يعقوب ميخائيل
لم يكن أمراً مستغربًا أن يَطِلُّ علينا الاتحاد الآسيوي ببيان أقلّ ما نصفه بالهزيل حيال الأحداث التي رافقت مباراة منتخبنا مع الأردن.
ما نتناوله في موضوعنا لا يقتصر فقط على أحداث مباراتنا الأخيرة مع الأردن، بل يتعدّى إلى أسباب أخرى منها ما عانينا بسببها خلال السنوات الماضية، جرّاء المواقف المُخزية لـبعض (الأشقّاء) خلال الفترة التي عانى منها العراق من فرض الحظر على ملاعبه (واليوم) بدأت مُعاناة جديدة لربّما ستمتدُّ لفترات طويلة إذا ما غابت الإرادة الحقيقيّة عن فرض دور وأحقيّة العراق في أخذ موقعه الطبيعي في جميع المنظّمات والمؤسّسات الرياضيّة سواء العربيّة أم الإقليميّة عن استحقاق.. أكرّر القول عن استحقاق وليس مِنَة !! من أجل فرض (شخصيّة) العراق التي يجب أن تحظى باحترام وتقديرعاليين.
وفي نفس الوقت عدم السماح بإلغاء دوره أو تهميشه سواء من خلال (التلاعب) بلوائح المسابقات أم عن طريق القرارات التي تضرّ بمصالحه كي تستفيد جهات أخرى من إلحاق الأذى به.. أي إلحاق الأذى بالعراق وبالملايين من جماهيره، وكما حصل في مباراته الأخيرة مع الأردن والتي لعب فيها الاتحاد الآسيوي ولجنة حكّامه دورًا مشبوهًا وغير حيادي في تعيين الحكم الإيراني لإدارتها ( من دون أن نُحرِّك ساكنًا برغم معرفتنا بسوابقه)!! ومن ثم الخروج ببيان ساذج وهزيل لا يمتُّ للحقيقة بصلة عمّا فعلهُ الحكم من اجحاف بحقّ العراق إزاء قراراته غير المُنصِفة التي أدّتْ الى اقصاء منتخبنا من البطولة.
لا نريد مجاملات، ولا نريد من أي عضو أو (نائب) اتحادي يطلُّ علينا عبر شاشات التلفاز أو في البرامج التلفازيّة العربيّة ويحاول أن (يمدد) اسارير وجه بابتسامات عريضة مصطنعة في محاولة لارضاء هذا المسؤول أو ذاك (الشقيق) من دول المنطقة “ضاربًا بعرض الحائط” المشاعر والآلام التي اعتصرت قلوب 40 مليونًا عراقيًّا جرّاء الطريقة التي (أخرج) بها العراق من بطولة آسيا!!
نعم .. لقد أثنينا (ومازلنا) على الجهد الذي بُذل من أجل إعداد المنتخب وتوفير الكادر التدريبي الإسباني حتى أثمر عن هذه الانتقالة النوعيّة بمستوى المنتخب، إلا أن ذلك لا يعني أن (نسكت) عن السلبيّات أو عندما نرى أن (المجاملات) باتت تلوح في الأفق على حساب مصلحة المنتخب وجمهوره الرائع الذي ظلّ وسيظل يؤازره أينما حلّ وترحل.
لا نريد أن نطول في الحديث بقدر ما نود التأكيد على أن العراق (اليوم) بحاجة الى شخصيّات تُعيد له مكانته وكبرياءه وفي نفس الوقت (تهزّ) هذه الشخصيات (عروش) جميع المؤسّسات الرياضيّة سواء العربيّة أم الإقليميّة وبضمنها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأننا عانينا كثيرًا من مواقف (الأشقاء) المُخجلة حيال الكثير من القضايا التي كانت تخصُّ العراق وما عاناه من حظر لسنوات طوال من دون مبرّر؟
أيّاكم أن تعتبروا ما حصل مجرّد (غلطة شاطر) فنحن مقبلون على أهم وأكبر مهمّة وهي الاستمرار في خوض غمار تصفيات كأس العالم وبالذات في مرحلتها الثانية والنهائيّة الاقصائيّة، ولا نستبعد ان يبدأوا من كانوا سببًا في اقصائِنا من بطولة آسيا يبدأون في بناء (مطبّات) جديدة في موضوع استضافتنا لمبارياتنا على أرضنا !
أرجوكم لا تستغربوا من مثل هذا الطرح لأننا نقول الحقيقة المُرّة التي (عشناها) بكل تفاصيلها .. نعم .. بكل تفاصيلها تستحقُّ أن تؤخذ محمل الجدّ وأن لا نستهين بها.
بالأمس القريب جاء الوفد الإداري الإماراتي ليطلع على ملعبنا في بغداد كي يخوض مباراته معنا في تصفيات كأس العالم وقد أوحى على الموافقة من خلال توزيع (الابتسامات) مع (مسؤولينا)!! حتى رفض اللعب في العراق بمجرّد مغادرته بغداد ثم جاء قرار نقل المباراة بعدها إلى السعودية (لأسباب أمنيّة)! فأكتفينا نحن (العبد الفقير) العراقيّون بأبتسامة (الأشقاء) وبتمديد اسارير وجوههم الكحلاء.
نعم .. توخّيك الحذر .. يقيك الخطر .. فهل وصلت الرسالة ؟!