الصحفيّون الروّاد لن يُظلموا

 

رعد العراقي

سنوات مضت، وشريحة الصحفيين الروّاد تواجه تحدّيات صعبة لتثبيت الحقوق المسلوبة بضراوة بعد أن غُيّبت ورُكنت سواء بفعل فاعل أم بسهوٍ غير مقصود حين شُرِّع قانون الروّاد الرياضيين وسقط بالتوصيف مصطلح الصحفيين الرياضيين برغم أن الجميع يدركُ حدّ اليقين بأن الاثنين هُم من صنعوا الإنجاز وهُم من ساهموا في كتابة الحدث الرياضي في جميع البطولات كخليّة نحل تعمل بجهدٍ ومثابرةٍ من أجل تحقيق هدفٍ واحدٍ لا غير وهو الانتصار للرياضة العراقيّة.

لنتصوّر حدود العودة بالخيال إلى خمسين عامًا أو أكثر، ثم نُسلّط الضوء على الحاضر ونحاول أن نسلخ الجهد الصحفي في دعم ومواكبة الأحداث الرياضيّة واخبار نجوم الرياضة من الروّاد السابقين وحتى الحاليين، فإننا سنذهبُ لنتيجة مُذهلة تتلخّص بأن لا تحفيز يُحقق الإنجاز ولا ضوء يُسلط لمعالجة الأخطاء ولا تأريخ يدوّن ولا شهرة للنجوم ولا جماهير تطّلع على الأحداث، والغريب في الأمر أن قانون الرياضيين الروّاد ما كان له أن يُبحث ويُقرّ لولا أن “الصحافة الرياضيّة” هي من سلّطت الضوء عليه وهي من تصدّت لحقوق الروّاد وهي أيضًا من عرّفت حتى بشخوص من ناقشت ورفعت التوصيات، لكن مع الأسف تم تجاهلها وأصرّوا على فكِّ أواصر العمل المشترك بين روّاد الصحافة والروّاد الرياضيين في القانون ذاته.

بعيدًا عن كُلّ الأسباب الإداريّة والاعذار التي برَّرت التصويت على رفض درج الصحفيين الرياضيين الروّاد في قانون الروّاد الرياضيين فإن الجانب الإنساني الذي من المفترض أن يسمو على جميع الأهداف قد غيّب بشكل لا يمت لروح ومسبّبات أي تشريع يذهب نحو تحصين وحفظ كرامة المعنيين بالشأن الرياضي ممّن تركوا بصمة وأثرًا بعيدًا عن المُسمّيات وباتوا بحاجة إلى مواجهة آفات الزمن وحُكم تقدّم سنوات العمر!

والسؤال هنا… أين وعود المسؤولين! وكيف سيُبرّر من كان واثقًا بكل تصريحاته واطلالاته عبر شاشات التلفاز بأنه سيمضي بشمول الصحفيين الرياضيين الروّاد بالقانون..وأين ذهبت القوائم التي كانت في رحلة مكوكيّة بين اتحاد الصحافة الرياضية ووزارة الشباب والرياضة ومن قبلها زارت مكاتب لجنة الشباب والرياضة البرلمانيّة!

هل من المُمكن أن يكون الجميع غير مُدرك لما يقوم به أو يجهل متطلّبات إجراء تغيير في القانون وفقًا لخطوات قانونيّة وبأسباب منطقيّة غير قابلة للرفض؟!

أخيرًا، هل تدرك اللجنة التي تشكّلت لهذا الأمر، بأن واجبها الحقيقي ليس التصويت بالقبول أو الرفض بقدر ما كان واجبها هو التماس الجانب الإنساني والتمسّك بالحقّ القانوني أوّلا ثم تسخير كُل امكانيّاتهم نحو وضع كُل ذلك أمام أنظار الحكومة التي بالتأكيد لا تقف ولا تعارض أي خطوة تستهدف شريحة لا ملاذ أمن لها إلا حضن الوطن.

نقول .. الصحفيون الرياضيون الروّاد لم يكونوا يومًا موضع مزايدة أو استعطاف وإن خاضوا في متاعب المهنة ردحًا من الزمن دون أن ينتظروا مكافأة أو مديحًا بغير استحقاق.

الصحفيون الرياضيون انصفوا الأبطال وارتقوا بالصحافة الرياضيّة لمواقع الصدارة بين الدول، فكان نتاجهم ظاهرًا يكفي أن كُبريات الصحف الخارجية كانت تتسابق على الاستفادة من خبراتهم ، فإن غاب اليوم الصوت الذي ينصرهم وينصفهم فغدًا بالتأكيد سيأتي من يَصدِقهُم القول ويتبعهُ بفعلٍ شجاعٍ لاسترداد حقوقهم ويرفع الظلم عنهم، لأنهم باختصار لن يُظلموا تحت أي حجة أو اجتهاد.

Print Friendly, PDF & Email
أنشر عبر

شاهد أيضاً

عهد بعثة فلسطين الأولمبيّة

  أسامة فلفل* وجع الغربة والفراق والبُعد عن الأحبّة والإخوّة والرفاق والأهل والعشيرة ورفاق الدرب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *