المستور في صناعة البطل! 

 

اكرام زين العابدين

يسعى العاملون في الوسط الرياضي إلى تحقيق الإنجاز في المنافسات الداخليّة والخارجيّة من خلال الاستعداد الجديد والوصول إلى منصّات الفوز بالمنافسات الرسميّة.

من المفترض أن تبدأ صناعة البطل في الأندية الرياضيّة والأكاديميات التابعة لها، وتبذل هذه الأندية جهودًا وتُسخِّر أموالًا كبيرة من أجل ايصال هذا البطل إلى أعلى مراتب التطوّر الرياضي وتحقيق أفضل النتائج .

ويقتصر دور اتحاد اللعبة المعني في مرحلة الإعداد بأمور بسيطة من خلال اعطاء بعض الاستشارات من المدربين خلال المشاركات المحلية، والتي من خلالها يتم اختيار الأفضل لتمثيل المنتخبات الوطنية في المحافل الدولية.

مشكلة رياضتنا تتمثّل في غياب اهتمام الأندية بالألعاب الفرديّة إلا ما ندر، ويغيبُ التنسيق بين النادي والاتحاد في هذه الألعاب من أجل النهوض واعتبارها عنصرًا مهمًّا فيها، فيما تصبُّ إدارات الأندية جُلّ اهتمامها بلعبة كرة القدم التي تستنزف ميزانيّاتها، ولا تترك إلا الفتات لبقيّة الألعاب، بالإضافة الى غياب مستلزمات ممارسة الألعاب الفرديّة لنشاطاتها في الأندية، واقتصارها على المراكز التدريبيّة في الاتحادات.

لذلك تبدأ هذه الألعاب بالتقلّص في الأندية بشكل خفيّ وبالاتفاق مع الاتحاد على أن يستمرّ تواجدها في مراكزها التدريبيّة لأسباب فنيّة، ويتم توزيع لاعبي هذه الألعاب وبحيلة شرعيّة على عددٍ من الأندية من أجل المشاركة في نشاطات الاتحاد الداخليّة وتشكيل الهيئة العامّة مستقبلاً، والتي ستقوم بانتخاب مجلس إدارة الاتحاد لدورة انتخابيّة .

هذه الأفعال البعيدة عن الروح الرياضيّة تحصل بمباركة اللجنة الأولمبيّة العراقيّة ووزارة الشباب والرياضة والتي لا تنتج لنا أبطالًا حقيقيين بمعنى الكلمة قادرين على الدخول في المنافسات الآسيويّة والأولمبيّة وتحقيق أفضل النتائج فيها.

إن مسؤوليّة تطوير ودعم الألعاب الفرديّة تقع على وزارة الشباب والرياضة لأنها المسؤولة المباشرة عن الأندية الرياضيّة وعمليّة تصنيفها ومنحها الإجازة الرسميّة، وإن أغلب إدارات الأندية تتبجّح بأن النادي فيه أكثر من لعبة فرديّة، وإن أبطالها يشاركون في المنافسات المحليّة استناداً الى اتفاق مُسبق مع الاتحادات الرياضيّة .

لكن المخفي والمستور سينكشفُ في حال أقدمت لجان الوزارة على عمل احصائيّات حقيقيّة لعدد أبطال كُلّ لعبة فرديّة، وأيّ الأندية ينتمون، وفي أي مكان يتدرّبون وعندها سيجدون أن عددهم قليل ويتم توزيعهم على الأندية، لكي تكون الإجابة حاضرة بأن المشاركة كبيرة في البطولات المحليّة، وإن الأموال غير كافية لتطويرها وهي بحاجة الى زيادة مستمرّة من أجل تحقيق الإنجاز المُنتظر، وهو يعكس الحقيقة المُرَّة للرياضة.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *