الفترة الزمنية 26 يوليو/حزيران إلى 11 أغسطس/آب 2024. هذه الفترة الذهبيّة لإعداد المنتخب الأوّل لمباريات الجولة الاخيرة ستتأثر ولن يجتمع الفريق فيها من أجل تحضيره فنيًّا وبدنيًّا وخططيًّا وهي لن تتكرّر، وبعد عودة اللاعبين من الأولمبياد وبسبب الإرهاق وانضمامهم لأنديتهم في أغسطس لن تتاح لهم الفرصة للتدريب تحت إشراف كاساس ومع زملائهم وسيقتصر وجودهم أيام معدودة مع المنتخب قبل مباريات العراق الرسميّة في التصفيات في شهر سبتمبر القادم!
أيضًا سيكون كاساس متواجدًا مع المنتخب الأولمبي، فمن سيعد منتخب العراق خلال فترة الصيف؟
2- للأسف الشديد، بعد أكثر من سنة ونصف مع منتخب العراق لم يستقرّ كاساس على تشكيلة معيّنة.
إيجابيّات وسلبيّات تشكيلة كاساس الأخيرة:
– حرّاس المرمى: خطوة إيجابيّة من كاساس باستدعائه حرّاس واعدين، حسين حسن، علي كاظم، كميل سعدي، كنت أوّل من نبّهتهُ بضرورة ضمّ حارس واعد للمستقبل مع الفريق. خطوة طيّبة لكن متأخرة جدًّا، خسر حوالي سنة كاملة لتحضيرهم.
– قلبا الدفاع: بغياب سعد ناطق فإن الاعتماد الكلّي سيكون على ريبين سولاقا وزيد تحسين في حين أن كُل من: فرانس بطرس، لم يُجرّب كثيرًا في هذا المركز.
* مناف يونس، اعتمد عليه بشكل كبير في كأس الخليج لكن تم استبعاده في مراحل لاحقة.
* اكام هاشم، لم يأخذ فرصتهِ بعد، ولم يعرف سبب اختياره بعد ولا موقعه الأساسي ما بين لاعب ارتكاز أو قلب دفاع.
– الظهيران، أعتقد أن حسين علي وأحمد يحيى العبادي، هُما الأساسيّان حاليًّا، لغياب الن محي الدين وميرخاس دوسكي. مع إن كُل من مصطفى سعدون وأحمد مكنزي تنقصهما الخبرة والمباريات الدوليّة إلا أنه اختيار جيّد، وواضح جدًّا أن كاساس قد أدرك أن ضرغام إسماعيل لا يخدمه في التصفيات.
– خطّ الوسط، هناك استقرار على التشكيلة، توجد لديّ ملاحظتين:
* استدعاء كُل من محمد الطائي وماركو فرج، نقطة إيجابيّة تسجل لكاساس، الأوّل لاعب ارتكاز وهو مركز ضعف الفريق العراقي، يبدو لي أنه لاعب جيّد يحتاج إلى تأقلم وانسجام وفهم خطط كاساس أوّلاً، لكن تصويره بأنه قصي منير جديد للعراق، أعتقد بأنه كلام فيه مبالغة كبيرة، يحتاج وقت لاثبات ذلك. أما ماركو فرج فهو لاعب مهاري. أتمنى أن لا يكون مصير الطائي وفرج حال كُل من دانيلو ومنتظر محمد وغيرهما!
* ما جدوى وجود بشار رسن وصفاء هادي؟
– خط الهجوم: لا يوجد تغيير ملموس في المناطق الهجوميّة. اختيارات كاساس لمهاجميه فيها ثغرات:
* كنت أتمنى أن يتخذ قرار مماثل والذي اتخذه بشأن حراس المرمى بالنظر للمستقبل بضمّ مهاجم واعد أو أكثر مثل بلند آزاد عمر.
* أعتقد أن مهند علي لن يخدمه في مباريات قويّة مثل مباريات تصفيات كأس العالم 2026 الجولة الأخيرة منها. يمتلك مهند الحسّ التهديفي، لكنه يفتقد إلى اللياقة البدنيّة، لن يتجاوب مع الخطط، قد نستفيد منه دقائق معدودة.
نظرة أخيرة إلى منتخب العراق قبل تصفيات الجولة الأخيرة:
* بعد سنة ونصف من إعداد منتخب العراق، حوّل كاساس الفريق إلى فوج مفتوح للاعبين (Open Cohort).
* يفتقد الفريق العراقي إلى التجانس والخطط الهجوميّة.
* نمتلك عددًا كبيرًا من اللاعبين الجيّدين القادرين على حسم المباريات بجهود فرديّة، لكن الفريق يفتقدُ إلى فلسفة لعب.
* عدد كبير من اللاعبين بحاجة إلى المباريات.
* كاساس لن يستقرّ على هذه التشكيلة، فإنه قد يستدعي لاعبين آخرين مثل كيفن يعقوب، آدم طالب، يوسف الإمام، ألكسندر عكاش أوراها وغيرهم ( لاعبون إما في مراحل الشفاء أو ضمن صفوف المنتخب الأولمبي ).
* لن ندخل مباريات الجولة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026 جاهزين ومستعدّين لها بشكل يناسب حجم هذه المباريات. سنخسر شهر من الإعداد، ولن تكون أمامنا فرصة لتجميع الفريق وتحضيره خلال مراحل التصفيات المختلفة.