العراق وكأس آسيا .. عمل كبير في الإستراتيجيّات وضعف في الجزئيّات

 

كتب: أ. د هلال عبدالكريم

مبدأ الفوز والخسارة، أكبر مبادئ الرياضة، وهو واقع مفروض في العمل التدريبي للتخطيط للفوز على المدى البعيد وليس المدى القريب الآني، فالمهم في مراحل بناء الفريق الجديد والفلسفة الجديدة أن نضع أمام اعيننا هذا المبدأ وهذا التوقّع لماذا؟ لأن التغيير نحو الأفضل يحتاج إلى الوقت اللازم لاستيعاب متطلّبات التدريب بجميع عناصره.

من هذه النقطة الخطرة نبدأ بقضية الفريق العراقي في بطولة اسيا، فهو فريق جديد بأكثر المعاني وهو في بداية الطريق نحو الهدف الكبير بالعودة إلى الصدارة على آسيا أو العرب أو الخليج وصولًا للأكثر، وإشارة إلى عنوان هذا المقال فإن الجميع رأى التغيير من الخارج وهو مُقنع وتتوقّع له تطوّرًا أكبر إذا استمرّ العمل والفكر الذي يقوده والظروف اللازمة لضمان انجازه.

نحن دائمًا ننسى أو نغفل أو نفتقد تفاصيل وجزئيّات مكمّلة للتدريب والمساندة له، والتي برغم نسبتها القليلة في التدريب إلى أخطر ما تكون في اللحظات الحرجة!

السلوكيّات مهمّة أساسيّة لكي نضمن أن التدريب سينجح في التأثير على اللاعب، وستجعل اللاعب في إطار حدود المسموح به واللامسموح في التدريب والمنافسة وهي أيضًا ( السلوكيّات) تجعلهُ يدرك كيف يسيطر على انفعالاته ويوجّهها باتجاه مصلحته ومصلحة فريقه ويتجرّد عن كل انفعال أو عادة أو سلوك سلبي سابق كان سببًا له أو لفريق آخر في خسارة فادحة كالتي حصلت مع الفريق العراقي! وهذا يحتاج إلى ثقافة متوازية مع العمل التدريبي، ولنا أن نتصوّر كم كان حجم العمل كبيرًا وكم أثّرت جُزئيّة سلوك اللاعب في النتيجة، وفي الحقيقة فإن اللاعب ضحيّة تقصير المدرب في التحضير النفسي والثقافي للمباريات خاصّة إذا كان هناك خطرٌ متوقعُ من مسألة خطرة مثل التحكيم، وكان على الأقل أن نثقّف لاعبينا بتوقّع مثل هذا الخطر وما ينبغي تجنّبه من سلوكيّات للمنافس أو التحكيم والاحتفاظ بسلوكيّات هادئة وموضوعيّة تسيطر على الذات وتزيد من دافعيّة اللاعب، وهذا مهم جدًّا، وكان ليس من واجب المدرب فقط وإنما من واجب الإدارة الفنيّة للعبة، فماذا نتوقّع من فريق يدخل الملعب بأهازيج ورقصات شعبيّة واللاعب في مهمّة كبيرة وفي حاجة قصوى لاستحضار كلّ طاقاته البدنيّة والعقليّة والنفسيّة وكافة متطلّبات التكتيك.. كيف؟! وكيف نتوقّع ردّة الفعل لسلوك لاعب يفعل سلوكًا مضاد غير مقبول في ظلّ خطر التحكيم والإعلام وجمهور أصبح غير مرغوب فيه لسبب الاخر.. كيف؟ نحن مشكلتنا الثقافة العامّة ثم الثقافة الرياضيّة كزرع في العمل الرياضي لا يمكن أن تعيش الرياضة بدونه، والثقافة مصطلح كبير خفيف على أهله ثقيل جدًّا على البعض!

أنشر عبر

شاهد أيضاً

ريال مدريد يتفوّق على أتلانتا في قمّة نارية بدوري الأبطال  

  متابعة: سمير السعد شهدت ليلة أمس (الإثنين) واحدة من أروع مباريات دوري أبطال أوروبا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *