محمد الجوكر
سعدتُ كثيرًا بالاطلاع على المقرِّ الجديد لمركز القادة للرياضيين بمُسمّاه السابق واليوم تغيّر الأسم إلى مركز الإمارات للعلوم الرياضيّة والطبّ الرياضي، وما أتمنّاه هو أن تتمَّ العناية والاهتمام بتدريس مادّة تسمّى الإعلام الرياضي، ومن الضروري وبعد ما وصلنا لهذه المرحلة نرى أهميّة إنشاء أقسام لها على مستوى الكليّات والجامعات الرسميّة بالطبع، أما بقيّة المعاهد الأخرى فكُلّنا يعلمُ بأنها تبحثُ عن الربح المادّي، فالفارقُ كبيرٌ بين الجهتين!
مع غزو الإعلام الحديث بتزايد انتشاره لدى الشباب بصورة واضحة لأن الصحافة الإلكترونيّة وصحافة الفيديو أصبحت أكثر طلبًا منها في تخصّصات الإعلام الرقمي في مجال الإذاعة والتلفاز، خاصّة أننا بدأنا التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وهذا المجتمع بحاجة لنوعيّات مختلفة من المتعاملين في مجال الإعلام الرياضي، فما قدّمناه عبر العقود الماضية لم يعد يصلح لجيل اليوم، ولهذا فإنني أدعو المؤسّسات المعنيّة بإدخال هذا العنصر إلى الدراسات النظريّة وتطبيقها عمليًّا، واعتقد بأن الهيئة العامة للرياضة والمجلس الوطني للإعلام مستعدّان لإدراكهما بهذا القطّاع الحيوي المهم للمجتمع، الرياضة عنصر من العناصر المهيّئة لشبابنا، لو أدركنا وقدّمنا لهم السُبل الكفيلة بتطوير ذاتهم وإمكانيّاتهم في خدمة الرياضة وقدرتهم على التأثير عبر هذه البوّابة التي نعاني نقصًا شديدًا في إعداد المُمارسين فيها.
الرياضة أصبحت لغة العصر الحديث، ولغة الفكر والتطور لأنها تخاطب الفئات والشريحة المُختلفة باختلاف لغاتهم وثقافاتهم بالذات الشباب، فلابدّ أن تلعبً دوراً مؤثراً في إعداد الكوادر المؤهّلة للعمل في مجال الإعلام الرياضي، ولذلك أصبح تدريس الإعلام الرياضي ضرورة مُلحّة في الجهات التي طالبت بها لكي ننهض ونرى وجوهًا شابّة جديدة تتسلّح علميًّا وثقافيًّا بالتنسيق بين مؤسّسات الدولة المختصّة بهذا الشأن.
سعدتُ بزيارة المكان الجميل الذي تمّ صيانتهِ على أعلى المستويات الإنشائيّة، وساهم على إشراف وخروج المركز بهذه الصورة الجميلة الأخ سعيد عبد الغفار مدير عام الهيئة العامة للرياضة السابق إذ تابع المشروع منذ عام 2019 ليتحوّل الى مبنى نموذجي متكامل ويصبح كلية علميّة يتواجد فيها يوميًّا مشاركين من جهات مختلفة لتلقي العلوم الإداريّة المتنوّعة ، فقد ترك “بومايد” بهذا العمل ذكرى طيّبة، وأرى أن هذا المكان يُعد خطوة مهمّة، وإننا بحاجة ماسّة إلى إعداد وإخراج الكوادر الإداريّة من بينها تدريس الإعلام الرياضي.. والله من وراء القصد.